كرزاي أعاد فتح سفارة أفغانستان في أبوظبي وطلب منها دعما لإعادة بناء الجيش الأفغاني

TT

اختتم رئيس الحكومة الافغانية المؤقته حامد كرزاي امس زيارة قصيرة لدولة الامارات استغرقت اقل من 24 ساعة اجتمع خلالها مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات، والقى كلمة امام المؤتمر السنوي السابع لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

وتناولت محادثات الشيخ زايد مع رئيس الحكومة الافغانية المؤقتة العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في افغانستان وجهود تحقيق الاستقرار وإعادة الاعمار.

ونقل تقرير لمركز الامارات والدراسات الاستراتيجية عن كرزاي قوله انه طلب من دولة الامارات دعماً لاعادة تشكيل جيش وطني موحد كجز من جهود استعادة الامن والاستقرار في افغانستان.

كما اعلن كرزاي ان حكومته طلبت فتح فرع للبنك المركزي الافغاني في دولة الامارات، بحيث يتولى هذا البنك تسلم المساعدات الدولية على ان يدار هذا البنك في اطار من الشفافية التي تسمح للدول المانحة بالوقوف على كيفية الصرف من هذه المنح والمساعدات. وقام كرزاي خلال زيارته بافتتاح مقر السفارة الافغانية في ابو ظبي والتي كانت قد اغلقت بعد قرار الامارات قطع العلاقات الدبلوماسية مع حركة طالبان في اكتوبر (تشرين الأول) الماضي وسحبت اعترافها بالحركة.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان ابن اخت الزعيم الافغاني احمد شاه مسعود سيعين سفيراً لافغانستان في دولة الامارات، ودعا كرزاي دول الخليج الى تقديم مزيد من الدعم والمساعدة لبلاده.

وذكر رئيس الحكومة الافغانية انه سيزور طهران قريباً في اطار جولة تشمل عدة دول، مشيراً في هذا الصدد الى نجاح زيارته لباكستان. وقال انه ابلغ الجانب الباكستاني ضرورة التعامل المتكافئ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الافغانية وترك الحرية للشعب الافغاني ليقرر مصيره بنفسه.

وقلل كرزاي من اهمية احداث العنف والاشتباكات التي ما تزال تقع في مناطق متفرقة من افغانستان، ولكنه اشار الى انه سيطالب الامم المتحدة والقوات الدولية بزيادة وجودها في افغانستان لتحقيق الامن والاستقرار حتى يتم بناء الجيش الوطني الموحد الذي يعتقد كرزاي انه سيقضي على هذه الظواهر كلها.

والمح رئيس الحكومة الافغانية الانتقالية الى ان طلب تعزيز وجود القوات الدولية في بلاده هو رغبة شعبية، مؤكدا ان حكومته ستواصل الاستعانة بالدول الكبرى في مكافحة الارهاب الدولي.

وعلى الصعيد الداخلي حدد كرزاي اولويات حكومته بتحقيق الامن والاستقرار وتطوير الادارة الحكومية، في ما يتعلق بمجالات التربية والتعليم والصحة واعادة الاعمار.

ونفى كرزاي ان تكون ثمة دول مانحة اشترطت قدرا معينا من الاستقرار قبل تقديم معونات لبلاده، مؤكدا ان تلك المعونات ستوزع على الشعب الافغاني في مختلف المناطق بشكل متساو من اجل دعم هدف تحقيق الاستقرار.

واكد ان المشاركة السياسية حق طبيعي لكل افراد الشعب الافغاني من دون ربط تحقيقها بالحصول على مساعدات خارجية. وشدد على ضرورة ان تحصل حكومته على المساعدات الدولية وان تقوم هي بتوزيعها وفق خطط وبرامج تنموية تهدف الى اعمار البلاد وتنميتها اقتصاديا واداريا. وابدى التزامه التام بنقل السلطة الى الشعب الافغاني عن طريق انعقاد مجلس «لويا جيرجا»، موضحا ان حكومته ستعمل على اقامة هذا المجلس وانعقاده بغرض تسليم السلطة للشعب لاختيار من يراه مناسبا لقيادة البلاد.

واشار الى ان حكومته بدأت بجمع السلاح من كل من يحمله بغير وجه حق، مؤكدا ان هذه الحكومة ستقضي على امراء الحرب جميعا وستسلم الحكم الى الشعب لان الشعب الافغاني لا يحتمل اي حكومة تفرض عليه بقوة السلاح.

