منشق على تنظيم «الجهاد» المصري يؤيد وقف العنف

TT

وسط تفاعل الأوساط الأصولية في مصر تجاه المراجعات الفكرية والتحولات الجذرية التي اطلقها القادة التاريخيون للجماعة الاسلامية بمصر من داخل محبسهم عبر اربعة كتب، كشف محامي تنظيم «الجهاد» المصر» سعد حسب الله قبل ساعات من توجهه لأداء فريضة الحج أمس انه تلقى تأكيدا من الأصولي اسامة ايوب اللاجئ بالمانيا بالتزام مبادرة وقف العنف التي اطلق نداءها في العام قبل الماضي لرفاقه من قادة الجهاد.

ورغم ان حسب الله لم يحدد لـ«الشرق الأوسط» وسيلة التأكيد التي خاطبه بها ايوب، إلا انه اعتبر ان التوقيت جاء مناسبا لمرحلة المراجعات الفعلية التي تقودها الجماعة الاسلامية حاليا للعودة الى الخط الدعوي والاعتراف بخطأ انتهاج عمليات العنف التي خلفت مواجهة دموية مع جهاز الامن المصري.

وتأتي تأكيدات ايوب لمحاميه كأول تعامل من تنظيم الجهاد لتفعيل مبادرة وقف العنف بعد الأزمة الطاحنة التي تورط فيها تنظيم الجهاد المصري بسبب تحالف زعيمه أيمن الظواهري مع زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن المتهم الرئيسي في تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، مما جعل الولايات المتحدة تضع تنظيم الجهاد وزعيمه وجميع رموزه في الخارج على قوائم الإرهاب العالمية.

وكذلك فإن تأكيدات ايوب الذي لمحت مصادر أصولية مصرية الى انه مفصول من تنظيم الجهاد بسبب واقعة سرقة حرض عليها لمسؤول ايطالي في الاردن، تأتي بعد ان اخضعته السلطات الالمانية لتحقيقات مكثفة في اعقاب انفجارات سبتمبر (ايلول) الماضي لتحري صلته بأيمن الظواهري وتنظيم القاعدة.

ورغم وجود خلافات علنية داخل تنظيم الجهاد حول مبادرة وقف العنف التي اطلقتها الجماعة الاسلامية في شهر يوليو (تموز) 97، كان ابرزها رفض زعيم التنظيم ايمن الظواهري المبادرة، إلا ان اسامة ايوب الصادر ضده حكما بالمؤبد في قضية العائدون من افغانستان اطلق في شهر فبراير (شباط) 2000 نداء الى رفاقه بالانضمام الى المبادرة.

واعقب موقف ايوب انضمام أمير تنظيم الجهاد ببني سويف احمد يوسف الى المبادرة من داخل معتقله بليمان طرة، ثم وقع عليها سبعة آخرون من قادة الجهاد كان بينهم صلاح بيومي (ابو البصير) منظر الجهاد داخل محبسهم، ثم اعلن 64 من تنظيم طلائع الفتح موافقتهم على المبادرة.

وكانت أكبر المفاجآت تجاه تعامل قادة الجهاد مع المبادرة موافقة القيادي نبيل المغربي المحكوم عليه بالحبس 32 عاما على المبادرة واصدار بيان موقع باسمه يؤكد موافقته على المبادرة، ثم انضمت للمبادرة مجموعة أخرى من سجن العقرب (شديد الحراسة) بقيادة الأصولي اسماعيل نصر الدين المتهم الأول في قضية تنظيم طلائع الفتح الجزء الثالث.