فلول «القاعدة» في أفغانستان.. يتخفون نهاراً ويخرجون ليلاً للبحث عن الطعام

(تحليل إخباري)

TT

قندهار ـ رويترز: انهم يعيشون حياة صعبة، يختبئون في الكهوف وفي التلال القاحلة، ولا يخرجون الا ليلاً للبحث عن الطعام في قرى افغانستان الفقيرة. ويستخدم اعداؤهم، سواء من القوات الاميركية أو قوات الحكومة الافغانية الانتقالية، اجهزة الرؤية الليلية ونيران طائرات الهليكوبتر الهجومية، وقبل ذلك كله، المعلومات الاستخباراتية البشرية، بهدف القبض على فلول تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان.

وقال مصدر امني أفغاني «هناك جيوب لـ«القاعدة» في الصحارى والتلال، يخرجون في محاولة للبحث عن الطعام في القرى، ويصبحون في هذه الحالة في أضعف حالاتهم».

وشنت القوات الخاصة الاميركية اول من امس هجوماً على مخبأين لـ«القاعدة» وطالبان بالقرب من قندهار، معقل طالبان السابق. وقالت المصادر العسكرية الاميركية في واشنطن ان ما لا يقل عن 15 من مقاتلي «القاعدة» وطالبان قتلوا في الاشتباك، واسر منهم 27 آخرون، في حين جرح جندي أميركي واحد. ولم تعلن حتى صباح امس تفاصيل دقيقة عن المعركة التي دارت بالاسلحة على بعد 60 كيلومترا شمالي مدينة قندهار.

ومن خلال استمالة قادة سابقين في حركة طالبان، ومنشقين آخرين، فان السلطات الافغانية الجديدة تقوم بسد ثغرات في صورة معلومات استخباراتية، وتقوم بتزويد حلفائها الاميركيين بالبيانات.

ويشير اشتباك اول من امس الى ان مجموعة «القاعدة» كانت كبيرة جدا الى درجة انها لم تتمكن من الفرار دون ان يلحظها احد، كما تم العثور عليها في منطقة مكشوفة، وتم التغلب عليها بدعم جوي. واوضح المصدر الامني «ان تحرك ستة اشخاص بعد حلول الظلام وتخفيهم في النهار ولفترات ممتدة يمكن ان يحدث دون ان يلاحظه احد، لكن وجود العشرات من المقاتلين، وخصوصاً من الاجانب، لا يمكن اخفاؤه لفترة طويلة».

ومقاتلو «القاعدة» الذين ينتمون الى دول عربية وآسيوية لا يتمتعون بشعبية بين غالبية الافغان. وحتى حركة طالبان التي كانت تأويهم طيلة ست سنوات سادها انقسام شديد بخصوص هذا التنظيم، وخصوصاً عندما بدأ القصف الاميركي في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

ولا يبدو ان الشتاء والجفاف يعملان لصالح مقاتلي «القاعدة». ونظرا لعدم سقوط امطار كافية لمدة اربع سنوات، فانه لا يمكن لمقاتلي هذا التنظيم ان يعيشوا دون الاعتماد على المجتمع الافغاني. وقال مصدر أفغاني «في لندن أو نيويورك، يمكن للانسان ان يعيش متخفياً لعدة سنوات، لكن هنا، كل شخص يعرف الآخر، ولا يمكن للشخص ان يتخذ اجراء معينا دون ان يكشف». واضاف «الناس عندنا يعرفون الى اي عائلة ينتمون، مهما كانت صغيرة. الانسان عندنا ينتمي الى المجتمع ويمكن التعرف عليه على الفور، ولهذا السبب فان الاجنبي يعرف على الفور».