اتساع حلقة التعاون بين المخابرات الإسرائيلية والأميركية

TT

تتسع حلقة التعاون بين المخابرات الاسرائيلية والاميركية التي وصلت الى اعلى متسوى لها في تاريخ البلدين، منذ 11 سبتمبر (ايلول) الماضي (التفجيرات في نيويورك وواشنطن)، وأخذت تشمل نشاطات منظمات اميركية صرف، وتبين ان هناك طاقم تحقيق اسرائيليا ـ اميركياً مشتركا يتولى مسؤولية التحقيق مع المشبوهين في قضايا الارهاب في الولايات المتحدة، وان عدد افراده زاد من 8 الى 30 محققا في الشهر الماضي.

وتقدم اسرائيل لهذا الطاقم معلومات واسعة عن جمعيات ومنظمات وحركات وصناديق خيرية في الولايات المتحدة يشتبه في انها تحول الاموال الى جمعيات شبيهة في فلسطين بقيادة الحركات الاسلامية على اختلافها. وتعطي رأيها في ان هذه او تلك تعمل مباشرة في تمويل المنظمات العسكرية او في تمويل النشاطات السياسية. وتدخل المخابرات الاسرائيلية لهذا الاطار ايضا الاموال التي تحول الى العائلات الفلسطينية الثكلى من جراء مقتل احد افرادها في المقاومة، وتعتبر هذا الشكل من الدعم، تمويلا للارهاب.

واكدت مصادر اسرائيلية عليمة ان الادارة الاميركية باتت اكثر تجاوبا مع الموقف الاسرائيلي في هذه المواضيع. فعلى سبيل المثال، فان اسرائيل طلبت منذ سنة 1992، ان تلغي الادارة الاميركية شرعية «صندوق الارض المقدسة» بدعوى انه يمول الارهاب، لكن واشنطن، لم تقتنع. وقبل ثلاثة أشهر تجاوبت الادارة الاميركية فورا مع الطلب واغلقت الصندوق وصادرت امواله. وكذلك بناء على الطلب الاسرائيلي جمدت اموال «بنك الاقصى» و«بيت المال» بدعوى انهما يمولان حركة «حماس» ونشاطاتها السياسية والعسكرية.

كما اتضح ان اسرائيل هي التي تقف وراء توقيف المحاضر الجامعي البروفسور سامي العريان، عن عمله في جامعة تمبا جنوب ولاية فلوريدا الاميركية. والعريان في الرابعة والاربعين من العمر، وهو محاضر في موضوع الكومبيوتر. واشتهر عندما اثارت الصحافة اليهودية ـ الاميركية ضجة ضده، بسبب هتافه «الموت لاسرائيل»، امام جمع من طلابه. وسئل في حينه عن هذا الهتاف، خلال برنامج اخباري لتلفزيون «فوكس نيوز»، فأجاب: «قصدت التعبير عن مقتي للاحتلال وممارساته البشعة». من هنا جاءت النقمة الاسرائيلية عليه. ومع انه، خلال ذلك البرنامج، اكد بوضوح رفضه للارهاب، واستنكر التفجيرات في نيويورك وواشنطن، الا ان ذلك لم يشفع له، وقررت الجامعة توقيفه عن العمل تمهيداً لفصله.

وتواصل اسرائيل هذا النشاط، في مطاردة كل عربي او اجنبي يطلق تصريحات ضدها في الولايات المتحدة، مستغلة، حتى النهاية، الاجواء الاميركية المعادية للعرب بدعوى الارهاب.