البنتاغون يتوقع مواجهات أخرى مع طالبان بعد معركة قندهار والقوات الخاصة تتعقب «القاعدة» في 5 مناطق أفغانية

الأميركيون حصلوا على معلومات استخباراتية تؤكد وجود قياديين من «القاعدة» في المعسكرين المستهدفين

TT

شنت القوات الخاصة الأميركية الليلة قبل الماضية غارتيها على معسكرين قريبين من قندهار، بناء على معلومات استخباراتية سابقة تفيد بوجود عناصر من تنظيم «القاعدة» في المنطقة، إلا أن الجنود الأميركيين فوجئوا بالعثور على غالبية المقاتلين من حركة طالبان، وفق ما افاد مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وقال مسؤول عسكري في البنتاغون ان القوات الاميركية، نفذت عمليتيها في قرية هزار قدام بشمال قندهار، بناء على معلومات استخباراتية، وكانت تتوقع القبض على عناصر قيادية في تنظيم «القاعدة» إلا أنها فوجئت بان غالبية المقاتلين ينتمون الى حركة طالبان. واضاف المصدر «بمجرد ان وقعت الغارتان عليهم، وجد (الجنود الاميركيون) ان غالبية المقاتلين ينتمون لطالبان».

واكد المسؤولون ان الغارتين نفذتا في وقت متزامن، بعد منتصف الليل، واستهدفتا معسكرين بقرية هزار قدام البعيدة 90 كيلومتراً شمال قندهار، وأسفرتا عن مقتل 15 على الأقل من عناصر طالبان و«القاعدة»، واسر 27 آخرين منهم وجرح جندي أميركي واحد.

واوضح المسؤولون ان الأسرى الـ 27 غالبيتهم من طالبان، وربما يوجد ضمنهم عناصر قيادية في الحركة، مضيفين انهم نقلوا الى القاعدة الاميركية في مطار قندهار بهدف استجوابهم. وتضيف المصادر ان الجنود الاميركيين عثروا في المعسكرين على كميات كبيرة من الاسلحة، فقاموا مباشرة بإصدار الاوامر لطائرة حربية اميركية من طراز «آي. سي. 130» لتدمير تلك الذخائر والاسلحة المخبأة. وإضافة إلى العناصر التي لقيت حتفها وتلك التي أسرت، فر عدد غير محدد من المقاتلين الآخرين إلى مناطق مجاورة لا تزال القوات الاميركية تمشطها، حسبما اشار المسؤولون في البنتاغون.

وهذه العمليات التي وصفت بـ «المعارك الكبيرة» و«الأولى من نوعها» منذ بدء الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان في 7 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، كشفت للاميركيين مدى القدرة العسكرية التي لا يزال مقاتلو طالبان و«القاعدة» يتمتعون بها، وعكست بالتالي كذلك «ابتعادنا عن انتهاء الحرب في أفغانستان»، وفق ما افاد مسؤول اميركي. وتوقعت المصادر ان تواجه القوات الخاصة الاميركية معارك شبيهة خلال الأشهر القادمة.

واكد مسؤول كبير في البنتاغون ان القوات الاميركية كانت تمشط اول من امس، اضافة الى قرية هزار قدام، خمس مناطق أخرى من البلاد، بينها الجبال الواقعة شمال قندهار والتلال القاحلة في اقليم باكتيا بشرق أفغانستان. وكان قد تردد ان القوات الاميركية عثرت في باكتيا خلال الأسابيع الماضية على مخابئ لـ «القاعدة» بداخلها كميات من الذخائر والاسلحة. وفي هذا الصدد قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد «بدون شك، هناك بعض الجيوب، وتكون هذه الجيوب في بعض الاحيان اكبر من الصغيرة». واضاف رامسفيلد ان مقاتلي «القاعدة» وطالبان لا يزالون قادرين على التحرك والاختباء في اماكن مختلفة من البلاد.

ومن جهتها، أفادت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس ان نحو 5 آلاف من مقاتلي حركة طالبان تدعمهم 450 مدرعة عسكرية يقفون حالياً في مواجهة القوات الخاصة الاميركية في منطقة غزني شمال شرقي مدينة قندهار. واوضح المصدر ان هؤلاء المقاتلين فروا مع قادتهم وحوالي مائة من كبار قادة طالبان من قندهار فى ديسمبر (كانون الاول) الماضى بعدما فشلوا فى التفاوض على الاستسلام.

واعلن المسؤولون الاميركيون ان غارتي الليلة قبل الماضية كانتا كبيرتين وشهدتا «معارك عنيفة». وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية ريتشارد مايرز «لا يمكننا ابدا وصفهاً بالمشي في المتنزه». وقال مسؤول آخر في البنتاغون «لقد قتل عدد من قوات العدو، وبكل تأكيد فإن بعض اجراءات المقاومة قد اتخذت». واضافت المصادر ان الجندي الاميركي الذي جرح ولم يعلن عن هويته بعد، تعرض الى إصابة في حاجبه من قبل نيران المقاتلين، ثم أجلي الى مستشفى عسكري اميركي في المنطقة. ووصفت اصابته بـ «الخفيفة».

ورفض مايرز الكشف عن احتمال وجود زعيم طالبان الملا محمد عمر في هزار قدام، إلا أن مصدراً عسكرياً اميركياً اكد ان معلومات استخباراتية تشير الى ان الملا عمر كان موجودا في وقت سابق بالمكان، وقال المصدر «إنها احدى المناطق التي يتردد عليها عمر».

واعربت المصادر العسكرية الاميركية في واشنطن عن عدم تأكدها من تراتبية الاسرى الذين القي القبض عليهم في حركة طالبان او تنظيم «القاعدة»، إلا أن رامسفيلد قال إن المعلومات لا تشير الى «كونهم جنوداً بسطاء». وقال مايرز إننا نقوم بالإجراءات للكشف عن درجتهم القيادية».

وكانت القوات الاميركية تهدف من الغارتين للقبض على اكبر عدد ممكن من القيادات في «القاعدة» وطالبان بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة. وقال مايرز «لقد كان هدفنا القبض عليهم أحياء، حتى يمكننا جمع المعلومات».

وقد كانت المقاتلات الاميركية موجودة بالمنطقة لمساعدة القوات الاميركية في الغارتين، إلا أنه لم يتم استخدامها، حسب ما افاد المسؤولون الاميركيون.

ورفض رئيس هيئة الأركان المشتركة الكشف عن تفاصيل اكثر عن العمليتين، مشيراً إلى احتمال القيام بغارات اخرى مشابهة، وقال مايرز «لا تزال أعيننا مفتحة على الاهدف هناك، وعندنا قدرة على عمل أكثر».

* خدمة «واشنطن بوست» - خاص بـ «الشرق الأوسط»