بري: مافيات الدواء والوكالات الحصرية تضغط حتى على المواقع السياسية الكبرى

TT

قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان هناك مافيات وراء الوكالات الحصرية واستيراد الدواء تضغط حتى على المواقع السياسية الكبرى ، وكشف انه حال دون حصول عملية اسقاط الحكومة في المجلس النيابي خلال مناقشة الموازنة العامة الاسبوع الماضي لقناعته بأن رئيس الحكومة رفيق الحريري هو الافضل حاليا لمعالجة الوضع الاقتصادي في هذه الظروف الدقيقة والصعبة «بعد ان جربنا غيره ولم نوفق».

وروى بري خلال استقباله امس وفد جمعية الصداقة اللبنانية ـ اليابانية برئاسة الوزير السابق سليمان طرابلسي ومشاركة سفير اليابان لدى لبنان ناوتو اماكي انه منذ عام 1990 وهو يتحدث عن هذه «القطبة المخفية» في مسألة تحرير استيراد الدواء وتفعيل مكتب الدواء وتعيين رئيس له للتدقيق في عملية الاستيراد ومراقبة اصنافه ومدى سلامتها حماية للمستهلك، الا ان مطلبه هذا ما ان يقترب من مرحلة الاقرار حتى يأتي ما يطيح به. وذكر في هذا الصدد بان رئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي، وقبل انتهاء ولايته بأيام، وقع عدداً كبيراً من المراسيم من دون ان يحظى مرسوم تعيين مدير لمكتب الدواء بتوقيعه، علماً ان قرار تعيين الاخير كان قد صدر عن مجلس الوزراء الذي حدد له راتباً شهرياً بلغ حوالي 8 ملايين ليرة ، حيث قام بممارسة مهامه لبضعة اشهر. وعلق بري على هذا الموقف بالقول: «يبدو ان هناك مافيات في هذه القضايا تضغط حتى على المواقع السياسية الكبرى»، لافتاً الى ان الحكومة الاولى في عهد الرئيس لحود والتي ترأسها الدكتور سليم الحص عمدت الى احالة المدير المذكور الى المساءلة القضائية.

واشار رئيس المجلس في معرض دفاعه عن الغاء الوكالات الحصرية الى ما صدر عن اصحاب الوكالات من هجوم عنيف على الحكومة ورئيسها بالتحديد وقال: «لقد تبين ان غالبية اصحاب الوكالات هم من طائفة معينة (المسيحية) وقد ظهرت مؤشرات على اتخاذ هذه المسألة منحى طائفياً لذلك سارعت الى اقتراح مفاده تحرير الاستيراد في قطاع النفط خصوصاً وان جل الذين يقومون بعملية الاستيراد ينتمون الى الطائفة الاسلامية».

وتطرق رئيس المجلس الى بعض الوقائع التي شهدتها جلسات مناقشة الموازنة العامة في المجلس النيابي الاسبوع الماضي فكشف انه شعر بوجود مؤشرات لاسقاط الحكومة في المجلس، متوقفاً في هذا الصدد عند مشاركة نواب من كتلة الرئيس الحريري في صب جام غضبهم على الحكومة وادائها، مسجلاً ان نواب كتلته البرلمانية امتنعوا وحدهم عن الانضمام الى معركة الاطاحة بالحكومة التي كتب لها الفشل في النهاية.

واكد بري ان رحيل الحكومة لا يحل المشكلة وتساءل: «ماذا يعني تغيير الحكومة؟» واجاب: «يعني ذهاب الحريري وعودة الحريري». واستطرد «اقولها صراحة ان الرئيس الحريري هو الافضل في الوقت الحاضر، في ظل هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي نمر بها، وهو القادر على معالجة الوضع الاقتصادي خصوصاً واننا جربنا غيره ولم نوفق».