الجنرال فرانكس يرحب بتعاون اليمن في مراقبة الصومال واستئصال الإرهاب

مباحثات في صنعاء شملت تدريب القوات الخاصة اليمنية وخفر السواحل

TT

رحب الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الاميركية التي تتولى الحرب في أفغانستان بتأكيدات الرئيس علي عبد الله صالح عن عزمه على استئصال اي وجود لتنظيم القاعدة في اليمن. وقال في بلاغ صحافي صدر من السفارة الاميركية وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، انه عبر عن دعمه القوي لمساهمة الرئيس اليمني في الحملة ضد الارهاب، وانه بحث وسائل تكثيف التعاون الاميركي ـ اليمني في مراقبة تدفق الارهاب الى اقطار المنطقة ومنها الصومال. وأبدى استعداد الولايات المتحدة لتدريب القوات الخاصة اليمنية بحسب طلب الحكومة اليمنية، واستعرض سير العمل الخاص بخفر السواحل اليمنية وقال انه تبادل وجهات النظر مع الرئيس صالح حول جملة من القضايا الاقليمية والدعم الاميركي القوي لجهود الرئيس اليمني في استئصال اي وجود للقاعدة في اليمن. وقال انه اوضح عزم الولايات المتحدة على تقديم التدريب والدعم للقوات الخاصة اليمنية في حملتها لمكافحة الارهاب.

وكان الرئيس صالح قد بحث علاقات بلاده مع واشنطن لدى استقباله امس للجنرال تومي فرانكس. وتركز البحث والمحادثات في ميادين التعاون الثنائي المشترك في المجال العسكري والأمني والجهود الراهنة في مكافحة الارهاب. وتطرق البحث بين الجانبين الى الاوضاع في افغانستان والتطورات الجارية في المنطقة. ونقلت المصادر الحكومية ان القائد الاميركي اشاد اثناء هذه المقابلة التي تمت بحضور نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالعلاقات والتعاون المشترك في هذه المجالات وما يبذله اليمن من جهود من اجل مكافحة الارهاب وتأييده للجهود الدولية في هذا الامر. واكد حرص الولايات المتحدة على تطوير العلاقات مع اليمن في مختلف المجالات وبما يعزز المصالح المشتركة للشعبين اليمني والاميركي. وتناول الرئيس اليمني مع القائد الاميركي العديد من القضايا والامور التي تقع في دائرة الاهتمام اليمني ـ الاميركي الراهن. وشارك في هذا اللقاء النجل الاكبر للرئيس علي عبد الله صالح العقيد الركن احمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة، والسفير الاميركي ادموند هول.

وفي اتجاه ذي صلة اكد السفير الاميركي ادموند هول ان تنظيم القاعدة ما يزال يشكل تهديدا داخل اليمن، وان هذا الامر صحيح الى حد كبير. وقال لقد شاهدنا ذلك في حادثة المدمرة الاميركية «يو. إس. إس كول» التي تعرضت لهجوم انتحاري يوم 12 اكتوبر (تشرين الاول) من العام قبل الماضي وأدى الى مقتل 17 من قوات المارينز الاميركية عندما كانت هذه المدمرة راسية في ميناء عدن. وقال السفير هول، الذي يعتبر من الخبراء في مكافحة الارهاب، ان هؤلاء الارهابيين لا يضرون بالمصالح الاميركية فحسب وانما يضرون بالمصالح اليمنية بطريقة خطيرة، وهؤلاء هم من شبكة القاعدة العالمية ويعتبرون عناصر خطيرة في تنظيم القاعدة ويشكلون تهديدا للمجتمع الدولي.

وإزاء الجهود المبذولة من قبل الحكومة اليمنية لملاحقة المشتبهين من تنظيم القاعدة قال السفير الاميركي ان اليمنيين يبذلون جهودا مخلصة من خلال الوسائل السياسية والعسكرية. بيد انه اشار الى انه «يمكننا جميعا ان نعمل اكثر، ونحتاج لعمل المزيد حتى نتمكن من الحصول على النتائج المطلوبة». واضاف معبرا عن اعتقاده بأن هذه العملية مبادرة يمنية، وان الشيء الأساسي هو تشجيع ودعم المبادرات اليمنية. واكد على وجود وسائل مناسبة يمكن للولايات المتحدة من خلالها ان تقدم المساعدة لليمن في اطار مكافحة الارهاب. بيد انه لم يكشف عن هذه الوسائل.

وأشار الى ان تحولاً كبيراً قد حدث في اليمن ازاء النظرة الى اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) في والشنطن ونيويورك، حيث ان الشهرة والبريق قد زالا عن تنظيم القاعدة وعن بن لادن شخصياً في اليمن. وفي اجابة على سؤال عن تأثير القاعدة على اليمن قال «ان تنظيم القاعدة الارهابي والتطرف الاسلامي يشكلان عدوى اثرت على اليمن. واكد ان اليمن يعتبر بلدا معتدلاً جداً في اسلامه «وما الاحظه هو تكون مضادات في المجتمع اليمني وازدياد الرفض لتلك العدوى القادمة من خارج اليمن، ومعالجة الحالات المرضية الناتجة عن التطرف والارهاب». وفي ما اذا كان اليمن يوصف بشخص مريض يمكنه شفاؤه قال ان هذا صحيح تماماً واعتقد ان العملية في مجموعها والتي تجري حاليا في اليمن ستنتج مجتمعاً مقاوماً للارهاب في المستقبل. ورفض الاجابة على سؤال ما اذا كان اليمن معرضا لضربة عسكرية اميركية قائلاً: السؤال الافضل هو كيف يمكن تحقيق الهدف باستئصال تنظيم القاعدة من اليمن. والجواب عن ذلك هو في تشجيع اليمنيين على الاستمرار في ما يقومون به من جهد والبحث عن وسائل لدعمهم.