أنان يدعو الهند وباكستان إلى خفض التوتر ونيودلهي ترفض زيارته لها بدعوى «عدم ملائمة موعدها»

TT

كلكتا (الهند) ـ اسلام آباد ـ وكالات الانباء: دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لدى وصوله الى باكستان مساء الاربعاء الماضي الى خفض التوتر السائد بين الهند وباكستان اللتين حشدتا مئات الاف الجنود على حدودهما. وعقد انان مباحثات مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف لاعطاء دفعة تهدف الى بدء محادثات بين الهند وباكستان في الوقت الذي قضى فيه خلاف جديد على امال تخفيف حدة المواجهة العسكرية بينهما.

ووصل انان الى اسلام اباد مساء الاربعاء الماضي، وهو في طريقه الى افغانستان، بعد يوم واحد من هجوم على مركز ثقافي اميركي في كلكتا ربطت حكومة الهند بينه وبين اجهزة المخابرات الباكستانية. وترفض باكستان أي تلميح الى ان اجهزة مخابراتها متورطة في الحادث. وحشد البلدان اللذان لديهما اسلحة نووية مئات الالاف من الجنود على امتداد حدودهما المشتركة بعد هجوم ديسمبر (كانون الاول) الماضي على البرلمان الهندي.

وقال انان للتلفزيون الحكومي لدى وصوله الى اسلام اباد: «انني على اتصال شخصي بالبلدين ومع اخرين ايضا واتحدث الى الجانبين بشأن الحاجة الى تخفيف التصعيد». واضاف مشيرا الى تعهد مشرف بشن حملة صارمة على المتشددين الاصوليين: «اسعدني كثيرا التصريح الذي ادلى به الرئيس مشرف منذ 11 يوما... واعتقد انه خطوة في الاتجاه الصحيح ونحتاج للبناء عليه».

وقال متحدث باسم الامم المتحدة في اسلام اباد ان انان كان يأمل في زيارة نيودلهي خلال هذه الرحلة «لكن مع الاسف تبين ان المواعيد غير مناسبة للسلطات الهندية».

وكانت الشرطة الهندية قد اعلنت انها اعتقلت 50 شخصا على الأقل لعلاقتهم بالهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي على المركز الثقافي الأميركي في كلكتا. وقالت الشرطة ان من بين المعتقلين أربعة من بنغلاديش، واحد منهم من علماء الدين الإسلامي. واضافت إن المسلحين الذين هاجموا المركز الأميركي كان لهم علاقة بالمخابرات الباكستانية. وكان المهاجمون قد قتلوا خمسة من رجال الشرطة وجرحوا 20 آخرين. ونفت باكستان التهم الهندية ووصفها «بانها لا أساس لها على الإطلاق». ووضعت الولايات المتحدة سفاراتها ومؤسساتها المختلفة على درجة عالية من التأهب في الهند وفي سبع دول أخرى بما فيها بريطانيا وفرنسا وروسيا. وقالت الهند إن أربعة من الرجال المسلحين انطلقوا على دراجتين ناريتين باتجاه المركز الثقافي الأميركي في كلكتا دون التوقف أمام نقاط التفتيش وأطلقوا النار على الحرس وردت الشرطة على النار. كما اعلنت شرطة كلكتا امس انها اعتقلت 12 اصوليا على علاقة مباشرة باطلاق النار على المركز الاميركي. وقال مفوض الشرطة دي. شاترجي ان المشتبه فيهم اعتقلوا مساء الاربعاء الماضي في محطة قطار على مقربة من كلكتا بينما كانوا عائدين من بنغلاديش.

واضاف ان الاعتقالات جرت بناء على معلومات قدمها اشخاص آخرون استجوبتهم الشرطة خلال عمليات تفتيش واسعة اعقبت الهجوم. وقال شاترجي انه تم ضبط احدى الدراجتين الناريتين اللتين استخدمتا في الهجوم لدى مسؤول مسلم في شمال كلكتا. وتبنى الاعتداء العديد من المنظمات. ولكن مسؤولين اميركيين شككوا في ان يكون المركز الاميركي مستهدفا من قبل المهاجمين.

لكن رئيس الشرطة في كلكتا ساومين ميترا قال: «ان الهجوم استهدف بوضوح المركز الاميركي وليس رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون المبنى». وجاءالهجوم على المركز الثقافي الأميركي بعد خمسة أسابيع من هجوم آخر وقع على البرلمان الهندي مما أدى إلى تصعيد التوتر بين الهند وباكستان. وحظرت باكستان جماعتين اصوليتين قالت الهند انهما مسؤولتان عن الهجوم على البرلمان الهندي. ووعدت بأن تكافح التطرف. من ناحية اخرى قالت الهند امس إن القوات الهندية والباكستانية تبادلت النيران مساء اول من امس في نقاط عدة من حدودهما المشتركة في منطقة كشمير المتنازع عليها وان اثنين من الانفصاليين الكشميريين وضابط شرطة قتلوا خلال الاشتباكات.

ووصفت تبادل النيران في المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا بانه «روتيني» وشمل اطلاق قذائف المورتر ونيران الاسلحة الخفيفة الذي يجري في كشمير «المقسمة» بصفة شبه يومية.

وقتل رجل شرطة وجرح ثلاثة خلال معركة استمرت ساعة هاجم خلالها انفصاليون اصوليون موقعا للشرطة قبل الفجر على بعد نحو 255 كيلومترا شمال جامو، العاصمة الشتوية لولاية جامو وكشمير، وهي الولاية الهندية الوحيدة التي تقطنها اغلبية مسلمة. وتقاتل عشرات الجماعات الحكم الهندي في الولاية مطالبين بالاستقلال او الاندماج مع باكستان. وقتل عشرات الالاف معظمهم مدنيين في كشمير خلال العشر سنوات الماضية.