الهند تثير غضب باكستان وقلق الصين من اختبار صاروخ قادر على حمل أسلحة نووية

TT

اختبرت الهند امس صاروخا متوسط المدى ذاتي الدفع ذا قدرات نووية قبالة الساحل الشرقي للبلاد، وسط توترات عسكرية مع جارتها باكستان، لكن محللين عسكريين قالوا ان الصاروخ «آجني» ينظر اليه بدرجة اكبر على انه ردع للصين التي تملك اسلحة نووية. ومعلوم ان الطراز بعيد المدى من صواريخ «آجني» يعد عنصرا أساسيا في سعي الهند إلى بناء ترسانة ذات حد أدنى لإثبات قدرتها النووية لردع جيرانها من ذوي القدرات النووية. وكانت آخر تجربة لإطلاق صواريخ «آجني» قد جرت منذ سنة تقريبا، وقد ووجه الاختبار آنذاك بإدانة من باكستان كما أعربت الصين عن قلقها إزاء تلك الخطوة. ويبلغ مدى الصاروخ «آجني» الذي يعني النار بالهندية اكثر من 2000 كيلومتر لكن مسؤولين كبارا قالوا ان نسخة اطول مدى من الصاروخ اختبرت في يناير( كانون الثاني) الماضي. ويعتبر هذا الصاروخ عنصرا رئيسيا في خطط الهند لبناء نظام ردع نووي يعتد به في مواجهة الصين وباكستان اللتين تملكان اسلحة نووية. وجرى الاختبار فوق خليج البنغال. وقالت وكالة «برس تراست» الهندية إن إطلاقه (الصاروخ) تم من جزيرة ويلر قبالة سواحل ولاية أوريسا.

وحشدت الهند وباكستان قوات وعتادا على امتداد الحدود بينهما في نزاع فجره هجوم انفصاليين كشميريين على البرلمان الهندي، تقول نيودلهي ان اللوم فيه على نشطاء مقرهم باكستان.

واعلن رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي ان اطلاق الصاروخ ذي القدرات النووية يشكل احد الاجراءات لضمان «أمن الامة وحمايتها». واضاف بعد بضع ساعات من اطلاق الصاروخ بنجاح: «نتخذ عدة اجراءات من اجل امن الامة وحمايتها واطلاق صاروخ «آجني» يشكل احد هذه الاجراءات، وتلك خطوة مهمة تعكس تقدمنا العلمي». واكد ان موعد التجربة كان قد اتخذ منذ فترة طويلة.

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية قد ذكر ان الهند اجرت امس تجربة «غير استفزازية» لصاروخ متوسط المدى من طراز «آجني 2» قادر على نقل شحنة نووية. واوضح ان الصاروخ الذي اطلق صباح امس من قاعدة شانديبور على ساحل ولاية اوريسا، يصل مداه الى 700 كيلومتر تقريبا.

وتاتي هذه التجربة التي ادانتها باكستان، في وقت تشهد فيه العلاقات بين نيودلهي واسلام اباد توترا شديدا منذ الهجوم الانتحاري الشهر الماضي على البرلمان الهندي في نيودلهي.

وفي اسلام آباد انتقدت باكستان قرار الهند تجربة إطلاق الصاروخ .وقال بيان للخارجية الباكستانية إن من شأن اختبار الصاروخ أن «يمس باستقرار الأوضاع في منطقتنا، ولا سيما في الظروف الراهنة». واضافت ان لدى باكستان الاساليب التي تمكنها من الدفاع عن نفسها.

وقال البيان ان نيودلهي كانت قد اخطرت اسلام اباد مسبقا بالتجربة الا انه قال ان ذلك لا يمنع من ان توقيت الاختبار لم يكن موفقا في ضوء التوتر العسكري الحالي بين البلدين النووين. واضاف: «نأمل ان يتنبه المجتمع الدولي الى هذا التصرف الذي اقدمت عليه الهند والذي يهدد مساعي الاستقرار في منطقتنا».

وقال البيان: «ان لدى باكستان الوسائل التي تتيح لها الدفاع عن نفسها كما انها لا تجري تجارب الصواريخ دونما ضرورة ملحة، اذ نجري التجارب عندما تكون ثمة حاجة فنية لها في اطار عملية التطوير والتيقن من قدرات صواريخنا».

وفي لندن، اعربت الحكومة البريطانية عن «اسفها» امس لاقدام الهند على اجراء تجربة لصاروخ باليستي، الامر الذي «يعطي مؤشرات سيئة في هذه المنطقة وخارجها»، على حد قولها. واعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن «اسفه لقرار الهند اجراء تجربة الصاروخ الباليستي وخصوصا على خلفية التوتر القائم حاليا في المنطقة». واضاف: «اعتقد ان التحلي بضبط النفس بشأن صنع اجهزة لاطلاق اسلحة ذات قدرات نووية يصب على المدى البعيد في مصلحة الهند والمنطقة».

على صعيد آخر، قال مسؤولون باكستانيون ان القوات الباكستانية والهندية تبادلتا اطلاق النار عبر الحدود المتوترة في اقليم كشمير المتنازع عليه امس. وقال تشودري منير حسين نائب مفوض منطقة كوتلي في منطقة كشمير التي تخضع لسيطرة باكستان : فتحت القوات الهندية النار دون استفزاز على السكان المدنيين في قطاع كروي، واستخدمت قذائف المورتر لنصف ساعة ثم نيران الاسلحة الصغيرة». واضاف انها المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات الهندية قذائف المورتر في هذه المنطقة منذ 14 الجاري.

وقال مسؤولون بالجيش الباكستاني وشهود عيان ان الجانبين تبادلا نيران الاسلحة الصغيرة على فترات متقطعة مساء الخميس الماضي بالقرب من بلدة سيالكوت الحدودية الباكستانية باقليم البنجاب. وحشد البلدان النوويان قوات ضخمة يقترب قوامها من المليون على الحدود المشتركة في اكبر حشد منذ ان خاضا حربا شاملة عام 1971.

الى ذلك، استبعد وزير الداخلية الهندي الـ.كي. ادفاني تماما امس اي انسحاب للقوات الهندية المنتشرة على الحدود مع باكستان «قبل شهرين على الاقل حتى يتسنى تقييم مستوى انخفاض الارهاب الذي ينطلق من الاراضي الباكستانية». واضاف «لقد قلت للحكومة اننا في حاجة لشهرين على الاقل حتى تتمكن من تقييم الوضع، ومعرفة ما اذا كان هناك تراجع او انخفاض في عمليات التسلل عبر الحدود».

وقد رفضت نيودلهي حتى الآن سحب قواتها حتى انتهاء عمليات التسلل التي يقوم بها الناشطون الاصوليون من باكستان بالرغم من القمع الذي تعرضت له المجموعات الاصولية من قبل حكومة الرئيس برويز مشرف ونداءات واشنطن والامم المتحدة لخفض التوتر.