رحيل رئيس مجلس الشورى السعودي بعد مشاكل قلبية

الأمير سلمان يتقدم المصلين على جثمان الشيخ ابن جبير والأمير متعب شارك بالدفن

TT

نعى أمس الديوان الملكي السعودي الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى السعودي. وقال بيان من الديوان ان رئيس مجلس الشورى انتقل الى رحمة الله صباح أمس اثر مرض ألم به وأدخل على اثره المستشفى العسكري، حيث وافاه الاجل المحتوم عن عمر يناهز 76 عاماً.

ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ونيابة عن الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني تقدم المصلين في صلاة الميت على الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير عصر امس بجامع الامير تركي بن عبد الله بالرياض الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض. وأدى الصلاة على الشيخ ابن جبير الامير متعب بن عبد العزيز وزير الاشغال العامة والاسكان، والامير عبد الاله بن عبد العزيز امير منطقة الجوف، والامير سطام بن عبد العزيز نائب امير منطقة الرياض، والامير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، وعدد من الامراء والعلماء والوزراء واعضاء مجلس الشورى وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمع غفير من المواطنين وابناء الفقيد.

وعقب الصلاة توجه كل من الامير متعب بن عبد العزيز والامير سلمان بن عبد العزيز والامير عبد الاله بن عبد العزيز والامير سطام بن عبد العزيز والامير عبد العزيز بن سلمان الى مقبرة العود، حيث شاركوا ابناء الفقيد في دفنه.

وكان رئيس مجلس الشورى السعودي اصيب بمشاكل قلبية ادخل على اثرها المستشفى يوم الاثنين الماضي، وتوفي الشيخ في المستشفى العسكري بالرياض.

من جهة أخرى بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين على اثر وفاة رئيس مجلس الشورى السعودي.

وجاء في برقية العاهل المغربي انه وبهذه المناسبة الأليمة «أتقدم الى جلالتكم ومن خلالكم الى أسرة الفقيد بأحر التعازي وصادق المواساة في هذا الرزء الفادح سائلا الله العلي القدير أن يلهمكم جميعا جميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الراحل بواسع رحمته وغفرانه ويجزل له الثواب على ما قدم لبلده من خدمات جلى ويحشره في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».

كما بعث أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح إلى خادم الحرمين الشريفين ببرقية تعزية في وفاة الشيخ بن جبير عبّر فيها عن خالص تعازيه ومواساته في الفقيد.

ولد الشيخ محمد بن جبير عام 1348هـ في مدينة المجمعة (200 كيلومتر شمال غربي الرياض) وحصل على الشهادة الثانوية من دار التوحيد بالطائف عام 1368هـ وكان قد تلقى العلم في حلقات على يد بعض المشايخ منهم الشيخ عبد الله العنقري، والشيخ محمد الخيال، والشيخ عبد العزيز بن صالح، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ سعود بن رشود، وحصل على الشهادة الجامعية (شريعة) من جامعة ام القرى بمكة المكرمة عام 1372هـ.

وتقلد الراحل عدداً من الوظائف في حياته العملية وابتدأها بملازم قضائي بمحكمة مكة المكرمة عام 1372هـ، ثم قاضياً في المحكمة المستعجلة بمكة المكرمة وبعدها عين محققاً شرعياً في ديوان المظالم، ثم في عام 1381 هـ عين عضواً في محكمة التمييز بالرياض. وفي عام 1391هـ اصبح رئيساًَ للهيئة القضائية العليا بوزارة العدل ثم رئيساً للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الاعلى. وفي عام 1395هـ تقلد منصب رئيس ديوان المظالم ثم اصبح وزيراً للعدل وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان المظالم عام 1407هـ، ثم وزيراً للعدل بالنيابة في عام 1410هـ، ثم وزيراً للعدل ورئيساًَ لمجلس القضاء الاعلى بالنيابة ورئيس ديوان المظالم بالنيابة، ثم في عام 1412هـ اصبح رئيساَ لمجلس الشورى حتى وفاته.

وشارك الراحل في العديد من الندوات العلمية التي عقدت في الرياض وباريس والفاتيكان ومجلس الكنائس في جنيف والمجلس الاوروبي في ستراسبورغ حول الشريعة الاسلامية، وحقوق الانسان بين فريق من علماء السعودية وبين آخرين من كبار رجال الفكر والقانون في اوروبا. وبالاضافة الى المناصب التي تقلدها فهو عضو في العديد من المجالس والهيئات المحلية والاسلامية منها هيئة كبار العلماء في السعودية، ورئيس المؤتمر التأسيسي بمجمع الفقه الاسلامي بمنظمة المؤتمر الاسلامي، وعضو مجمع الفقه برابطة العالم الاسلامي، وعضو المجلس الاعلى للاعلام، وعضو مجلس ادارة مجلة الدعوة الاسلامية، وعضو مجلس ادارة مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وعضو الهيئة الاستشارية العليا للضمان الاجتماعي.

وللراحل مؤلفات وبحوث منها مجموعة احاديث اذاعية وتلفزيونية وابحاث متخصصة ورسائل ومحاضرات في الشريعة الاسلامية، واحكام المعاملات على مذهب اهل السنة والاجماع للمنهاج العلمي للدراسات المقارنة لمشروع التقنين.

ومنح ابن جبير وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية مع البراءة الخاصة به.

ووصف الدكتور فهد العرابي الحارثي عضو مجلس الشورى السعودي وفاة ابن جبير بأنها خسارة كبيرة للوطن، موضحاً بأن الراحل كان رجل دولة ورجل خبرة طويلة في العمل الاداري منذ ان كان رئيساً لديوان المظالم ثم وزيراً للعدل الى ان اصبح رئيساً لمجلس الشورى منذ 10 اعوام.

وقال لـ«الشرق الأوسط» بأن الراحل كان يملك تجربة ادارية كبيرة وثرية الى جانب ما تميز به من التقوى والصلاح والعقل الراجح والحكمة الرزينة. وقد استطاع خلال السنوات التي تولى فيها رئاسة مجلس الشورى ان يدير المجلس بطريقة حديثة وتنموية بحيث استطاع ان ينمي فعاليات المجلس بشكل لافت وكبير، مشيراً الى ان جلسات المجلس في عهده لم تتوقف بفضل الادارة الناجحة التي كان يتمتع بها او في علاقته بالاعضاء كما تميز الراحل بحسن ادارة الحوار مع الاطراف الاخرى في الزيارات التي قام بها ممثلاً للمجلس خارج الوطن، لافتاً الى ان الراحل كان محاوراً ممتازاً مع مختلف التيارات السياسية التي اجتمع بها مع بعض اعضاء المجلس اثناء جولاته خارج البلاد، كما كان مميزاً في الاقناع بفكرة الشورى وآلياتها.