«الشرق الأوسط» تكشف حقيقة الطرود السعودية التي أثارت «رعب» الأميركيين الأسبوع الماضي

8 آلاف نسخة من كتابين وفيلم أرسلت هدية للرئيس بوش وعناوين أميركية أخرى

TT

كشفت السفارة السعودية في الولايات المتحدة امس عن حقيقة 8 آلاف طرد بريدي أثارت جدلا داخل الاوساط الامنية والشعبية الاميركية. وقال مسؤول في السفارة في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» ان هذه الطرود لم تكن تحمل سوى كتابين يتحدثان عن الاسلام احدهما من تأليف الكاتبة الشهيرة كارين ارمسترونغ ونسخة من فيلم الإسلام الذي انتجته محطة «بي. بي. إس» الاميركية، كان الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير السعودية في واشنطن قد قرر ارسالها للرئيس الاميركي واعضاء ادارته والنخبة السياسية والتعليمية في جميع الولايات المتحدة بهدف تصحيح الصورة الخاطئة التي ترتبت على الهجمة الشرسة التي تعرض لها الاسلام عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. وأكد السفير احمد بن عبد العزيز قطان مدير مكتب الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، ان الذعر الذي انتاب جميع من تسلم هذه الطرود يعود الى الحالة التي تولدت لدى مختلف قطاعات الشعب الاميركي نتيجة الخوف من مسحوق الانثراكس.

وكشف القطان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» انه عندما اتصلت المحطة بالسفارة تم توضيح الامر لها بأنه بالطبع يستحيل ان تتصل السفارة بـ8 آلاف جهة لإبلاغها بنية ارسال هذه الطرود، موضحا في تصريحه بالقول «بناء على هذا الاتصال ابلغت المباحث الفيدرالية الجهات المرسل اليها بسلامة الطرود، وتم الاستفادة منها»، ومضى يقول «واسعدني الكم الهائل من خطابات الشكر التي تسلمها الامير بندر» عقب ان زال الغموض.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية قد نشرت تقريرا صحافيا يوم الاربعاء الماضي واصفة الطرود البريدية بعنوان «طرود بريدية سعودية تثير الذعر».

وهنا يرد القطان بقوله «ان الطرود ارسلت كهدية من سفارة خادم الحرمين الشريفين للرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني واركان الادارة الاميركية، كما وجهت الى جميع اعضاء الكونغرس الاميركي بمجلسيه (الشيوخ والنواب) وجميع الاعلاميين والصحافيين ورجال الفكر وصناع القرار والجامعات الاميركية»، مضيفا «كما تم اختيار 100 مدرسة من كل ولاية في اميركا وارسل لها هذا الطرد كهدية، كان الهدف الاساسي منها هو اعطاء صورة حقيقية لسماحة الدين الاسلامي الحنيف ونبذه للعنف والقتل والارهاب».

وأشار القطان الى ان السفارة وجهت بقرار من الامير بندر بالتعاون مع السفارة المصرية في واشنطن، الدعوة الى الكاتبة كارين ارمسترونغ الاربعاء الماضي لالقاء محاضرة عن الاسلام وسط حضور من صفوة المجتمع الاميركي، وقال «كان لهذه المحاضرة اثرها الكبير والفعال في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تولدت لدى الرأي العام الاميركي عن الاسلام، وكان الحوار البناء الذي تم بعد المحاضرة فعالا وصريحا، خاصة ان الذي كان يحاور الحضور هي شخصية مسيحية مرموقة ومعروفة اقتنعت بالدين الاسلامي وبعدالته وسماحته وبأنه الدين الوحيد الذي يعترف بالديانات السماوية الأخرى وبجميع الانبياء»، مؤكدا «سوف تستمر جهود السفارة في هذا الصدد لازالة كل ما علق في اذهان الشعب الاميركي من تصورات خاطئة عن الاسلام والمسلمين».