وفي ما يخص الملك الافغاني السابق ظاهر شاه قال كرزاي «يحق له ان يرجع الى وطنه كأي مواطن افغاني، اما ما يتعلق بدوره المستقبلي وهل سيكون له دور سياسي ام لا فهذا امر يرجع الى مجلس (لويا جيرجا) الذي سيتم تشكيله».

وفي محاضرته امام مؤتمر مركز الامارات للدراسات قال كرزاي ان المجتمع الافغاني تلقى هجوماً من جهتين اولاهما الغزو السوفياتي ثم التطرف الديني والمجاهدون الذين قدموا من خارج افغانستان. وأشار الى ان طالبان لاقت تشجيعاً من الكثيرين بسبب الوجود السوفياتي، أملاً في ان تحقق السلام وتنتهي المشاكل العالقة ولكنها بدلاً من ذلك جلبت المصائب، وبدأنا ننعزل عن العالم.

وقال ان حركة طالبان لم تكن تمثل افغانستان ولا الاسلام، فالاسلام الجيد هو الذي يعمل علي تطوير البلد وانعاشها بشرف وصدق وامانه وهناك فارق كبير بين الراديكالية والتطرف في المجتمعات والاديان، مشيراً الى ان طالبان لم تكن تمثل احداً.

وذكر كرزاي ان التعليم يأتي في مقدمة الامور الهامة في الوقت الحالي، وقال «قد تتفاجأون بأن افغانستان كان لديها افضل انظمة تعليمية منذ ما قبل 1978 وان جامعتنا في كابل من افضل الجامعات وفيها العديد من التخصصات الهامة مثل الطب والهندسة وخلافهما، والمعاهد والمدارس كانت تنتشر في كل انحاء البلاد، الى ان تحطمت سبل الحياة وانقطع الطلبة عن التحصيل الدراسي وبدأ التعليم الصوري والتركيز على الشيوعية وتم تدمير التعليم الحقيقي في افغانستان».

واشار الى ان 21 مارس (آذار) سيكون يوم اعادة افتتاح اكبر عدد من المدارس في افغانستان لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الطلبة، مشيراً الى ان هناك من انقطع عن التعليم منذ 20 عاما، بما يستدعي اتباع طرق خاصة لاعادة تعليمهم بالاعتماد على التدريب المهني وخاصة في مجالي التجارة والكهرباء وغيرهما، وهناك اتصالات مع الامم المتحدة لتأمين تدريب مجموعات في بعض المجالات الهامة مثل مجالات الطب والتمريض والاتصالات.

وحول رؤيته لافغانستان مستقبلاً قال كرزاي: نحن نريد دولة تعيش في ازدهار وتشارك المجتمعات الاخرى وتتفاعل مع بقية دول العالم، مؤكداً اهمية العمل بجد ضد الفساد.

واشار الى تدمير النظام المصرفي كلياً في افغانستان بما يستوجب ايلاؤه الاهمية الكبرى. وقال سنبدأ بفتح المصارف في الامارات في خطوة اولى نحو ايجاد البنية التحتية للقطاع المصرفي في افغانستان.

وقال نحن نتطلع الى افغانستان في ظل حكم ديمقراطي وحكومة مختارة من الشعب وبناء الاقتصاد الناجح في اطار من حرية الاستثمار بعد ان تم تدميره، مشيراً الى قيام اول رحلة للطيران امس من افغانستان الى دبي.

من جهة أخرى التقى كرزاي أمس الرئيس الروماني ايون اليسكو أثناء زيارته الحالية إلى الإمارات الذي أعلن تأييد رومانيا لتطبيع الحياة في أفغانستان، مؤكدا تأييد بلاده للحملة الأميركية ضد الإرهاب.

وقال اليسكو انه التقى بالصدفه مع حامد كرزاي، وأضاف أن اجتماعاً قصيراً عقد بينهما صباح امس في اول اتصال تجريه رومانيا مع الحكومة الافغانيه الجديدة. وذكر انه اعرب عن تأييد رومانيا لافغانستان وتم تناول الجهود الرامية الى تطبيع الحياة هناك.

واشار إليسكو الى وجود عدد من رجال الشرطة الرومانية ضمن القوات العسكرية المتعددة الجنسيات في افغانستان، كما ذكر انه عرض على كرزاي تقديم منح دراسية للطلبة الافغان ومجالات تعاون اخرى.