أكد السناتور البلجيكي جوزيه دوبيه الذي عاد من لبنان قبل يومين واجتمع مع عدد من الناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا انه التقى بإيلي حبيقة في بيروت وان حبيقة اكد له انه يملك «معلومات واثباتات دامغة على تورط اسرائيل في مجازر صبرا وشاتيلا» كما كشف له انه تلقى تهديدات بالقتل اذا ما اصر على المثول امام المحكمة البلجيكية.
ونفت اسرائيل امس رسميا ان تكون لها اية علاقة باغتيال الوزير ايلي حبيقة. وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية في القدس، انها ترفض باشمئزاز اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن هذه العملية.
وكانت اصابع الاتهام قد وجهت لاسرائيل في هذه القضية، كون حبيقة اعلن خلال لقائه مع وفد من البرلمانيين البلجيك، استعداده للظهور امام المحكمة في بروكسل والادلاء بشهادة امام الهيئة القضائية التي تحاكم ارييل شارون، رئيس الحكومة الاسرائيلية، حول دوره في مجازر صبرا وشاتيلا. وقال لهم ان لديه معلومات لم تنشر بعد عن الدور الاسرائيلي عموما، ودور شارون خصوصاً، وانه سوف يفجرها خلال المحكمة.
ويذكر ان العلاقات بين حبيقة واسرائيل كانت قد بدأت في السبعينات، قبل ان يصبح مساعداً للرئيس بشير الجميل وقبل ان يقام الحلف بين الكتائب واسرائيل. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، في ذلك الوقت، الجنرال اوري ساغيه، «ان المخابرات الاسرائيلية اقامت علاقات معه لمدة 20 سنة، وغضبت عليه، لأنه خانها واختار التبعية لسورية».
وفي بروكسل نفت إريت كهان مديرة مكتب ارييل شارون للشؤون القضائية التي ترأس في بروكسل وفد اسرائيل الى محاكمة شارون بسبب مسؤوليته في مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982، ان تكون لاسرائيل علاقة باغتيال إيلي حبيقة في لبنان ووجهت المسؤولة الاسرائيلية في المقابل اصابع الاتهام الى من اسمتهم «بالقوى الكتائبية الاخرى» المتخفية والتي ما زالت تتمتع بكامل الحرية والحركة وذلك لإبعاد امكانية جرها الى المحاكمة بسبب مسؤوليتها في المجازر التي اقترفتها في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982.
وقالت اريت كهان في تصريح بالهاتف لـ«الشرق الأوسط» قبل مغادرتها العاصمة البلجيكية ان الدفاع الاسرائيلي سيقدم لمحكمة الجنايات البلجيكية جميع الايضاحات التي تحتاجها عن حوادث صبرا وشاتيلا ومن يقف وراءها. واكد مصدر بلجيكي على علاقة بالقضية المرفوعة في بلجيكا ضد ارييل شارون «ان الجانب الاسرائيلي يستعد لرفع مذكرة بهذا الخصوص الى هيئة المحكمة لاحاطتها علماً بمعلومات اضافية تتعلق بعملية اغتيال ايلي حبيقة».
وشددت اريت كهان في تصريحها لـ«الشرق الأوسط» ان التوضيح الاسرائيلي سيساعد المحكمة على اتخاذ قرار بخصوص صلاحيتها واختصاصها في الاستمرار في النظر في القضية التي قالت ان مكان رفعها يجب ان يكون لبنان حيث تزعم ان المسؤولين عن مجازر صبرا وشاتيلا موجودون.
ودعت اريت كهان الى تشكيل لجنة تقصي حقائق محايدة تحدد هوية المستفيد من عملية اغتيال ايلي حبيقة التي قالت انها تهدف الى التخلص من اهم «المسؤولين» عن مجزرة صبرا وشاتيلا. ووعدت المسؤولة الاسرائيلية بأن تكشف حكومتها المعلومات التي تملكها حول هذه القضية.