«الأميركي الأفغاني» يمثل أمام محكمة أميركية ووزارة العدل تقول إن عليه تحمل مسؤولية خياراته

TT

مثل المواطن الاميركي «الأفغاني» جون ووكر أمام محكمة فيدرالية امس في مدينة الاسكندرية في ولاية فرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن حيث قرأ عليه القاضي كيرتس سيويل لائحة الاتهام ضده التي تضمنت أربع تهم هي: التآمر لقتل اميركيين في الخارج، والانضمام الى حركة طالبان، وتهمتان تنحصران في: تقديم الدعم المادي او المصادر لمنظمات ارهابية بما فيها تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن.

وخلال الجلسة القصيرة (13 دقيقة) وهي المرة الأولى التي يمثل فيها أمام المحكمة بعد ساعات قليلة من جلبه الى الولايات المتحدة ليلة أول من امس، رد ووكر على القاضي الذي سأله ان كان يفهم التهم الموجهة اليه، والعقوبات التي ستترتب عليها اذا أدين، ومنها عقوبة السجن مدى الحياة، قائلاً: «نعم، أفهم سيدي». كما رد على القاضي بقوله ايضاً «نعم» عندما سأله ان كان يفهم انه سيظل رهن الاعتقال بناء على طلب الحكومة الأميركية.

وأعلن القاضي ان الجلسة التالية التي سيظهر فيها ووكر أمام المحكمة ستكون في السادس من الشهر المقبل، في اطار الاجراءات القانونية لمحاكمته التي لن تبدأ عملياً قبل أشهر عديدة، وربما في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وحضر جلسة أمس محامون وكلهم والد ووالدة ووكر للدفاع عنه. وقال كل من والده ووالدته بعد الجلسة ان ابنهما يحب اميركا، وانه لم يقم بأي عمل ضد بلده وانه بريء، وانهما يدعمانه ويحبانه بشكل مطلق.

لكن الدعم العاطفي الأبوي شيء، والواقع شيء آخر، إذ قال وزير العدل الأميركي جون آشكروفت في مؤتمر صحافي امس بعد جلسة المحكمة: ان ووكر هو الذي اختار الانضمام الى الارهابيين، واختار بمحض ارادته الانضمام الى تنظيم «القاعدة»، وان ووكر يتحمل مسؤولية خياراته وما سيترتب عليها أمام القضاء. وأكد انه سينال محاكمة عادلة.

وكان ووكر قد اعتقل اثناء انتفاضة قام بها المعتقلون في قلعة مزار الشريف من مقاتلي طالبان والقاعدة في الخامس والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقتل خلالها ضابط استخبارات من وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه).

كما كان ووكر قد قال في مقابلة معه في وقت سابق اثناء احتجازه على متن سفينة حربية اميركية في بحر العرب طوال فترة اعتقاله قبل جلبه الى الولايات المتحدة، انه قابل اسامة بن لادن اثناء تلقيه تدريبات في أحد معسكرات القاعدة في أفغانستان، وان بن لادن شكره على «انضمامه الى الجهاد». وقال انه علم مسبقاً من مدربيه ان بن لادن قام بارسال اشخاص الى الولايات المتحدة لتنفيذ عمليات انتحارية، وانه سمع بذلك في شهر يونيو (حزيران) الماضي، قبل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي، لكنه لم يكن يعرف طبيعة العمليات الانتحارية.

يذكر ان ووكر يقبع الآن في السجن الذي يقبع فيه زكريا موساوي الفرنسي الجنسية المغربي الأصل، ومثل أمام المحكمة التي مثل أمامها موساوي حيث وجهت اليه عدة تهم ايضاً عن علاقة له بالذين خططوا ونفذوا تفجيرات سبتمبر.