أفكار ألمانية ـ فرنسية للخروج من أزمة التوتر الإسرائيلي ـ الفلسطيني

TT

بعد ان خبا بريق الانباء المتفائلة عن قرب توصل وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، احمد قريع (ابو علاء) الى «اتفاق وقف النار واعلان الدولة الفلسطينية»، تطرح كل من المانيا وفرنسا افكارا للخروج من الازمة.

وبدأ البحث في هذه الافكار بشكل تمهيدي مع كل من بيريس ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني، الدكتور نبيل شعث وسيبحث وزير الخارجية الالماني، يوشكا فيشر هذه الافكار بعد حوالي اسبوعين، مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، والرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، عند قدومه الى المنطقة، بعد ان يعود اليها شارون من زيارته للولايات المتحدة.

وكان شارون قد بدد التفاؤل الذي تحدث عنه بيريس بعد لقاءين اجراهما مع ابو علاء في نيويورك، في نهاية الاسبوع.، اذ قال ان ما يتوصل اليه بيريس لا يلزمه بشيء. لانه لم يتفق مع بيريس على افكار جديدة. واعلن، خلال جلسة الحكومة اول من امس، انه ـ اي شارون ـ الوحيد المخوّل بالتوصل الى اتفاقات. وقال: «ها أنذا التقي ابو علاء وغيره من القادة الفلسطينيين. واعرف كل التفاصيل. واقول لهم ان لا شيء ناجز حتى الآن».

وتسربت في اسرائيل، امس المزيد من المعلومات حول لقاء شارون مع ابو علاء ومحمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحمد رشيد المستشار الاقتصادي لعرفات، ليل الاربعاء الماضي. فنشر ان الفلسطينيين اوضحوا له انهم ينسقون مواقفهم مع عرفات وان شيئا لا يتم من دونه. واقترحوا عليه باسم عرفات، ان يأمر جيشه بالتوقف عن العمليات العسكرية العدائية فلا يرد حتى على العمليات الفلسطينية لمدة 10 ايام متواصلة، وهم يتعهدون بالمقابل ان يعملوا بكل قوة من اجل وقف العمليات. وطلبوا من ان يكف بشكل خاص، عن الاغتيالات.

لكن شارون رفض الاقتراح على الفور، وقال لهم: «انا افضل الاستمرار في الاغتيالات على مشاهدة جنازات يهودية». واضاف: «نحن نعرف ان عرفات قادر على لجم العمليات تماما ان اراد ذلك».

وذكر ان الطرفين اتفقا على ان تستمر لقاءاتهما كل اسبوعين او ثلاثة، من اجل مواصلة البحث في القضايا المطروحة. وقال الفلسطينيون، انهم طرحوا على شارون عدة اقتراحات اخرى. فوعدهم بالرد عليها في اللقاء المقبل. وفي هذا الصدد اعلن شارون امس انه سيلتقي المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة بعد ايام.

وقال مصدر اسرائيلي مقرب من شارون، انه لمس تحولا في الموقف الفلسطيني من موضوع الحل المرحلي طويل الامد وانهم بعد ان كانوا يرفضون الفكرة من اساسها، ابدوا الاستعداد للتحدث فيها خلال الجلسة المقبلة، لكن ابو مازن، الذي سئل عن الموضوع، امس في القاهرة، نفى ان يكون قد وافق على ذلك وقال: «لن يكون هناك سلام من دون ضمان الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967».

ومع ذلك، فان ابو مازن وابو علاء، كلا من موقعه، اشاد باللقاء مع شارون. واعتبره قريع «لقاء مهما يمكن البناء عليه للمستقبل».

واشاد به الرئيس عرفات نفسه اذ قال في تصريح لصحيفة «معاريف» الاسرائيلية، انه «خطوة في الاتجاه الصحيح».

وفي اسرائيل، ورغم تأييد معظم الوزراء للقاء، انتقدته اوساط اليمين داخل الليكود (معسكر بنيامين نتنياهو) واليمين المتطرف، واعتبرته مناقضا لقرار الحكومة اعتبار السلطة الفلسطينية داعمة للارهاب. كما حذرت من ان يستغله عرفات لتخفيف الضغط العالمي عليه.

واكدت مصادر اسرائيلية، امس، ان الدور المصري سيكون فاعلا خلال هذه المدة. فبعد ان استقبل الرئيس حسني مبارك وزير الدفاع الاسرائيلي، بنيامين بن اليعزر في شرم الشيخ، وقام وزير المخابرات، عمر سليمان بزيارة الى اسرائيل سيصل المستشار السياسي، الدكتور اسامة الباز الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية بعد حوالي اسبوعين للمساهمة في الجهود الدولية لاخراج المنطقة من ازمتها.