الأردن يكشف مخططا إيرانيا لشن هجمات على إسرائيل من أراضيه

TT

تقول مصادر مقربة من الرئيس الاميركي جورج بوش ان الاردن قدم الى الولايات المتحدة ادلة على ما وصف بانه مخطط ايراني كبير لتنظيم «هجمات ارهابية» على اسرائيل انطلاقا من الاراضي الاردنية. وتقول المصادر ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي عقد محادثات مع الرئيس بوش ووزير الخارجية كولن باول قدم هذه الادلة خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن. وتقول شهادات المصادر الاميركية التي اكدتها مصادر اردنية فضلت عدم الكشف عن هويتها، ان ايران تورطت «بصورة مباشرة وواضحة» فيما لا يقل عن 17 محاولة لشن هجمات صاروخية ومدفعية ضد اسرائيل من داخل الاراضي الاردنية. وتنتمي العناصر المكلفة تنفيذ الهجمات الى حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» الفلسطينيتين. وقد تلقى هؤلاء المقاتلون تدريباتهم في ايران وفي معسكرات حزب الله اللبناني.

وتقول المصادر ان محاولة ايران فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل من داخل الاردن، كانت موضوع محادثتين هاتفيتين بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الايراني محمد خاتمي. وقال مسؤول اردني كبير: «نحن نعرف ان الملك وضع المسألة بوضوح لا مواربة فيها امام خاتمي، وقال خاتمي ان الجزء الذي يسيطر عليه من الحكومة الايرانية ليس مسؤولا عن النشاط الموجه ضد اسرائيل من داخل الاراضي الاردنية، واتهم التيارات المتشددة بمحاولة تخريب جهوده لتغيير السياسة الخارجية لايران».

واضاف المصدر نفسه ان المحادثة الثانية بين الزعيمين اتخذت نغمة من الحدة لم تكن متوقعة. فقد قال الملك عبد الله ان القاء خاتمي اللوم على العناصر المتشددة «ليس كافيا ولا مقنعا». ورد خاتمي بان «على اولئك الذين يرغبون في نجاحه ان يتحلوا بالصبر، والا فانهم سيواجهون خيارات اكثر صعوبة في المستقبل».

وكشفت المصادر ان الاردن وضع علاقاته مع ايران في حالة معينة حتى تضع حدا نهائيا لتدريب وتسليح وتمويل المقاتلين الفلسطينيين لشن هجمات من الاراضي الاردنية على اسرائيل. وقد اعتذر العاهل الاردني عن عدم استقبال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي.

ويقول المحللون ان محاولة ايران فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل انطلاقا من الاراضي الاردنية، كانت نتيجة مخاوفها من ان مزيدا من النشاط المكثف من قبل حزب الله في لبنان ربما يؤدي الى هجوم انتقامي ضد سورية من قبل اسرائيل، بل حتى من قبل الولايات المتحدة. وليس من الواضح كم عدد شحنات الاسلحة التي وصلت الى المقاتلين في الاردن من ايران. ولكن مصادر المخابرات الاميركية قالت ان بعض الاسلحة ربما تكون قد هربت بواسطة السفن عن طريق خليج العقبة. وقد ضبط الاسرائيليون، الشهر الماضي، سفينة كانت تحمل اكثر من 50 طنا من الاسلحة، يقال انها كانت مرسلة من ايران. ويقول المحللون في واشنطن، ان تورط ايران في النشاطات العسكرية في الاردن لعب دورا اساسيا في قرار الرئيس بوش في ادخال ايران ضمن ما سماه «محور الشر». وكانت واشنطن تعتمد على التقارير الاسرائيلية وحدها قبل ان يقدم الاردن ادلته. وكانت تلك التقارير تقول ان ايران تحاول عمل كماشة عسكرية ضد اسرائيل، بالهجوم عليها من لبنان والاردن في نفس الوقت.

ودرجت وسائل الاعلام الايرانية التي يسيطر عليها الان بصورة كاملة الجناح المتشدد، على الدعوة خلال الاشهر الماضية لتدشين «مبادرات جديدة» ضد اسرائيل. وكانت وسائل الاعلام في دعوتها تلك تعبر عن وجهة النظر الرسمية التي تقول ان اسرائيل تمر حاليا باضعف لحظاتها، وان الانتفاضة الفلسطينية يجب دعمها بواسطة مبادرات عسكرية من قبل الدول المجاورة.

وعندما تحدث العاهل الاردني امام المنتدى الاقتصادي العالمي، قال ان اجهزة امنه كشفت 70 مخططا لشن هجمات على اهداف اسرائيلية من الاردن. وقال الملك عبد الله الثاني: «يعرف اصدقاؤنا الاميركيون اننا انقذنا ارواحا اسرائيلية كثيرة باحباطنا تلك المخططات».

ولكن العاهل الاردني لم يشأ ان يثبت او ينفي التورط الايراني في بعض هذه الهجمات. الا انه اكد ان حكومته مصممة على «ايقاف وهزيمة وسحق الارهاب مهما كان مصدره». وقال ان «الارهابيين» الفلسطينيين قتلوا من الدبلوماسيين الاردنيين في السبعينات، اكثر مما قتلوا من الدبلوماسيين الاسرائيليين، وانهم كانوا على وشك تدمير الأردن نفسه في لحظة من اللحظات.

وقال الملك عبد الله: «لقد دفعنا ثمنا فادحا، خلال عدة سنوات، لانقاذ بلادنا من وصمة الارهاب. ونحن مستعدون حاليا للالتحاق بركب الحرب ضد الارهاب في كل انحاء العالم». ونفى ان يكون قد جعل سياسة الاردن، اكثر تشددا نحو ايران وقال: «كل ما قلته ان ايران والعراق وكوريا الشمالية، تلقت انذارات وعليها في ضوء ذلك ان تعيد النظر في سياساتها».