معتقل أصولي محكوم بالمؤبد يهنئ الملك محمد السادس بمناسبة خطوبته والعاهل المغربي «يتمنى له الإفراج القريب»

TT

رد العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة رقيقة على التهنئة، التي تلقاها بمناسبة خطوبته، من معتقل اصولي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في سجن عكاشة (عين السبع) بالدار البيضاء. وحملت رسالة العاهل المغربي التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، مشاعر انسانية رقيقة وهو يخاطب المعتقل الاصولي الذي سبق ان صدر في حقه حكم بالاعدام عام 1985 قبل ان يتحول الى السجن المؤبد بتهمة المس بسلامة الدولة.

وخاطب العاهل المغربي في رسالته التي حملت توقيع «محمد السادس ملك المغرب»، المعتقل الاصولي حكيمي بلقاسم قائلا: «يطيب لي وقد تلقيت بتقدير بالغ وابتهاج عميق رسالتكم المتضمنة تهانيكم الخالصة بمناسبة خطوبتي، ان أعرب لكم عن تشكراتي الصادقة وامتناني العميق على ما ورد فيها من طيب المشاعر ونبل العواطف المفعمة بالولاء والاخلاص».

وتمنى العاهل المغربي، في رسالته الجوابية التي سلمها امس مسؤول كبير في وزارة العدل المغربية الى بلقاسم، الذي قضى 17 سنة وراء القضبان، أن يتمتع هذا الأخير باطلاق سراحه القريب.

وجاء في الرسالة الملكية الموجهة الى بلقاسم «أسأل الله سبحانه وتعالى ان يمدكم بحفظه ورعايته ويديم عليكم نعمة الصحة والعافية، متمنيا لكم الإفراج القريب ان شاء الله».

وكان الملك محمد السادس (38 سنة) قد عقد قرانه نهاية العام الماضي بالآنسة سلمى بناني، وصدر بيان رسمي من وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة يزف خطوبة العاهل المغربي، ويعلن أن مراسيم الزفاف الرسمي ستجري مطلع هذا العام.

يذكر ان المعتقل الاصولي حكيمي بلقاسم (37 سنة)، ينتمي الى المجموعة التي تسمى «مجموعة 26» من مدينة وجدة (شرق المغرب). وصدر في حقه حكم بالاعدام عام 1985 بتهمة حمل السلاح والتآمر على أمن وسلامة الدولة، وفي عام 1994 تم تحويل عقوبة الاعدام الى المؤبد. واصدربلقاسم كتابا وهو في السجن يحمل عنوان «كتابات بدأت من حي الاعدام». وقد سبق لوزارة العدل المغربية ان سمحت له بتنظيم حفل لتوقيع كتابه بالسجن، وهو الحفل الذي حضره عدد من المثقفين وشخصيات من المجتمع المدني وفنانون وحقوقيون.

وكان بلقاسم محسوبا تنظيميا على «حركة الشبيبة الاسلامية»، وهي تنظيم يتبنى العنف كوسيلة لتحقيق اهدافه السياسية، يتزعمه عبد الكريم مطيع المتهم في قضية اغتيال اليساري المغربي عمر بن جلون عام 1975، والذي يعيش في المنفى منذ ذلك التاريخ. لكن بلقاسم ومجموعة اخرى من المعتقلين الاصوليين سبق لهم ان اصدروا بيانا يعلنون فيه انهم لم يعودوا ينتمون الى «حركة الشبيبة الاسلامية» وينددون فيه بالعنف ويطالبون باطلاق سراحهم.

وكان بلقاسم الذي يطالب بأن يصنف ضمن المعتقلين السياسيين قد كاتب وزير العدل المغربي عمر عزيمان معترفا بخطئه حين حمل السلاح ضد وطنه، وأن «العنف هو سلاح الجبناء، وان الذي يستعمل العنف لا يمكن ان يكون في نيته العمل على تغيير المغرب الى الافضل». وخلص بلقاسم الى القول: «انا اخطأت ولا أجد ادنى حرج في قولها».

وحسب المصادر الاصولية فان عدد المعتقلين الاصوليين في المغرب يناهز 12 معتقلا، جلهم متورطون في قضايا لها علاقة بحمل السلاح والقتل، لذلك ترفض الدولة الاعتراف بهم كمعتقلي رأي.