سكان قرية يمنية يكرهون اليوم الذي سمحوا فيه لـ3 من «القاعدة» بالعيش وسطهم

يمنيان ومصري استأجروا 3 منازل ولم يختلطوا بالسكان وتسببوا في معركة مع القوات الحكومية

TT

حصون آل جلال (اليمن) ـ أ.ب: يلعن سكان هذه القرية اليمنية (حصون آل جلال) التي تقع في قلب منطقة قبلية اليوم الذي قبلوا فيه ضيافة اثنين من مشتبهي منظمة «القاعدة».

وقد امضى الرجلان شهرين في هذه القرية الفقيرة المحكومة بقواعد قبلية والتي شهدت اشتباكا مع قوات حكومية حاولت الدخول بدون استئذان بما يخالف الاعراف القبلية.

وعلم سكان القرية فقط بعد 11 سبتمبر (ايلول) ان الرجلين وهما قعيد سالم سنيان الحارثي ومحمد حمدي الأهدل مطلوبان من قبل الولايات المتحدة لمسؤوليتهما عن الهجوم على المدمرة كول في عدن والذي ادى الى قتل 17 عسكريا اميركيا.

ويقول المسؤولون اليمنيون ان الرجلين يتصدران قائمة مشتبهين سلمتها الولايات المتحدة.

ويعترف المسؤولون اليمنيون الحريصون على اظهار دعم بلادهم للحرب على الارهاب وفي الوقت ذاته يحاولون الحفاظ على التوازن مع القبائل ـ يعترفون ـ بان هناك اشخاصاً لهم علاقات مع منظمة القاعدة لكنهم ينفون وجود اي معسكرات تدريب لمنظمة «القاعدة» او اي وجود منظم لها.

والحارثي والاهدل من الذين قاتلوا في افغانستان ضد الاتحاد السوفياتي وعادا في التسعينات.

ويقول سكان القرية ان الشخصين كانا منعزلين ولا يختلطان بالسكان ويتصلان بالعالم الخارجي عن طريق هاتف اقمار اصطناعية. ويقول السكان انه كان هناك شخص ثالث مصري ولكنهم لا يعرفون هويته. والثلاثة كانوا يستأجرون 3 منازل في القرية التي تضم عدة مئات من السكان.

ويضيف السكان ان الثلاثة لم يكونوا اجتماعيين، ولم يكونوا يصلون في مسجد القرية، وكانوا دائما معا، والمرات القليلة التي يغادرون فيها منازلهم كانت لشراء الطعام وذلك حسب ما يقول احد سكان القرية ويدعى علي صالح.

ويقول ان القوات الحكومية جاءت الى القرية بعد هجمات سبتمبر في اميركا وطلبوا تسليم الثلاثة. ويضيف (طلبنا منهم ان يذهبوا الى الشرطة ليعرفوا ماذا تريد منهم فرفضوا، وطلبنا منهم مغادرة القرية).

وارتفع التوتر مع القوات الحكومية عندما دخلت القرية للبحث عن الثلاثة فقتل 18 جنديا و6 من رجال القبائل حسب الرواية الحكومية و6 رجال وامرأة و4 اطفال حسب السكان.

ويقول صالح المرة المقبلة ستكون الطريقة الوحيدة للحديث مع هؤلاء (مشتبهي القاعدة) هي الكلاشينكوف. وكان عم صالح هو الذي أجر منازل للمشتبهين.

وتظهر ملابسات هذا الاشتباك الصعوبات التي تواجهها الحكومة اليمنية في ملاحقة عناصر «القاعدة»، ففي الاسبوع الماضي بادلت الحكومة 10 من وجهاء القبائل مقابل 43 رهينة من رجال القبائل معظمهم ابناء زعماء القبائل كانت تحتجزهم للضغط على القبائل من اجل ملاحقة مشتبهي «القاعدة».

وفي قرية صغيرة قرب حصون آل جلال قال زعيم قبلي مسن افرج عنه الاسبوع الماضي ان قبيلته ليس لها علاقة بالارهاب. واضاف محسن بن علي احد زعماء قبيلة عبيدة في مأرب ان «تقاليدنا هي انه عندما يأتي احد ويطلب ضيافتنا نقدمها له ولا نطرح اسئلة». وقال: ان هذه المشكلة ستحل وسيأتي ابناؤنا المسجونون قريبا.

وفي محافظة مأرب قال المحافظ ناجي بن عبد الله ان ثلاث وحدات عسكرية اضيفت الى 5 اخرى موجودة في المنطقة.