قوات الأمن الأردنية تتراجع عن عمليات اعتقال المطلوبين في معان بعد تعرضها لإطلاق النار

تشييع جثمان الشرطي القتيل بحضور الأمير رعد بن زيد ممثلا للملك

TT

شيع أمس في بلدة المغيّر شرق مدينة أربد شمال الأردن جثمان العريف في الشرطة معين يوسف الصباحين الذي توفي أول من أمس متأثرا بجراحه نتيجة إصابته في أحداث الشغب التي حدثت في مدينة معان جنوب الأردن يومي الأثنين والثلاثاء الماضيين، فيما تراجعت قوات الأمن عن محاولة لاعتقال مطلوبين بأحداث الشغب في معان نتيجة مقاومة الأهالي وحرصا على عدم وقوع مزيد من الإصابات.

وأوفد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأمير رعد بن زيد مندوبا عنه للمشاركة في تشييع جثمان الشرطي ونقل تعازيه إلى ذوي المتوفى. وجرت مراسيم التشييع وسط إجراءات أمنية مشددة بحضور ذوي المتوفى، إضافة إلى عدد كبير من رفاقه في جهاز الأمن العام، ولم يسجل وقوع أي أعمال شغب أثناء التشييع، وان الوضع العام في البلدة هادئ ولا توجد أي مظاهر غير اعتيادية.

وكان أبناء بلدة المغيّر أقدموا أول من أمس بعد تلقيهم نبأ وفاة الشرطي على رجم سيارتين للشرطة الحقوا بهما أضرارا ماديا، فيما لم يتمكن محافظ اربد عبد الكريم الملاحمة من زيارة أهل الشرطي المتوفى لتقديم التعزية، وقام عدد من أبناء البلدة بإغلاق مداخل البلدة بالحجارة لمنع الدخول إليها، وعقد اجتماع لابناء عشيرة الصباحين لمعرفة أسباب مقتل ابنهم، وطالبوا الحكومة والأجهزة الأمنية بمعرفة القاتل. وأعلن أمس أنه بعد تشريح الجثة تبين ان سبب الوفاة ناتج عن استقرار عيار ناري في القلب وتم استخراج هذا العيار الناري وتسليمه إلى الجهات المختصة لمعرفة مصدر الرصاصة والسلاح المستخدم في الحادث، تمهيدا للوصول إلى مطلق النار أثناء تبادل إطلاق النيران بين رجال الأمن العام ومثيري الشغب في مدينة معان.

على صعيد الوضع الأمني في مدينة معان جنوب الأردن جرى فجر أمس تبادل لاطلاق النيران بين مجموعة من قوات الأمن والمواطنين في المدينة عندما حاولت قوات الأمن اعتقال أحد المواطنين ويدعى محمود عبد الكاتب وهو شقيق أحد الذين قتلوا في أحداث عام 1998 في المدينة. ولم تتمكن قوات الأمن من اعتقاله وتراجعت بسبب غزارة النيران وحفاظا على الهدوء الذي ساد بعد أعمال شغب استمرت يومين.

وقال شهود عيان ان قوات الأمن فضلت الانسحاب حتى لا يقع ضحايا وجرحى نتيجة إطلاق العيارات النارية وكذلك خوفا من انهيار الوضع الأمني الحذر.

على صعيد آخر استمرت قوات الامن التي تحاصر المدينة في الداخل والخارج في عمليات تفتيش السيارات والتأكد من الخارجين والداخلين من والى معان، فيما منعت قوات الامن وسائل الاعلام من تصوير الدمار الذي خلفته اعمال الشغب. وقال مراسل احدى الصحف لـ«الشرق الأوسط» انه تمت مصادرة فيلم فوتوغرافي تم تصويره للمواقع التي لحقها الدمار عند احد الحواجز. واضاف المراسل الصحافي الذي فضل عدم ذكر اسمه ان حالة الاحتقان ما زالت تسود بين المواطنين. وان هناك توقعات بانهيار الوضع الامني بعد صلاة الجمعة اليوم إذا بقيت قوات الامن داخل المدينة. وتوقع ان يتم انسحاب هذه القوات اليوم الى خارج المدينة حتى انتهاء الصلاة وتعود مرة اخرى لحراسة المباني والدوائر العامة.

أما على صعيد الحياة العامة في المدينة فإن الحياة تسير بشكل طبيعي وان المواطنين قاموا بشراء احتياجاتهم من المحال التجارية التي فتحت ابوابها، فيما تم تأجيل احتفالات المحافظة بعيد ميلاد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي كان مقررا أول من امس الى اشعار آخر نتيجة الاوضاع الامنية الاستثنائية.

من جهتها طالبت الجمعية الاردنية لحقوق الانسان الحكومة بإشراك المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان في التحقيق الذي يجري حول احداث الشغب التي شهدتها مدينة معان واودت بحياة مواطن وأحد رجال الامن وتداعياتها بحيث تكون هناك ثقة بنتائج التحقيق، الامر الذي ينعكس ايجابيا على سجل الاردن في حقوق الانسان، لا سيما انه ستتم هذا العام مناقشة تقرير الامم المتحدة حول حقوق الانسان ومدى التزام الاردن بحقوق الانسان، موضحة ان التزام الاردن بهذه الحقوق يعزز من سمعته الدولية.

واكدت الجمعية ان احداث معان القت بظلالها السلبية على اوضاع الاردن وحقوق المواطنين التي ينبغي ان تكون مصانة ومكفولة بموجب الدستور، من جانبه طالب حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، الحكومة بأن تغلب الحكمة والمصلحة العامة بعيدا عن ردات الفعل، وان تتعامل مع أحداث معان بأعلى درجات المسؤولية، مؤكدا ضرورة تعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول وتحقيق العدالة وتوفير مستلزمات العيش الكريم.