«حماس» تستنكر ما ورد في مقال عرفات «الشرق الأوسط»

TT

استنكرت حركة حماس في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ما ورد في مقال باسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية اول من أمس بعنوان «الرؤية الفلسطينية للسلام»، وقالت انه لا يمثل الشعب الفلسطيني.

وقالت حماس في بيانها «اننا في حركة «حماس»، اذ نستغرب ما جاء في هذه المقالة، نعتبر ان ياسر عرفات قد اخطأ في اطلاق هذه التصريحات الاستجدائية في اكثر من جانب، فهو يخطئ بحق شعبنا حين يصف مجاهديه وشهداءه بالارهابيين، ويصف بطولاته بالارهابية تساوقاً مع المنطق الاسرائيلي والمطالب الاميركية. ويخطئ كذلك بحق نفسه وتاريخه، فقد مارس المقاومة بنفسه سابقاً ومارستها وتمارسها حركة فتح التي يقودها. فهل يريد عرفات ان يستهلك هذا الرصيد ويقضي بمثل هذا الموقف على ما تبقى منه؟!».

واضافت «والخطير كذلك في هذه المقالة ربط قضية عودة اللاجئين باحتياجات الكيان الصهيوني الديموغرافية، مسقطاً العودة كحق غير قابل للمساومة، وتجاهل المقدسات والتنكر لقضية القدس كعاصمة عربية لدولة فلسطين».

وتابعت القول «ان هذه المقالة التي يستجدي فيها الرضا الاسرائيلي والتعاطف الاميركي، فشلت كما فشلت المحاولات التي سبقتها في تحقيق هذا الهدف، وستفشل كل المحاولات التي تعتمد نفس الاسلوب وتظن ان من الممكن الحصول على هذا الرضا، وهو ما عبرت عنه تصريحات المسؤولين الاميركيين الذين اعتبروا ان المطلوب هو قمع المقاومة وتفكيكها، وان عرفات يعرف ما عليه ان يفعل في هذا السياق. في حين اكد الصهاينة ان المطلوب هو القضاء على المقاومة وليس مقالات منمقة، واكثر من ذلك كان الرد العملي بقصف جباليا بعد ساعات من نشر المقالة واغتيال اربعة من عناصر المقاومة الشعبية في غزة صبيحة هذا اليوم (امس)».

وما يثير التساؤل ان تأتي هذه المقالة في ظل اللقاءات المشبوهة التي تجريها بعض قيادات السلطة تارة مع شارون واخرى مع وزير خارجيته شيمعون بيريس، وكأنها تتسابق في كسب ود الصهاينة والاميركيين طمعاً في دور ما في المرحلة المقبلة حتى لو كان هذا الدور على ظهر دبابة اسرائيلية او في حمايتها». واستغلت «حماس» هذه المناسبة لتندد بلقاء وفد من فلسطين مع شارون فقالت «ان حالة الحصار التي يعيشها رئيس السلطة الفلسطينية والضغوط المتلاحقة من الصهاينة والاميركيين عليه، لا تبرر مثل هذا الفعل، فالشعب الفلسطيني كله يعيش حالة الحصار ويتعرض للضغوط ويستهدفه الارهاب الصهيوني الوحشي بالقصف اليومي والاغتيالات المتلاحقة وهدم البيوت وتجريف الاراضي واقتلاع الاشجار وتدمير البنى التحتية».

ورفضت حماس في ختام بيانها ما جاء في هذه المقالة وقالت «نرى ان الخروج من هذه الحالة لا يكون بهذه الطريقة او بسلسلة من اللقاءات المشبوهة، وانما بمزيد من الصمود واستمرار المقاومة وتصعيد الانتفاضة، وتكريس الوحدة الوطنية وتعزيز الصف الداخلي الفلسطيني واستنهاض الدور العربي في مواجهة العدوان الصهيوني والابتزاز الاميركي». واوضحت «ان مصلحة ياسر عرفات ان ينحاز لخيار الشعب الفلسطيني المتمسك باستمرار الانتفاضة والمقاومة حتى دحر الاحتلال عن ارضنا ومقدساتنا، وسيجد ان الشعب الفلسطيني سيكون على قدر هذه المسؤولية والامانة».

وكان عرفات قد ادان في مقالته اول من امس الهجمات ضد مدنيين اسرائيليين، واصفاً الجماعات التي تقوم بها بانها ارهابية، واكد عزمه على وضع حد لذلك.