الملك محمد السادس يبدأ اليوم زيارة رسمية للصين

قضايا الشرق الأوسط والصحراء والتعاون الصيني ـ الأفريقي تتصدر مباحثاته في بكين

TT

يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم زيارة رسمية الى جمهورية الصين الشعبية تمتد حتى 8 فبراير (شباط) الجاري ، وذلك بدعوة من الرئيس الصيني جيانغ زيمين.

وتعد هذه الزيارة الاولى من نوعها التي يقوم بها عاهل مغربي منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبيكين قبل 43 سنة.

وقالت مصادر مغربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة العاهل المغربي للصين تندرج في اطار المزيد من انفتاح الرباط على الدول المؤثرة في العالم، خاصة ان الصين تقع في منطقة محورية في القارة الآسيوية. واضافت المصادر ذاتها أن الزيارة تندرج ايضا في سياق مواصلة الملك محمد السادس رفع الستار على رؤية مغربية جديدة للعالم من منطلق الديناميكية التي يتميز بها عهده من حيث الانفتاح على مختلف مناطق العالم.

وأوضحت المصادر أن مباحثات العاهل المغربي مع الرئيس زيمين وكبار المسؤولين الصينيين ستكون مناسبة لتفعيل المشاورات السياسية بين الرباط وبكين، واعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

وستشمل المشاورات السياسية ايضا الوضع في الشرق الاوسط،ومنطقة المغرب العربي وقضية الصحراء، والتعاون الصيني ـ الافريقي.

وكان الملك محمد السادس قد زار الصين زيارة رسمية حين كان وليا للعهد عام 1991، كما زار الرئيس الصيني المغرب عام .1999 والملك محمد السادس هو ثالث زعيم عربي يزور الصين في ظرف شهر، اذ زارها أخيرا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري محمد حسني مبارك. وفي سياق ذلك، أكد سفير المغرب المعتمد لدى الصين ميمون المهدي أنه يتعين تعزيز علاقات التعاون في مجالي التجارة والاستثمار بين المغرب والصين من أجل الرقي بها إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين.

وأوضح السفير المغربي في تصريحات صحافية أنه بالرغم من افتتاح فرع أو مكتب ممثلية أو مصرف مغربيين في الصين من حين لآخر، فان إقبال رجال الأعمال المغاربة على الاستثمار في الصين «يظل غير كاف» بالمقارنة مع نشاط الفاعلين الاقتصاديين الصينيين بالمغرب.

وأضاف المهدي أن ما يتراوح بين 25 و30 وفدا من المقاولين الصينيين يزورون المغرب سنويا بينما «نادرا ما نسجل زيارات لرجال أعمال مغاربة إلى الصين».

وأعرب السفير المغربي عن اعتقاده بأنه «لا يمكن تطوير صادراتنا نحو آسيا ونحو الصين خاصة إذا لم يبادر الفاعلون الاقتصاديون المغاربة» الى العمل على الوصول الى السوق الصينية التي تقبل عليها المقاولات الأوروبية والأميركية.

ووصف السفير المغربي الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس الى الصين بأنها «تاريخية» مؤكدا أن العلاقات الصينية ـ المغربية تستعد لتعيش الحدث التاريخي ذاته الذي سيساهم في تعزيز العلاقات الثنائية.

وأضاف أنه سيتم خلال هذه الزيارة ابرام عدد من الاتفاقيات لاستكمال الاطار القانوني الثنائي «الواسع جدا والمشجع»، مشيرا الى انه سيتم في أبريل (نيسان) المقبل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية مالية بين الجانبين من أجل بلورة اطار مشجع لفائدة المستثمرين ورجال الأعمال في البلدين.

وكان العاهل المغربي قد توجه أمس الى بكين من مطار جدة في السعودية التي اختتم فيها أمس زيارة الاخوة والصداقة التي قام بها للسعودية والتي استغرقت يومين، وذلك بعد ان ادى في وقت سابق مناسك العمرة.

وكان في وداع العاهل المغربي بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الامير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة وابراهيم العساف وزير المالية والاقتصاد الوطني والمدير العام للمراسم الملكية بجدة محمد ناظر وسفير المغرب في الرياض عبد الكريم السمار وسفير السعودية المعتمد بالرباط محي الدين خوجة وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.

وتميزت زيارة العاهل المغربي للرياض باستقباله من طرف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وبالمباحثات التي أجراها على انفراد مع الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.

كما قام العاهل المغربي خلال اقامته بالرياض بزيارة لمزرعة العاذرية بضواحي العاصمة وشاهد الى جانب الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والامير عبد العزيز بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء السعودي وعدد من الأمراء والوزراء عروضا للخيل والهجن العربية وبعض الفنون الشعبية، ثم شارك العاهل المغربي والامير سلمان بن عبد العزيز والامير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز والأمراء في العرضة السعودية. كما تجول في السوق الشعبي الذي يشتمل على قطع أثرية ونماذج للصناعات والحرف التقليدية.