شيراك يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة مدشنا بدء السباق نحو الإليزيه

TT

«نعم أنا مرشح»! بهذه الكلمات الثلاث اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك، من مدينة افينيون الواقعة جنوب فرنسا، انه مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري بعد اقل من 75 يوما.

هذا الاعلان لم يكن مفاجأة لأحد، بل ان الفرنسيين كانوا واثقين تماما من ان شيراك سيخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة من غير انقطاع وذلك منذ العام 1981. فقد ترشح شيراك للمرة الأولى عام 1981 وأخرج من السباق الرئاسي في الدورة الأولى اذ تقدم عليه مرشح اليمين الرئيسي فاليري جيسكار ديستان. وهذا الأخير هُزم بوجه فرنسوا ميتران، الزعيم الاشتراكي.

وهُزم شيراك عام 1988 أمام الرئيس ميتران، إلا انه انتقم من الاشتراكيين عام 1995 عندما فاز على مرشحهم ليونيل جوسبان، رئيس الوزراء الحالي، والذي يتأهب بدوره لاعلان ترشيحه لهذه الانتخابات الرئاسية.

ومع اعلان ترشيح شيراك وبانتظار ان يلحق به خصمه الاشتراكي، فان الحملة الانتخابية ستخرج من حالة الانتظار التي بدأت تغيظ الفرنسيين. وقد اظهرت استفتاءات الرأي انهم ناقمون على ما يعتبرونه «خبث» المرشحين الرئيسيين ميتران وجوسبان، اللذين استأجرا مقرات واسعة للحملة الرئاسية وشكلا مجموعات العمل وعينا المساعدين والناطقين باسميهما وحضرا برامجهما الانتخابية، إلا انهما حرصا على عدم اعلان ترشحيهما.

ويعود هذا الانتظار الى خيارات سياسية تكتيكية، ذلك ان شيراك وجوسبان يتحاشيان كلاهما حملة انتخابية طويلة فيما تأخير ترشحيهما يجعلهما يستفيدان من منصبيهما. فالرئيس شيراك جمع الجمعة الماضية 13 رئيس دولة في قصر الاليزيه، بما رافق ذلك من حضور سياسي دولي وشعبية.

غير ان الاستفتاءات الأخيرة اظهرت بداية تراجع هذه الشعبية، وان الفرنسيين لم يعودوا ينظرون اليهما إلا من زاوية داخلية وتحديدا من زاوية كونهما مرشحين. وكشف استفتاء قامت به في الآونة الأخيرة اذاعة «فرانس انتر» ان شعبية شيراك تراجعت 11 نقطة فيما تراجعت شعبية جوسبان بنسبة اقل. اضف الى ذلك ان ارتفاع اسهم جان بيار شوفينمان وزير الداخلية الأسبق الذي نجح في فرض نفسه في وضع «الرجل الثالث» وجذب موالين له في اوساط اليمين، بدأ يقلق شيراك فعليا، الأمر الذي حمل مستشاريه على دفعه الى الاسراع في اعلان ترشيحه.

ويعاني شيراك، الى جانب معضلة شوفينمان، من تكاثر المرشحين يمينا، وتحديدا في اطار الاتحاد من اجل الديمقراطية (وسط ويمين). ويتمثل ذلك في المرشحين فرنسوا بيرو وآلان مدلين، فيما وزير الداخلية الأسبق شارل باسكوا ما زال في السباق.

وكانت الفضائح، وخصوصا ذات العلاقة بعمليات تمويل التجمع من اجل الجمهورية، وهو حزب الرئيس شيراك، قد بدأت تهدد حقيقة صورة الرئيس شيراك. وجاء استرداد ديديه شولير من جمهورية الدومينيكان لتزيد مخاوف اليمين مما يمكن ان تؤدي المعلومات التي قد يكشفها الى احراج شيراك او عدد من المحيطين به.

وخلال الاسبوعين المنصرمين، اصيب معسكر شيراك بالخوف، ذلك ان نتائج الاستفتاءات اصبحت تظهر تفوق جوسبان عليه في الدورة الانتخابية الثانية، فيما تراجعت الأصوات التي يمكن ان تصوت عليه في الجولة الأولى الى 23 ـ 24% من الأصوات.

ازاء هذا الوضع الجديد المترتب على اعلان ترشيح شيراك، ينتظر ان يختصر جوسبان فترة الترقب باعلان ترشيحه إما قبل نهاية الشهر الجاري او بداية الشهر القادم. ومنذ امس اعلن الناطق باسم الحزب الاشتراكي ان ترشيح شيراك «ليس مفاجأة»، فيما وصفه شوفينمان بانه «لن يأتي بجديد». ومع ذلك، فانه سيساهم في تسريع الحملة ودفع جوسبان وشيراك الى انزال قواهما في المعترك الانتخابي سريعا.