خاطف الصحافي الأميركي تتلمذ على يد «حزب التحرير» في بريطانيا

TT

قالت مصادر الاسلاميين في لندن ان الاصولي البريطاني احمد عمر سعيد شيخ المتهم باختطاف الصحافي الاميركي دانيال بيرل تتلمذ في العاصمة البريطانية لندن على يد زعماء «حزب التحرير الاسلامي» ببريطانيا اثناء دراسته بكلية الاقتصاد قبل انتقاله الى موطنه الاصلي كشمير. وقال احد زعماء «حزب التحرير» السابقين في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» انه يتذكر جيدا البريطاني شيخ في المحاضرات التي كان يلقيها بالجامعات البريطانية في منتصف التسعينات عن ادبيات الفكر الاصولي في محاولة لجذب اتباع جدد من بين ابناء الجالية الاسلامية للحزب الاصولي.

وكان الاصولي البريطاني شيخ المشتبه فيه الرئيسي في اختطاف الصحافي الاميركي بيرل اعرب عن اعتقاده امام محكمة جرائم الارهاب في كراتشي بجنوب باكستان امس ان الصحافي الاميركي قد قتل.

واعترف شيخ المعروف باسم الشيخ عمر للمحكمة بخطف بيرل في كراتشي يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال «على حد علمي انه مات». وردا على سؤال من القاضي قال الشيخ عمر: « نعم، انا خطفته»، لكن رجاء قريشي كبير المدعين في القضية والمحامي العام لاقليم السند ابدى تحفظه على ذلك. كما حذر محققون من ان عمر ضللهم من قبل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز احمد خان في بيان صحافي: «هذا الرجل يدلي بتصريحات كثيرة ثم يغير هذه الاقوال». واضاف: «لا يمكننا ان نعطي أي ثقل للاقوال التي يدلي بها». وقال قريشي المحامي العام لاقليم السند للصحافيين خارج قاعة المحكمة: «أيا كان ما قاله الشيخ عمر فانني لا يمكنني ان اثق في هذه الاقوال لانه ليس تحت القسم». وفقد الصحافي بيرل (38 عاما) في 23 يناير حين كان يحاول الاتصال بزعيم جماعة اصولية غير معروفة خلال عمله في تقرير عن صلات محتملة بين ريتشارد ريد الذي زعم انه خبأ متفجرات في حذائه في محاولة لنسف طائرة ركاب وتنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن المشتبه فيه الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في سبتمبر (ايلول) الماضي. ومن جهته قال الزعيم السابق لـ «حزب التحرير»الاسلامي لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الاوسط» ان عمر ترك كلية الاقتصاد بجامعة لندن قبل ان يكمل سنته الثالثة. وتطرق الى سنوات دراسته الثانوية بمدرسة فورست بمدينة سنار بروك مع كابتن منتخب انجلترا ناصر حسين قبل التحاقه بجامعة لندن. واضاف ان الاصولي البريطاني الشيخ عمر كان تلميذا نابها قادرا على استقطاب الاتباع الا انه رفض باصرار الفكر الدعوي، وكان يدعو الى القتال المسلح وارسال شباب من الجالية الباكستانية لتحرير كشمير. وقال زعيم حزب التحرير السابق ان الاصولي البريطاني الكشميري الاصل سجن من قبل في الهند عقب مشاركته في اختطاف سائحين غربيين في عام 1994، وقضى في السجون الهندية لمدة خمس سنوات، وكان احد اثنين فك اسرهم بعد اختطاف طائرة هندية الى افغانستان عام 1999، اما الشخص الاخر الذي اطلق سراحه فهو مسعود ازهر زعيم «حركة الانصار» الباكستانية. وتطرق الزعيم الاصولي الى تأسيس احمد عمر شيخ عقب خروجه من السجون الباكستانية لـ«حركة الجهاد الاسلامي» في باكستان. وبالرغم من اعتقال عمر وقيام الشرطة الباكستانية بعمليات بحث واسعة النطاق بمساعدة مكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.اي)، لم يتم العثور حتى امس على اي دليل يشير الى مكان وجود بيرل منذ ان اختفى في 23 يناير في كراتشي. وتعتقد دوائر المباحث الفيدرالية الاميركية ان الاصولي البريطاني هو احد اعضاء تنظيم «القاعدة» التي يترأسها بن لادن المشتبه فيه الرئيسي في تفجيرات 11 سبتمبر الماضي. وامرت المحكمة بابقاء شيخ موقوفا رهن التحقيق لمدة 13يوما في حين تواصل الشرطة البحث عن شركائه.

وفي لندن قالت متحدثة باسم صحيفة «وول ستريت جورنال» التي يعمل بيرل بها: «ما زلنا واثقين من ان بيرل ما زال على قيد الحياة». واضافت ان الصحيفة تراقب عن كثب الموقف، فيما قال دبلوماسي اميركي في اسلام اباد ان التحقيق سيستمر.

وقال: «شاهدنا التقارير ولا يمكننا التعقيب على جوهر ما قاله عمر. ونواصل العمل بنشاط مع السلطات الباكستانية للعثور على بيرل حيا». وتقول الشرطة ان عمر سلم نفسه في مدينة لاهور بشرق باكستان يوم الثلاثاء الماضي وابلغ السلطات في البداية بأن بيرل على قيد الحياة ومحتجز في كراتشي. وقال: «سلمت نفسي لانقاذ عائلتي واصدقائي. انني مع الشرطة منذ الخامس من فبراير (شباط) الجاري». واعتقلت الشرطة العديد من اقارب عمر في الاسبوع الماضي ومن بينهم عمه واثنان من اولاد عمه ولكن افرج عنهم جميعا يوم الاثنين الماضي وفقا لما ذكرته احدى عماته.

وتم احضار عمر الى قاعة المحكمة في ناقلة جند مدرعة وسط اجراءات امنية مشددة بينما غطى وجهه بقطعة قماش.

وقال للمحكمة وهو يزيل الغطاء عن وجهه: «لا أريد الدفاع في هذه القضية». وأمر القاضي ارشاد نور باستمرار حبس عمر حتى 25 فبراير الجاري. وقال الشيخ عمر ان لديه اسبابه لخطف بيرل. واضاف: «لا يمكن ان تراعي بلادنا احتياجات اميركا». وقال انه يدرك ان الولايات المتحدة تطالب بتسلمه، لكن القاضي اكد له ان هذا لن يحدث.