فيشر بعد لقائه ومبارك: ننسق مع واشنطن ولا توجد خلافات في الأفكار مع باريس

TT

نفى وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر وجود تعارض بين الأفكار الألمانية والفرنسية لإنعاش عملية السلام المتعثرة على المسار الفلسطيني، وقال عقب لقائه الرئيس المصري، حسني مبارك أمس في منتجع شرم الشيخ المصري ان الافكار الفرنسية والألمانية كلها أوروبية والكل يسعى في إطار دور أوروبي موحد.

كما نفى فيشر الذي يقوم بجولة في منطقة الشرق الاوسط أيضا وجود انتقادات اميركية للأفكار الأوروبية، مشيرا الى انه اتصل بوزير الخارجية الاميركي كولن باول للتنسيق، وأكد ان الجميع يعملون ويسيرون في اتجاه واحد يهدف الى وقف العنف واستئناف المفاوضات.

وأكد الوزير الالماني ان جميع الاطراف في المنطقة والمجتمع الدولي في حاجة الى المزيد من الأفكار الجديدة لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، نظرا لان الموقف خطير للغاية بالمنطقة، مشيرا الى ان أوروبا بوصفها مجاورة لمنطقة الشرق الاوسط فان لها مصلحة مباشرة في السلام بهذه المنطقة، من خلال عقد المفاوضات وعملية السلام، وكذلك على الجانب الاسرائيلي والجانب العربي.

ووصف وزير الخارجية الالماني المباحثات التي أجراها أمس مع الرئيس مبارك بأنها كانت مفيدة للغاية كما جرت في مناخ ودي، مشيرا الى ان ذلك قد أظهر الى حد كبير كيف كان مؤتمر سلام شرم الشيخ ناجحا لان الروح التي سادت هذا المؤتمر كانت جيدة. وأوضح وزير خارجية المانيا انه أجرى أيضا مناقشات جيدة مع الرئيس مبارك، وكذلك خلال لقائه احمد ماهر وزير الخارجية، وقال ان لدينا افكارا جديدة تم بحثها خلال اللقاء كما نوقشت من قبل في كثير من المناسبات، غير انه اشار الى ان ما نحتاج له الآن هو ايجاد الوسيلة (المفتاح) لفتح الباب المغلق حاليا، مشيرا الى ان مناقشات أمس تعد بداية جيدة للوصول الى هذه الغاية.

وأضاف أن وزير خارجية بريطانيا جاك سترو يقوم بجولة في المنطقة حاليا طبقا لقرارات أوروبية كما انه ـ أي فيشر ـ سيتوجه هو أيضا الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية في اطار هذا العمل الأوروبي. كما ان خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي بصدد القيام بجهد مماثل، وبالتالي فان لدينا موقفا أوروبيا موحدا ونناقش دائما الأفكار المستقبلية، مشيرا الى انه مع ذلك فان الاميركيين يتولون قيادة عملية السلام وان كان الأمر يتطلب سعي الاطراف الأخرى، وان مصر والاردن والاتحاد الأوروبي يشكلون جانبا من عملية السلام، وبالتالي فانه من الأهمية بمكان وجود عمل دولي.

وعن رأيه في تصنيف الرئيس الاميركي بوش لدول العالم بين دول تمثل محور الشر ودول طيبة قال الوزير الالماني ان هذا ليس نهج الأوروبيين ونعتقد ان الائتلاف الدولي ضد الإرهاب يعد ناجحا للغاية ويجب مواصلته ويجب ان نحارب الإرهاب الدولي هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب ان نتوخى جانب الحذر إزاء الاتجاه الجديد. وقال انني اعتقد انه على العراق ان يلتزم تماما بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وفتح حدوده للمفتيشين الدوليين وهي الخطوة التي يجب أن تتم.

ومن جانبه وصف وزير الخارجية المصري احمد ماهر الدور الالماني خاصة والأوروبي بوجه عام بأنه مهم بالنسبة للوضع في الشرق الاوسط نظرا لان الموقف بالغ الخطورة ويحتاج الى أفكار جديدة باستمرار والبحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق أو على حد تعبير الوزير الالماني ايجاد المفتاح.

وقال اننا نرحب بكل الجهود التي تبذل في هذا الشأن ونؤيدها. وأضاف ماهر ومع ذلك فان توصيات ميتشيل وتقرير تينيت ما زال هما المطروحان، مشيرا الى ان حديث وزير الخارجية الالماني عن ضرورة وجود وسيلة (مفتاح) انما يقصد بذلك تفعيل ما هو موجود بالفعل، وقال ان الجانب الفلسطيني حريص على التقدم حتى نصل الى المفاوضات النهائية، ولذلك فان أية أفكار تساعد على الوصول لذلك فانها تحظى بترحيب الفلسطينيين.

وردا على سؤال عما اذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا مصريا أوروبيا اميركيا، خاصة في اعقاب الاتصال التليفوني بين الرئيس مبارك والرئيس الاميركي جورج بوش قال ماهر ان الأدوار الأوروبية والاميركية كافة تعتبر مهمة وان التنسيق بينها أمر مطلوب، مشيرا الى ان مصر على اتصال مستمر بالولايات المتحدة وبأوروبا وبالفلسطينيين واسرائيل وانه من المهم هو كيفية الخروج من هذا المأزق الذي خلقته الممارسات الاسرائيلية.

وأضاف ان الوزير الالماني يرى انه يجب على الاطراف المعنية التي يهمها أن يتحقق تقدم على طريق السلام ان تستمر في التشاور بالأسلوب الذي تراه حتى يتسنى العثور على الوسيلة للخروج من هذا المأزق، وذلك من خلال تنفيذ توصيات ميتشيل وخطة تينيت ثم مفاوضات الوضع النهائي السياسية نظرا لان ذلك هو الذي سيحقق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.