شارون غاضب جدا من السفير الأميركي لتحريضه الإسرائيليين على النضال من أجل السلام

TT

اكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه «غاضب جدا» على السفير الاميركي في تل ابيب، دانييل كيرتزر بسبب زيادة تدخله في الشؤون الاسرائيلية الداخلية وبلوغه درجة تحريض المواطنين على الحكومة.

وكان كيرتزر قد القى محاضرة امام حشد من الشباب اليهود والعرب من انصار السلام في معهد الابحاث اليهودية العربية «جبعات حبيبة» مساء اول من امس حول عملية السلام والسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. وسئل السفير عن سبب امتناع الولايات المتحدة عن فرض حل سلمي على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، لمصلحة شعوب المنطقة والعالم الحر، فأجاب: «الولايات المتحدة لا تستطيع فرض مبادرة كهذه. فالسلام تصنعه الشعوب ولا يفرض عليها فورا. ومطالبتنا نحن بالتدخل، هو دليل عجز ويأس. وانا انصحكم بألا تيأسوا فآمال السلام كبيرة، والامر يحتاج الى جهدكم انتم الذين تشكلون اروع نموذج في العلاقات اليهودية ـ العربية. وعليكم ان تأخذوا مثلا من التاريخ. فنحن في الولايات المتحدة فرضنا على حكومتنا ان تجنح الى الحل السلمي ووقف الحرب في فيتنام، عندما خرجنا الى الشوارع في مظاهرات مستمرة».

وما ان تسربت هذه الاقوال الى الصحافة، حتى هب قادة اليمين الاسرائيلي يهاجمون السفير الاميركي. فوصفه المقربون من شارون بأنه «صاحب فم كبير، ينبغي على قيادته في واشنطن ان تغلقه له». وطالب عضو الكنيست تسفي هندل من حزب «المفدال» اليميني المعارض بترحيله. والمطلب الاكثر اعتدالا كان دعوة شارون لارسال احتجاج رسمي على السفير.

ولكن، كان هناك العديد من المتحدثين الذين دافعوا عن كيرتزر، وفي مقدمتهم وزير الدفاع رئيس حزب العمل بنيامين بن اليعزر، الذي قال ان السفير لم يتطاول على اسرائيل في اقواله «ولا بد ان احدا ما اخرج هذه الاقوال من سياقها، او لم يفهمها. فهذا السفير يمثل بلاده بأمانة في اسرائيل. ويتصرف وفق الحدود الدبلوماسية المتعارف عليها».

كما دافع عنه بحماس وزير الخارجية السابق، البروفسور شلومو بن عامي، الذي قال «ان كيرتزر لا يتدخل في الشؤون الاسرائيلية. وما قاله يدخل في باب المسموح. وبالمقارنة مع ما يفعله السفير الاسرائيلي في واشنطن، فانه لم يقل شيئا. فنحن نطلب من سفيرنا لدى الولايات المتحدة ان يقيم «لوبي اسرائيليا» في الكونغرس ونرسله الى مختلف النواب والوزراء لاقناعهم وللضغط عليهم ونتدخل في العلاقات بين الادارة الاميركية والكونغرس ونحض نواب الحزب الجمهوري على الادارة اذا كانت «ديمقراطية» والعكس بالعكس اذا كانت «جمهورية». فلو تصرف السفير الاميركي في تل ابيب مثلما يتصرف السفير الاسرائيلي في واشنطن، لكان طرد من اسرائيل شر طردة».