الأمم المتحدة تطلب من الدول المجاورة لأفغانستان عدم التدخل في شؤونها

كرزاي يعلن التشكيلة المكلفة الدعوة لـ«لويا جيرغا» بهدف التحضير للانتخابات العامة

TT

قام كوفي أنان بزيارة تاريخية إلى أفغانستان، هي الأولى لأمين عام للأمم المتحدة منذ أكثر من أربعين سنة، وحذر أثناءها الدول المجاورة من التدخل في شؤون هذا البلد.

ووصل أنان إلى كابل في زيارة يهدف منها للاطلاع على جهود إعادة إعمار أفغانستان، التي دمرتها الحروب المتواصلة منذ أكثر من عقدين من الزمن. وكان في استقباله مسؤولون في الأمم المتحدة ووزراء افغان وفرقة من حرس الشرف تضم مجموعة من خبراء نزع الالغام الدنماركيين يحملون ادوات لرصد الالغام.

واعلن احمد فوزي المتحدث باسم الموفد الخاص للامم المتحدة في افغانستان الاخضر الابراهيمي ان الزيارة «تهدف الى التعبير عن التضامن مع الشعب الافغاني الذي يعاني من الحاجة». وأجرى أنان، الذي يعد أول امين عام للامم المتحدة تطأ قدماه التراب الافغاني منذ 1959، محادثات مع رئيس الحكومة الافغانية الانتقالية حميد كرزاي الذي عاد لتوه من جولة خارجية.

وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، اعلن كرزاي عن تشكيلة اللجنة المؤلفة من 21 عضوا والمكلفة الدعوة لاجتماع للويا جيرغا عاجلة تعد لانتخابات عامة في افغانستان. وتلا كرزاي، في مؤتمر صحافي مشترك مع أنان، لائحة تضم اعضاء اللجنة التي وصف المهمة التي كلفت بها بانها «الاهم» بالنسبة الى الحكومة الانتقالية والامم المتحدة. واضاف كرزاي «انا اعرف ان الجميع لن يكونوا راضين تماما عن هذه اللائحة الا انها لائحة جيدة. علينا بدعمها والعمل معها». وتابع كرزاي «اردنا تشكيل مجموعة تكون مستقلة وتحظى باحترام المجتمع». واشار كرزاي الى معرفته ببعض اسماء التشكيلة، في حين انه لا يعرف معظمهم، وقال ان هذا يثبت ان اختيارهم «تم عبر لجنة مستقلة فعلاً».

ثم قام انان الذي وصل الى افغانستان قادما من اسلام آباد، بزيارة مدرسة للبنات فتحت بعد اقفال استغرق خمس سنوات في ظل نظام طالبان. واشار فوزي الى ان هذه الزيارة الى مدرسة بنات اعيد فتحها ترمز الى بدء عصر جديد في افغانستان بعد سقوط نظام طالبان. واعلن فوزي للصحافيين ان «التربية مهمة بالنسبة للشعب الافغاني». واضاف «ان التربية تحتل قمة لائحة اولويات الادارة الانتقالية».

واعلن فرانسيسك فندريل مساعد المبعوث الخاص للامم المتحدة الى افغانستان ان هناك «اسبابا تدعو للقلق» حول الوضع الامني في افغانستان. واضاف «هناك مجموعات عدة مسلحة لا تخضع لسلطة هيئة الاركان».وتابع «ان مواجهات بين جنود عدد من القيادات تحدث في الشمال».

ومن جهة أخرى، أعلن أنان أمس ان الامم المتحدة طلبت من الدول المجاورة لافغانستان عدم التدخل في شؤون هذا البلد. وقال أنان في المؤتمر الصحافي مع كرزاي «لقد اصررنا على حكومات (الدول المجاورة) ان لا تتدخل في شؤون افغانستان ولا تكرر اخطاء الماضي». واضاف «اعتقد ان معظم هذه الدول بدأ يدرك ان من مصلحته وجود افغانستان مستقرة، يعمها السلام وتقيم علاقات طبيعية مع الدول المجاورة لها».

وبعد اختتام جولته، توجه الأمين العام للامم المتحدة مساء امس الى ايران. ويتوقع مراقبون ان يتطرق أنان خلال مباحثاته مع المسؤولين الايرانيين الى الوضع الافغاني، خصوصاً في ظل الشكاوى التي تقدم بها زعماء بشتون في قندهار بجنوب افغانستان واتهموا فيها ايران بارسال مبعوثين الى اقاليم فراه وهلمند ونمروز الجنوبية الغربية بهدف إغراء القادة المحليين هناك بالأموال وتشجيعهم على التمرد على الحكومة المركزية الجديدة في كابل.

وقال حاكم ولاية قندهار جول آغا ان ايران «توزع اسلحة على القادة المحليين لتحقيق اهدافها الدنيئة». واضاف جول آغا «ما من شك ان ايران تثير الفتنة في الحكومة الافغانية الجديدة»، مشيرا الى انه ابلغ الحكومة الانتقالية والولايات المتحدة بذلك. وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف. بي. آي» روبرت مولر قد اعرب اول من امس في اسلام آباد عن قلقه من ان يستخدم اعضاء من شبكة «القاعدة» ايران للهرب من افغانستان. وقبل 15 يوما وجه الرئيس الاميركي جورج بوش تحذيرا شديد اللهجة لايران ضد اي محاولة لزعزعة الاستقرار في افغانستان، الا ان طهران نفت اي تدخل لها في الشؤون الافغانية ونددت بهذا التحذير. ومن جانبه، قلل فرانسيسك فندريل من اهمية هذه القضية، معتبرا ان لا «ادلة ملموسة» تؤكد الادعاءات بان ايران تسلح فصائل لزعزعة الاستقرار في افغانستان. وقال في كابل «هناك ادعاءات لكنها مجرد إشاعات. وليس لدي اي دليل ملموس على تورط ايران (في افغانستان) ولا على ان الحكومة الايرانية ضالعة في ذلك».