تقارير عن عدم رغبة القذافي في حضور نميري لقمة طرابلس

TT

كشفت وثيقة رقم 5 بملف FCO39/832 يحمل اسم العلاقات الليبية العربية عن لقاء جمع بين الدبلوماسي البريطاني دي كي هاسكل والرشيد ابو شامة القائم بالاعمال السوداني عن تقديرات للزعيم الليبي معمر القذافي من وراء الاصرار على حضور نميري لمؤتمر قمة طرابلس عام 1971 في الوقت الذي تشبعت فيه ليبيا باشاعات عكسية مفادها عدم رغبة الزعيم الليبي في حضور نميري للقمة على خلفية احداث يوليو (تموز) التي اعادت نميري للسلطة بعد الانقلاب الشيوعي الذي ساهمت ليبيا في الاطاحة به بانزالها لطائرة الخطوط البريطانية في طرابلس واعتقال رئيس مجلس ثورة الانقلاب بابكر النور ونائبه فاروق عثمان حمد الله.

في اتجاه آخر كشفت الوثيقة تقدير القائم بالاعمال السوداني لانضمام السودان لاتحاد الجمهوريات العربية المتحدة.

في ما يلي ترجمة للوثيقة:

* وثيقة رقم (5)

* التاريخ 5 اغسطس (اب) 1971

* الى: كي. اتش. موريس ـ ادارة شمال افريقيا.

1 ـ دعوت الرشيد ابو شامة القائم بالاعمال السوداني هنا في اطار احتفالاتنا المستمرة للحصول على انطباعاتهم حول قمة طرابلس.

2 ـ لا يزال ابو شامة صديقا وراغبا في التحدث الينا. وهو يشعر بالارتياح لنجاته من المصير الذي لحق بالسفير السوداني وثلاثة من طاقم سفارته بلندن الذين تم استدعاؤهم للخرطوم على خلفية المساعدة التي قدموها لبابكر الندر وفاروق حمد الله بعد اعتقال الاخيرين في بنغازي ـ وقد وجه هاشم العطا سفارته هنا بالقيام بجهود مكثفة لضمان اطلاق سراحهما، ولحسن حظ القائم بالاعمال السوداني فقد حدث الانقلاب المضاد في السودان بصورة سريعة لم تتح لابي شامة وقتا ليساوم نفسه من خلال تنفيذ مثل تلك التعليمات.

3 ـ سألت ابو شامة عن الاشاعات التي حصلنا عليها من مصادر مقربة من مجلس الثورة الليبي التي تقول ان القذافي لا يريد حضور نميري لمؤتمر القمة. الفقرة 3 من برقيتي رقم 875 بتاريخ 5 اغسطس. ووفقا لتلك الاشاعة فقد ارسل القذافي طائرته الخاصة التي حملت رئيس هيئة الاركان ابو بكر يونس للخرطوم ليجيء بنميري الى طرابلس ولكن ليس بهدف المشاركة في القمة وانما ليقول له القذافي انه ونسبة لاهمية وجوده بالسودان في ضوء الاحداث الاخيرة (انقلاب يوليو) فانه، اي القذافي، يطلب منه عدم تلبية دعوته بحضور القمة. وقد نفى ابو شامة بقوة هذه الاشاعة، وقال: على العكس، فالقذافي شديد الاصرار بضرورة حضور نميري حتى تظهر دول ميثاق طرابلس كجبهة مشتركة ضد الاردن وانه، اي القذافي، شعر بخيبة امل كبيرة حينما رفض نميري مغادرة الخرطوم.

4 ـ اخيرا سألت ابو شامة عن آرائه في ضوء احداث السودان الاخيرة وقابلية تأثيرها على انضمام السودان لاتحاد الجمهوريات العربية، فسألني ابو شامة.. اي اتحاد؟ ففهمت ما يريد ان يقول.

* دي. كي. هاسكل

* السفارة البريطانية ـ طرابلس