50 جريحا ودمار واسع بعد الهجوم الجوي على غزة واقتحام أحد أحياء مدينة نابلس

طائرات «إف ـ 16» و«أباتشي» تتناوب على قصف معسكر أنصار ومقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية والسجن المركزي

TT

في خطوة تصعيدية اخرى استأنف سلاح الجو الاسرائيلي امس عدوانه الذي بدأه الليلة قبل الماضية على مدينة غزة انتقاما لمقتل ضابطتين في العملية العسكرية الجريئة التي نفذها عنصران من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد مقر القيادة الجنوبية للجيش الاسرائيلي في مدينة بئر السبع في صحراء النقب. وطال القصف معسكر انصار الذي يضم قيادة قوات البحرية وقوات الـ 17 وكذلك مقر الاجهزة الامنية الاخرى والسجن المركزي في ما يعرف بالسرايا. واسفر القصف عن اصابة ما لا يقل عن 50 فلسطينيا.

ودفع خوف الاهالي على ارواح ابنائهم السجناء في السرايا الى خروجهم بالمئات نحو السرايا لاطلاق سراحهم. وهناك من قال ان السلطة فتحت ابواب السجن امام المعتقلين حتى لا تتحمل مسؤولية تعرض اي منهم لاي ضرر وهو في السجن، بينما قالت مصار اخرى ان الشرطة لم تفرج عن اي من المعتقلين.

وحذرت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون الذي عاد الليلة قبل الماضية من زيارته للولايات المتحدة، من مغبة مواصلة عمليات القصف. وقال نبيل ابو ردينة المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تعقيبا على قصف مواقع السلطة في غزة قبل ظهر امس ان هذه العمليات لن تؤدي الا لمزيد من التدهور في الاوضاع الامنية. وحمل ابو ردينة شارون مسؤولية أي تدهور. وحث الادارة الاميركية على التدخل من اجل اجبار شارون على وقف عدوانه والعودة لطاولة المفاوضات.

ووصف ناطق رسمي فلسطيني العدوان الإسرائيلي بانه «خرق للتعهدات الإسرائيلية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ولروسيا وللأمم المتحدة». وقال الناطق في بيان عقب الغارات الجوية التي نفذتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية، إن استهداف حكومة شارون لمبنى المقاطعة والسجن المركزي بالصواريخ الثقيلة، إنما يستهدف المساجين وقوات الأمن المتواجدين في هذه المنطقة، وهو ما يشكل، خرقاً للتعهدات الإسرائيلية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ولروسيا وللأمم المتحدة.

وتابع الناطق، أن القصف بطائرات إف-16 والأباتشي «أدى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف العسكريين والمدنيين من بينهم ثلاثة مواطنين إصابتهم خطيرة، إضافة لعشرات الإصابات من الأطفال والنساء من الفزع».

وقال الناطق انه في تمام الساعة 12.20 من ظهر امس أغارت طائرات الـ اف 16 والاباتشي على مجمع «السرايا» في قلب مدينة غزة، وأصابت الصواريخ مقرات ومراكز حكومية وأمنية داخل «السرايا»، منها مقر الاستخبارات العسكرية والمخابرات العامة والإدارة والتنظيم واللجنة الأمنية وقيادة الأمن الوطني ومبنى السجن المركزي في «السرايا»، كما وقعت أضرار بالمنازل والمساكن المحيطة والمجاورة لها.

وأدى القصف إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف العسكريين والمدنيين، ونقلت سيارات الإسعاف حتى إعداد هذا البيان (الواحدة والنصف بعد الظهر) 37 جريحاً بينهم ثلاثة مواطنين إصابتهم خطيرة، إضافة لعشرات الإصابات من الأطفال والنساء من الفزع. وتواجد في المقر وقت القصف اللواء عبد الرزاق المجايدة مدير الامن الوطني الفلسطيني في محافظات قطاع غزة.

وهيمن على غزة جو من الرعب والهلع، اذ غادر الطلاب مدارسهم والموظفون مكاتبهم وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المبنى المستهدف.

وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال فجر امس مخيم بلاطة للاجئين المتاخم لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وحسب مصادر فلسطينية فان 17 دبابة اقتحمت المخيم في الساعة الثالثة فجرا، وتصدى عشرات المسلحين للقوات الغازية التي كانت تستهدف اعتقال مطلوبين من حركتي حماس وفتح والجبهة الشعبية في المخيم والعثور على ورش لانتاج صواريخ قسام. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر في قيادة المنطقة الوسطى، ان قوة المقاومة الفلسطينية حالت دون نزول الجنود من دباباتهم رغم مشاركة عناصر الوحدات المختارة التابعة للواء المظليين «هناحل» الذين اكتسبوا خبرة كبيرة في عمليات الاقتحام.

وأشار المصدر العسكري الاسرائيلي الى أن العملية استهدفت القيام بعمليات تفتيش داخل المخيم من أجل البحث عن مخازن للأسلحة ووسائل قتالية. وقالت انه لو نجحت العملية في مخيم بلاطة لتواصل زحف الدبابات الى داخل مدينة نابلس، وذلك من أجل تدمير ما تعتقد المخابرات الاسرائيلية بأنها ورش تستخدمها حماس لانتاج صواريخ «القسام». ووجه عدد من المعلقين العسكريين في اسرائيل انتقادات لاستخدام الدبابات في اقتحام مخيم بلاطة، على اعتبار أن أزقة المخيم الضيقة تجعل من المستحيل على القوات المشاركة، القيام بعمليات تفتيش وسيجعلها هدفا سهلا لنيران الفدائيين الفلسطينيين. وانسحبت القوات الغازية بعد ثلاث ساعات من دخولها الى المخيم، ودمرت لدى انسحابها موقعا للأمن الوطني الفلسطيني عند الطرف الجنوبي للمخيم.

من ناحية ثانية واصلت قوات الاحتلال نصب الحواجز الطيارة لاصطياد المطلوبين الفلسطينيين. فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس نمر صالح عودة (35 سنة) من بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس. وأفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال المتمركزة على الحاجز العسكري المقام على الشارع الرئيسي للبلدة أوقفت عودة أثناء توجهه لمدينة نابلس، واقتادته إلى جهة مجهولة.