البنتاغون يحلل عينات بشرية للتأكد من هوية القتيل «الطويل القامة» الذي استهدفه القصف الأسبوع الماضي

TT

اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان عملية فحص وتحليل تجري للادلة والمعلومات التي عاد بها الفريق الاميركي من منطقة زوار كيلي بشرق افغانستان الى قندهار امس لتحديد هوية من قتلوا الاسبوع الماضي عندما اطلقت طائرة من دون طيار صاروخاً قال الاميركيون انه ربما اصاب مجموعة من قياديي تنظيم «القاعدة»، وان بن لادن ربما كان بينهم.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال جون ستافلبيم في مؤتمر صحافي «إن الوثائق والادلة التي جمعها الفريق الاميركي من الموقع وعاد بها الى قندهار اليوم (امس) لا تشير الى ان القتلى من المدنيين او الفلاحين الذين كانوا يحاولون جمع معادن الخردة من الموقع».

واضاف ستافلبيم ان ما جمعه الفريق من ادلة تشمل وثائق باللغة الانجليزية ونظام اتصالات. كما عاد الفريق الذي يضم خبراء في الطب الشرعي، ببقايا آدمية لاجراء فحص الحمض النووي عليها ومقارنتها بما لدى السلطات الاميركية من عينات، في اشارة على ما يبدو الى عينات بن لادن. واكد المتحدث ان الادلة تشتمل على ملابس واعيرة نارية مما يشير الى ان القتلى ليسوا من الفلاحين او المدنيين. لكن ستافلبيم اكد ان هوية الذين قتلوا في العملية ليست معروفة بعد.

من جهتها، اكدت فيكتوريا كلارك المتحدثة الاخرى باسم البنتاغون امس انه سيتم الاعلان عن نتائج التحقيقات والتحليلات التي بدأت لتحديد هوية من قتلوا. وقالت ان التعاون بين البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) ممتاز وغير عادي.

إلا ان هذه التأكيدات الاميركية الرسمية تتناقض مع روايات افغانية محلية تشير الى القتيل الطويل القامة الذي يعتقد الاميركيون انه قد يكون اسامة بن لادن، هو فلاح افغاني يدعى مير أحمد. وقد كان مير أحمد مع دراز وجيهان جير يجمعون قطع الحديد في منطقة زوار كيلي بشرق أفغانستان القريبة من مناطق ينشط فيها اتباع بن لادن، قبل أن تصوب طائرة بدون طيار من طراز «بريديتور» تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية نيرانها على المجموعة للاعتقاد بأنهم من عناصر «القاعدة».

وقد حاول مراسل «ذي واشنطن بوست» زيارة مكان الهجوم، إلا أن جنودا اميركيين منعوه من التوجه الى القرية التي قتل فيها احمد ورفيقاه. وقال قائد في مكان الهجوم، رفض الكشف عن اسمه، «إنها عملية عسكرية دائرة». واضاف القائد بعد استشارة مسؤوليه عبر اللاسلكي «اذا تقدمت أكثر، فإنك ستقتل. إننا نحاول معرفة ما حدث».

وكانت وزارة الدفاع الاميركية قد افادت في وقت سابق ان الصاروخ اطلق على المجموعة بناء على معلومات استخباراتية بشرية اشارت الى ان الثلاثة عناصر في «القاعدة»، وان الرجل الطويل القامة بينهم ربما يكون اسامة بن لادن نفسه. يشار الى ان بن لادن يتراوح طوله بين 193 و198 سنتمتراً. وكان مسؤولون في البنتاغون قد توقعوا ان يكون واحد من المجموعة قيادياً في «القاعدة» نظراً للاحترام والاهتمام اللذين كان باقي المجموعة يبديانهما تجاهه. ومن جانبه، أفاد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انه ليس متأكداً بالضبط من هوية الشخص الذي استهدف.

وعزا محمد ابراهيم حاكم اقليم خوست كثرة اخطاء الاميركيين وقصفهم الخاطئ للمدنيين الى هشاشة المعلومات التي يتلقونها من اشخاص لا يعرفون المنطقة بالضبط. وقال الحاكم «إلى من يتحدثون؟ إنهم لا يتحدثون معي، وإنما مع اناس محليين معلوماتهم الاستخباراتية في المنطقة ضعيفة».

وتعتبر حادثة زوار كيلي الاحدث ضمن سلسلة الاخطاء التي ارتكبتها القوات الاميركية واصابت مدنيين او مقاتلين من الافغان الموالين للولايات المتحدة او من الجنود الاميركيين انفسهم احيانا. وقد بدأت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية دفع تعويضات لعائلات ضحايا الغارة التي وقعت في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي باقليم اوروزغان وراح ضحيتها 21 شخصاً. واكد رئيس الحكومة الانتقالية الافغانية حميد كرزاي ان القوات الاميركية اطلقت النيران بشكل خاطئ كذلك في ديسمبر (كانون الاول) الماضي على قافلة، تضم 12 شخصاً، كانت في طريقها من خوست الى كابل للمشاركة في حفل تنصيب رئيس الحكومة الجديد. واحتج سكان محليون ايضاً من أن عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، كانوا يشاركون في حفل زفاف يوم 29 ديسمبر الماضي وقتلوا في قصف اميركي على منطقة كالاي نيازي بالقرب من غارديز.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»