الملك فيصل لهيوم: الجزر عربية ويجب أن تبقى تحت السيادة العربية ولكن..!

TT

من: وزير الخارجية.

الموضوع: نص رسالة الملك فيصل لوزير الخارجية وقد تسلمها من السفير السعودي بلندن ـ تبدأ كما يلي:

تسلمت خطاب سعادتكم بتاريخ 7 يوليو 1970 وقد نقله لي سفير جلالة الملكة بجدة. اشكر سعادتكم على امنياتكم الطيبة متمنيا لكم صحة جيدة ونجاحاً في الأعباء التي تحملها في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به العالم الآن. ليس هناك شك في ان منطقة الخليج ستقع في اضطراب عظيم من الفوضى التي تسود الشرق الأوسط اذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة بحكمة وعزيمة لتجنيبها ذلك المصير.

هذا يمكن تحقيقه باخراج سياسة تضع في الاعتبار الظروف والاحوال في العالم العربي بصفة عامة وتلك التي تسود الدول التي تسيطر على الخليج بصفة خاصة. نحن نشارك النظرة بأن بوسع بريطانيا ان تلعب دوراً هاماً خلال الفترة السابقة لانسحابها المحدد له نهاية 1971، وبطريقة تحفظ الاستقرار السياسي والنظام الدفاعي لامارات الخليج وتستأصل عناصر الشر والتحريض على الفتن والتي بدأت في الظهور عبر مظاهر شتى. وأهدافها نشر الفوضى وعدم الاستقرار توطئة لاعداد مناخ مناسب لتدخل خارجي سيوجه مسار الاحداث وفق رغباته.

اعتقد جازماً ان اتحاد الامارات التسع يشكل وحدة سياسية وقوة دفاعية والتي حالما تأسست ستكون قادرة على مقاومة الشهوات الخارجية وتواجه بحزم عناصر الانفجار الداخلية. ولهذه الاسباب، اتفق مع وجهات نظر حكومة الملكة في ما يخص اهمية هذا الاتحاد وقيمته لمستقبل الأمن والاستقرار في الخليج. وفي ما يخص قولكم بأن حكومتي الشارقة ورأس الخيمة ترغبان في التحقق من وجهات نظرنا حول مزاعم ايران بشأن جزر ابو موسى وطنب الكبرى والصغرى (TANUBS). وبرغم قناعتنا التامة بأن هذه الجزر عربية ويجب ان تظل تحت السيادة العربية، سيكون من المفيد دراسة هذه المشكلة بعد تأسيس الامارات العربية المتحدة وترتيباتها.

وفي ما يخص الخلاف الحدودي بين المملكة وأبوظبي، فنحن، وكما تعلم، قدمنا مقترحات، ونعتقد بأنها ستقبل بلا تردد، وهي تتخلى عن جزء كبير من الحدود السعودية وتعطي الناس في البريمي حرية الاختيار. وهذا اقصى ما نستطيع التنازل عنه. ونحن نترك باب المفاوضات مفتوحاً لجهة تسوية نهائية ومعقولة بين المملكة وأبوظبي.

اتمنى ان يكون اجتماعك مع فخامة شاه ايران في بروكسل مثمراً ومفيداً للسلامة المستقبلية وأمن المنطقة. مع اطيب الامنيات بالصحة والنجاح سائلاً الله ان يحفظكم.