جمال مبارك يستبعد تكرار أحداث الأرجنتين في مصر

TT

استبعد جمال مبارك نجل الرئيس المصري عضو الأمانة العامة للحزب الوطني الحاكم ان يحدث في مصر مثلما حدث في الارجنتين أخيرا، مؤكدا انه لا وجه للمقارنة بين الأسباب والمشاكل التي تمر بها الارجنتين والوضع بشكل عام في مصر.

وأرجع أحداث الارجنتين الى حدوث نمو كبير ومتسارع للديون الخارجية، هناك في ظل عجز الموازنة العامة للدولة وكان أغلبها يمول من الديون الخارجية، بالاضافة الى تثبيت سعر العملة بقانون لمدة عشر سنوات، فضلا عن تداعيات سياسية أخرى شكلت عاملا أساسيا في كل ما حدث هناك، مشددا على ان هذه العوامل غير موجودة في مصر.

وشدد جمال مبارك في لقاء جماهيري مساء اول من أمس مع رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تجري فعالياته حاليا ان مصر حققت أفضل النسب في الدول النامية فيما يتعلق بمسألة الديون، كما ان هناك نظاما مرنا في سعر العملة وان عجز الموازنة حدث فيه تطور كبير وانه لا يزال في الحدود الآمنة، بالاضافة الى الوضع الداخلي المستقر والوضع المحيط بمصر، فضلا عن ان الظروف الداخلية والسياسية مختلفة تماما بين مصر والارجنتين في هذا المجال.

وأشار الى ان ما وصفه الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه الأخير بأن العراق وايران وكوريا الشمالية تمثل محورا للشر هو أمر لا توافق عليه أوروبا وروسيا والصين، وقال ان القضية الفلسطينية ستبقي العنف في المنطقة مائة عام اذا لم تحل ولا بد وأن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، وأفاد بأن اسرائيل تمر بأكبر محنة اقتصادية نتيجة ما يحدث في المرحلة الراهنة.

وأرجع جمال مبارك الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بما في ذلك مصر والمنطقة العربية الى احداث 11سبتمبر (ايلول) التي أدت الى تداعيات كثيرة منها ما تتعامل معه حاليا. وأبدى اختلافه مع القائلين بأن هناك صدام حضارات، مشيرا الى أن الوضع «أفرز ما يسمى بحوار الحضارات ومحاولة معرفة الآخر لان الغرب بدأ يسعى نحو معرفة الثقافات والحضارات الأخرى خاصة بعد احداث سبتمبر».

كما أعرب عن قلقه مما يسمعه من الشباب المصري بدعوى المصالح الوطنية وهي عدم الرغبة في الاندماج أو التواصل مع العالم المتقدم بحجة ان الانفتاح بداية للنيل من السيادة الوطنية، وقال ان هذه النظرة تؤثر في صانع القرار وأنها رسالة بدأت منذ عشر سنوات، وبالتالي يجب التعامل مع العالم في إطار فكري دون خوف.

ووصف علاقات القاهرة وواشنطن بأنها «متميزة» مثل العلاقات التي تربط الولايات المتحدة بالدول العربية الأخرى، وان ذلك لا يمنع من وجود اختلاف في المصالح معها، ذلك ان اميركا كدولة ومجتمع لها خصوصيتها، فهناك الادارة الاميركية والكونغرس والصحافة والاعلام ومراكز الدراسات واللوبي وجماعات الضغط.

وأكد ان الدول المضادة لمصر في المنطقة، مشيرا الى اسرائيل، لها من التأثير ومن الحضور في جميع المحافل الاميركية، بالاضافة الى اللوبي القوي وانه يجب التعامل مع المجتمع الاميركي بكل مفرداته ولا يمكن ترك المسرح لاسرائيل، ويتعين التواصل مع الصحافة واجهزة الاعلام الاميركية، موضحا ان اللوبي وجماعات الضغط في المجتمع الاميركي هي جزء من الحياة الاميركية.

وحذر جمال مبارك من التحركات التي تحاول أن تنال من بعض مصالح مصر الأساسية في المنطقة، قائلا «يجب علينا أن نتنبه لأية محاولة للهيمنة أو السيطرة أو قلب التوازن الموجود في المنطقة والذي يتعارض مع مصالح مشروعة، ولا بد أن نسعى بكل قوة لحماية هذه المصالح المشروعة والدفاع عما حققناه خلال السنوات الماضية والحصول على حقوقنا المشروعة المدعومة بالشرعية الدولية». وأكد ان ما تحقق من اصلاح على الصعيدين الاقتصادي والسياسي خلال السنوات الماضية يصب في مصلحة تطوير المجتمع ويزيد من مصداقية مصر مع العالم الخارجي، وأشار الى ان اميركا اعلنت ان القضية الفلسطينية لن تنتهي إلا بقيام دولة فلسطينية واسرائيل تعلم ذلك، مؤكدا ان «الوضع صعب ومعقد ومحزن وانه قد تتغير الأهداف ونسعى الى التقارب مع الرأي العام الاميركي والرأي العام الاسرائيلي».

وفي رده على سؤال حول العولمة أكد ان التخوف من الأمور التي تتعلق بالهوية والعولمة مبالغ فيه. وحذر من ان بعض القوى تحاول ان تزرع هذا الخوف، وقال ان دروس التاريخ المصري المعاصر تشير وتؤكد ان مصر التي كانت من أكثر الدول في المنطقة تقع تحت الاحتلال احتفظت بلغتها وكانت من أكثر الدول التي احتفظت بجذورها الاسلامية وخرجت من الاحتلال وجذورها العربية والاسلامية أقوى. وأوضح انه «يجب عدم المبالغة في مثل هذه الأمور وألا نخوف الشباب ونرفض ونشكك ويتعين التعامل مع إيجابيات وسلبيات العولمة»، معربا عن اعتقاده أنه عند الحديث عن العولمة والانفتاح ينبغي ادراك ان مصر أقوى من كل ذلك بكثير وتراثها متعمق وقوي ولا تستطيع أية عناصر أن تغير من هذا التراث العميق.

وقال جمال مبارك ان «حجم التحديات كبير والمشاكل لن تحل بين يوم وليلة، واتمنى أن تستمر مسيرة الاصلاح وتتعاظم الفائدة منها»، مؤكدا ان الاصلاح سوف يتم رغم التشكيك المستمر في انه لم يؤت ثماره بالكامل وسيستمر الحوار وتستمر المناقشات على جميع المستويات لان ذلك هو الضمانة الأساسية التي يستطيع من خلالها المجتمع ان ينهض. وأكد «ان السياسة بشكل عام سواء نقدية أو مالية لا بد أن تأخذ في الاعتبار ان يكون فيها قدر كبير من الشفافية والمرونة حتى نستطيع أن نتعامل مع المفاجآت ولا بد ان يكون لدينا من التفكير والسياسات المرنة حتى نتعامل مع مثل هذه الظروف»، موضحا ان هناك سياسات مصرية مرنة تأخذ في الاعتبار بعض المتطلبات الداخلية والخارجية.