الجبهة الديمقراطية تتوعد بعد اغتيال 5 من كتائب المقاومة الوطنية في رفح

الكتائب تعلن مسؤوليتها عن هجوم مسلح على سيارة قرب أريحا وقوات الاحتلال تقصف ورشا لتصليح السيارات في جباليا

TT

واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة. فقد اغتالت في جنوب قطاع غزة اربعة من كوادر «كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من مدينة رفح واصابت خامسا بجراح بالغة الخطورة وافيد انه توفي لاحقا.

وكشف عوني زنون عضو قيادة لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية في رفح وخان يونس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن ان الكوادر الاربعة الذين اغتيلوا كانوا نشطاء مطلوبين لاسرائيل وهم ابراهيم جربوع (27 سنة) الرأس المدبر لعملية موراج التي نفذها مقاتلو كتائب المقاومة الوطنية، وماجد مرزوق ابو معمر (28 سنة) وايمن عبد القادر البهداوي (30 سنة) قائد كتائب المقاومة الوطنية في رفح ومحمد فايز ابو سنينة (23 سنة) والمصاب الذي توفي لاحقا هو ناصر ابو عاذرة (33 سنة).

وهددت كتائب المقاومة الوطنية في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه بان هذه الجريمة لن تمر بدون عقاب. وقالت في بيانها «ان كتائب المقاومة الوطنية تعاهد الشهداء وتعاهد شعبنا بالرد على هذه الجريمة والجرائم التي سبقتها وفاء لدماء الشهداء. فالعدوان لا يمكن ردعه سوى بالمقاومة والصمود».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» هدد صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة في غزة بان الرد سيكون قويا وموجعا. وقال زيدان ان ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي سيعي ان سياسة الاغتيال ستفشل تماما ولن تجلب الامن للاسرائيليين. واعتبر زيدان ان جريمة الاغتيال استمرار لسياسة الاجرام التي يتبعها شارون من اجل ضرب المقاومة والقضاء على الانتفاضة.

وحول تصريحات المسؤولين العسكريين في جيش الاحتلال الذين برروا عملية الاغتيال بعمليات الجناح العسكري للجبهة في قطاع غزة، قال زيدان ان جيش الاحتلال يبحث دائما عن مبررات لتصعيد عمليات القمع ضد الشعب الفلسطيني. ودعا زيدان السلطة الفلسطينية الى قطع جميع اتصالاتها مع «حكومة المجرم شارون». واشار الى انه يتوجب ان تعمل السلطة على تعميق الوحدة الوطنية بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية سواء كانت اسلامية او وطنية على اساس مواصلة مقاومة الاحتلال. وحث زيدان السلطة على اصلاح الوضع الداخلي والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجونها. وفي بيان آخر تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه اعلنت كتائب المقاومة ـ سرايا الاستقلال مسؤوليتها امس عن عملية عسكرية استهدفت حافلة اسرائيلية على طريق زعترة ـ اريحا. وقالت الكتائب في بيانها «ان مجموعة مقاتلة من سرايا الاستقلال، نصبت كمينا للحافلة رقم 61 التابعة لشركة «دان» الاسرائيلية، ترافقها سيارة جيب عسكرية واصابتها اصابة مباشرة. واعترف العدو بالعملية وباصابات في صفوف مليشيات المستوطنين».

ووعدت كتائب المقاومة بتصعيد المقاومة ضد قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين الى ان يرحلوا عن جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة خلال عدوان .1967 اضافت «فلا هدنة مع قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين. ولا سلام مع المستوطنين».

وكانت عملية التصفية الاسرائيلية قد تمت على الطريق العام بين خان يونس و رفح جنوب قطاع غزة. وكان العناصر الخمسة موجودين في سيارة بيضاء اللون من طراز سوبارو قرب معبر صوفا عند الطرف الشمالي من رفح عندما قامت ثلاث مروحيات اسرائيلية من طراز «اباتشي» الاميركية الصنع باطلاق ثلاثة صواريخ من داخل الخط الاخضر على السيارة الامر الذي ادى الى اشتعالها بالكامل، وتناثرت اجزاؤها في كل مكان.

وفي رواية ثانية قالت مصادر فلسطينية ان الكوادر الاربعة قتلوا اثر تسلمهم سيارة مسروقة من داخل مناطق عام 1948 يعتقد بأنها كانت مفخخة من قبل جهاز المخابرات الاسرائيلي انفجرت عندما استقلها الشباب الخمسة.

وفي رواية ثالثة يعتقد بان عملية التصفية تمت عبر قصف السيارة بقذائف الدبابات. ولكن اياً كانت الرواية الصحيحة فان 4 من الركاب وحسب مصادر طبية فلسطينية، قتلوا على الفور بينما اصيب الخامس بجراح بالغة الخطورة. ونقل جميعهم الى مستشفى «ابو يوسف النجار» في رفح. وتظاهر المئات من الفلسطينيين بالقرب من المستشفى، منددين بالجريمة ومطالبين بالانتقام من جيش الاحتلال.

من ناحيته اعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال في القطاع انه لا علم له عن دور اسرائيلي في عملية التصفية، لكن وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلت عن مصادر عسكرية اسرائيلية كبيرة قولها انه كان لا بد للعمل ضد عناصر الجبهة الديمقراطية بعد ان قامت بعمليات «موجعة وجريئة»، باختراق احد المواقع العسكرية الاسرائيلية في مستوطنة «جان اور» وقتل ثلاثة من عناصر الوحدات الخاصة في الموقع بينما استشهد منفذو العملية.

في تطور آخر قصفت مروحيات الاباتشي منشآت وورشاً لتصليح السيارات في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ودمرتها بشكل كامل بزعم انها مصانع لقذائف الهاون. وذكر شهود عيان ان المروحيات اطلقت سبعة صواريخ على المنشآت الامر الذي أدى الى تدميرها بالكامل واشتعال النيران في مرافق اخرى. والحق القصف ايضا اضرارا كبيرة بالمنازل المجاورة وخلق حالة من الفزع في المخيم الامر الذي دفع سكان المنطقة الى ترك منازلهم في حالة من الذعر الشديد سيما الاطفال والنساء على الرغم من البرد القارس.

وادعى الناطق بلسان قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان قصف هذه المنشآت جاء لانها تستخدم في انتاج قذائف الهاون وردا على قيام مسلحين فلسطينيين الليلة قبل الماضية بقصف عدد من المستوطنات في القطاع بقذائف الهاون. وذكر ان مروحيات الاباتشي دمرت العديد من الورش في القطاع بحجة استخدامها في تصنيع قذائف الهاون. واستدرجت المخابرات الاسرائيلية العامة عددا من اصحاب الورش واعتقلتهم للتحقيق معهم.

وفي القدس واصلت بلدية الاحتلال بقيادة الليكودي ايهود اولمرت عمليات تدمير المنازل الفلسطينية في المدينة ومحيطها. فقد هدمت الجرافات الاسرائيلية، صباح امس مبنيين سكنيين في منطقة العيسوية شرق القدس، يعودان لشقيقين هما محمد وعيد أحمد داري.

وحاصرت قوات معززة من الشرطة وسلاح حرس الحدود المنطقة، وفرضت طوقاً عسكرياً محكماً على مداخل البلدة ومحيط المكان الذي يوجد فيه المبنيان قبل هدمهما. وحاول سكان المنطقة الحيلولة دون هدم المنزلين الامر الذي ادى الى اندلاع مواجهات بين سكان المنطقة وشرطة الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.