كلينتون يؤيد سياسة بوش حيال أزمة الشرق الأوسط

TT

ساند الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون موقف الرئيس الحالي جورج بوش من الازمة الاسرائيلية ـ الفلسطينية الراهنة كما تعرض في نفس الوقت للسياسة الخارجية لادارته السابقة وذلك في مناقشة جرت خلال مؤتمر انعقد في نيويورك اول من امس.

ودافع كلينتون، الذي بدأ في العودة الى الحياة العامة في ما يبدو، عن التوجه العام للسياسة الأميركية في الشرق الاوسط خلال ادارته وادارة الرئيس الحالي بوش، بيد انه اعرب عن اعتقاده في ان ادارته لم «تبذل جهودا كافية» عندما كان رئيسا للولايات المتحدة في دفع الدول العربية في اتجاه الديمقراطية. وقال كلينتون ان واحدا من اصعب الاشياء بالنسبة لادارته كان «العثور على سبيل للعمل مع الدول التي تجمعها مع الولايات المتحدة مصالح مشتركة والاستمرار في دفع قضية الديمقراطية» في هذه البلدان، مؤكدا ان دوره في هذا الجانب لم يكن «كما كان ينبغي» لأنه، على حد تعليقه، «لم يتوصل الى الوسيلة التي يمكن من خلالها انجاز هذا العمل».

وفند كلينتون التهم التي وجهت خلال المؤتمر الى الرئيس بوش كونه اعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ضوءا اخضر من دون أي قيود لاستخدام القوة العسكرية ردا على عنف الفلسطينيين. وقال كلينتون في هذا السياق انه «ليس من الانصاف في شيء ان يتهم الرئيس بوش بأنه لم يفعل شيئا ازاء كبح سلوك الحكومة الاسرائيلية الزائد عن الحد». رغم ذلك، حاول كلينتون بلطف ان يفصل بين نفسه وسلفه قائلا ان على انتوني زيني، مبعوث الرئيس بوش للشرق الاوسط، ان يكون «اكثر نشاطا وفعالية في المنطقة». وقال كلينتون في هذا الشأن ان على الجنرال زيني البقاء في منطقة الشرق الاوسط لأنه يتمتع بثقة وارتياح لدى الطرفين، على حد تعليقه.

ادلى كلينتون بهذه التعليقات خلال ندوة استمرت يوما كاملا حول الاسلام واميركا شارك فيها اكاديميون ودبلوماسيون وخبراء في مجالات اخرى بدون مشاركة أي من كبار مسؤولي ادارته السابقين في هذه الندوة التي ركز المشاركون خلالهاعلى شكاوى العرب من الولايات المتحدة.

وكانت الندوة، التي انعقدت بجامعة نيويورك، الاولى التي ترعاها «مؤسسة ويليام جيفرسون كلينتون الرئاسية»، وانعقد عقب يوم من عودة كلينتون من رحلة استغرقت اسبوعا زار خلالها الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر واسرائيل. وكان كلينتون قد انشأ هذه المؤسسة لدعم القضايا التي يأمل في تطويرها. وشارك كلينتون بأكثر تعليقاته شمولا بعد ان قال الكثير من المشاركين ان جذور المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الدول المسلمة لا تكمن في العداء الثقافي تجاه الولايات المتحدة وانما تعبر عن معارضة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة خصوصا تجاه اسرائيل.

نفى احمد كمال ابو المجد، استاذ القانون في جامعة القاهرة، موجة عداء للولايات المتحدة في العالم العربي مؤكدا على وجود حب لاميركا هناك، بيد ان هذا الحب غير متبادل، على حد قوله. وقال مشاركون آخرون ان السبب في المشاعر المعادية للولايات المتحدة الأميركية يعود الى «الكثير من النواقص في السياسة الخارجية للولايات المتحدة خصوصا في ما يتعلق بالنزاع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي»، غير ان كلينتون نفى باسلوب دبلوماسي وبصورة لا التباس فيها الكثير من هذه الحجج.

وحول عدم بذل الولايات المتحدة لجهود كافية في اتجاه دفع اسرائيل للسلام، قال كلينتون ان الجانب الفلسطيني هو الذي رفض اتفاق السلام الذي توسط فيه بصورة شخصية خلال الاشهر الاخيرة من فترته الرئاسية. وقال ان رفض ذلك الاتفاق هو الذي جاء بحكومة شارون المتشددة للسلطة. واضاف كلينتون ان الفلسطينيين كانوا على حق عندما رفضوا، لكنه قال ان «لكل قرار عواقب تترتب عليه» معربا عن اعتقاده في ان العواقب التي ترتبت على الرفض الفلسطيني لمشروع الاتفاق الذي توسط فيه هو الذي ادى الى انتخاب شارون، ذلك ان الاسرائيليين «اعتقدوا ان اتفاق السلام قد مات»، على حد اعتقاده.

وفي بداية حديثه اثنى كلينتون على دور ادارة بوش في الحرب في افغانستان، لكنه اشار الى ان مكافحة الارهاب والقضاء عليه تتطلب من الدول الصناعية توسيع دائرة جهودها لترقية النمو في العالم العربي مع دفع الدول العربية الى انتهاج سياسات اصلاحية. كما قال كذلك ان «بناء العالم الذي نريد سيتطلب اكثر من مجرد استراتيجية تتعلق بالجانب العسكري والجهود الامنية، مهما كان نجاح هذه الجوانب».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»