الناجية الوحيدة من مذابح صبرا وشاتيلا تخشى نفس مصير حبيقة

TT

حالة من الرعب والفزع تلك التي كانت تعيش فيها سعاد سرور المرعي، الناجية الوحيدة من ضحايا مجازر صبرا وشاتيلا والتي تقدمت بمشاركة عدد من المواطنين العرب بدعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امام احدى المحاكم البلجيكية لمحاكمته كمجرم حرب عن مسؤوليته عن المذابح التي شهدتها تلك المخيمات اثناء الغزو الاسرائيلي لجنوب بيروت عام 1982، وكان شارون وقتها وزيراً للدفاع.

وكان واضحاً عليها الاحساس بالخوف عندما التقت بها «الشرق الأوسط» امس في المدينة التي تعيش بها بالقرب من العاصمة البلجيكية، بروكسل. وقالت سعاد: فرق كبير بين ما شعرت به أمس عقب انتهاء الجلسة القضائية المخصصة للنظر في الدعوى ضد شارون، فقد صرخت من الفرحة امام رجال الاعلام عقب انتهاء الجلسة وشعرت بالتفاؤل بمصير الدعوى. اما الآن فاني اشعر بالخوف والرعب بعد سماعي نبأ اغتيال حبيقة واخشى ان القى نفس المصير. وكشفت سعاد عن تلقيها لعشرات المكالمات الهاتفية التي تهددها بالقتل اذا لم تتخل عن الدعوى القضائية مما اضطرها الى تغيير رقم الهاتف الجوال الخاص بها اكثر من ست مرات، كما انها تعرضت في الفترة الاخيرة للمطاردة والملاحقة من جانب اشخاص مجهولين يتعقبونها باستمرار. واضافت سعاد أنها سجلت ارقام لوحات تلك السيارات، اثنين منها تحمل لوحات ارقام فرنسية واخرى بلجيكية، وقالت: «اتصلت برجال الشرطة البلجيكية لإحاطتهم بالأمر وحتى الآن لم يصلني أي رد منهم». واضافت انها تلجأ الى الأماكن التي تضم اعداداً من ابناء الجاليات العربية وتحاول دائماً ان تكون برفقة اشخاص آخرين حتى تشعر بشي من الأمان وتتجاوز الاحساس الرهيب بالخوف والفزع وحتى لا تتعرض لنفس المصير الذي لقيه حبيقة في اعقاب اعلانه عن استعداده للمثول امام المحاكم البلجيكية او أي محكمة اخرى للادلاء بشهادته حول مجازر صبرا وشاتيلا.

من ناحية اخرى علمت «الشرق الأوسط» من مصادر موثوق بها ان عددا من المواطنين العرب المتضامنين في الدعوى القضائية ضد شارون وصلت اليهم هم تهديدات ايضا بالقتل، كما ان مسؤولاً في جمعية «الرابطة العربية الاوروبية» وصله طرد بريدي مفخخ ارتاب بأمره فاتصل بالشرطة البلجيكية التي تعاملت مع الطرد. وتبين انه كان مجهزاً للانفجار بمجرد فتحه.

من ناحية اخرى تلقت «الشرق الأوسط» وعداً بالحصول على نسخة من شريط فيديو شاهدنا جزءاً منه يتضمن تصريحات لحبيقة وكان بحوزة عضو مجلس الشيوخ البلجيكي وعضو لجنة العدل بالمجلس فانسان فانكبورن اثناء حضوره الى قاعة محكمة قصر العدل خلال النظر في الدعوى القضائية المرفوعة ضد شارون. وقد وصل الى المحكمة في الصباح قادماً مباشرة من المطار عقب عودته من لبنان ضمن وفد مجلس الشيوخ البلجيكي الذي زار الأماكن التي وقعت فيها مذبحة صبرا وشاتيلا وحصل على المزيد من الوثائق والمعلومات التي قد تدين رئيس الوزراء الاسرائيلي.