الرئيس المتهم يطالب بإطلاق سراحه لتحضير قضيته بشكل أفضل

ميلوشيفيتش يقارن بين نضاله ضد «الإرهابيين الألبان» وحملة الولايات المتحدة في أفغانستان

TT

برر ميلوشيفيتش ما قام به في البلقان بـ«النضال ضد الإرهاب»، وقال إنه كان ضحية «الازدواجية والتلفيق الرهيب». وطالب ميلوشيفيتش من القضاة أمس بإطلاق سراحه حتى يتمكن من تحضير قضيته بشكل أفضل، مشيراً إلى أن محاكمته «غير عادلة».

وجدد رفضه الاعتراف بشرعية المحكمة، وقال للقضاة «لا تملكون شيئاً. تريدون فقط اختلاق الاشياء. إنها محاكمة سياسية ولا علاقة لها بالقانون نفسه».

وفتح الرئيس المتهم النار على متهميه الذين حددهم بالدول الغربية التي عملت عمداً على إضعاف الفيدرالية اليوغوسلافية عبر تشجيع البوسنة على الانفصال عام .1992 وقال للقضاة «إن رؤساءكم قسموا يوغوسلافيا، ودفعوا البوسنة الى الحرب الاهلية، بينما لم يبدأ الصرب بالحرب. إنه من الحماقة بمكان اتهام الطرف الخاطئ». وتابع قائلاً «مواطنونا ظلوا متهمين، المواطنون الذين قدموا لي الدعم الكبير. لقد كان دافعي التعبير عن رغبة شعبي».

ورفض الرئيس اليوغوسلافي السابق «التلفيق الرهيب» الذي ورد في الاتهامات التي تقول بأن القوات العسكرية الصربية هي التي طردت الآلاف من المدنيين الالبان من كوسوفو، مشيراً إلى ان نزوح هؤلاء تم بسبب ما كان يعرف باسم «جيش تحرير كوسوفو» وقصف حلف شمال الاطلسي. وقال ميلوشيفيتش «عندما يغادر الناس هذه المناطق خلال الحرب، فإن الامر يسمى ترحيلاً. إنهم يريديون تحميلي مسؤولية الجرائم التي ارتكبوها بأنفسهم».

وقدم كذلك صوراً عن قافلة اللاجئين الالبان التي أصابها القصف الاطلسي يوم 14 ابريل (نيسان) .1999 وتظهر صوراً فظيعة لجثث محترقة ولأطفال ونساء عجزة قتلوا في الحادثة التي قال الحلف حينها انها نفذت نتيجة تقدير «خاطئ». وقال ميلوشيفيتش عن اولئك الضحايا «لقد كانوا كلهم فلاحين ونساء وأطفال. لقد استهدفوا عن عمد لأنهم كانوا عائدين الى قريتهم».

كما اظهرت الصور التي قدمها الدمار الذي لحق بقرى وجسور وطرقات في صربيا جراء قصف القوات الاطلسية. وقال ميلوشيفيتش «النازيون فقط هم الذين يمكنهم التفكير في مثل هذا القصف الذي استهدف القرى». واضاف «كان واضحاً ان هذه الاعتداءات كانت تستهدف تقسيم أمة بكاملة ورمي صربيا في اتون العصر الحجري». واوضح ان القوات الصربية كانت تعمل ضد «الأقليات الارهابية»، راسماً بذلك مقارنة مع ما تفعله الولايات المتحدة في حملتها الراهنة. وقال ميلوشيفيتش بهذا الصدد «الولايات المتحدة تعبر القارة من اجل المحاربة ضد الارهاب في أفغانستان، على الطرف الآخر من العالم، ويعتبر ذلك منطقياً وعادياً، بينما حين يناضل المرء ضد الارهاب في قلب بلده فان ذلك يعد جريمة». وتابع «لقد كان دفاعنا دفاعاً بطولياً ضد اعتداءات حلف الاطلسي».

ودخل ميلوشيفيتش بشكل مباشر في الدفاع عن نفسه، وقال إنه اصدر الأوامر الصارمة لقواته بعد الإضرار بالمدنيين، الا انه اعترف ان بعض الافراد ربما ارتكبوا جرائم. وقال بهذا الشأن «إنني لا احاول القول ان بعض الافراد لم يفعلوا ذلك، لكن الشرطة والجيش كانوا يدافعون عن البلد بشكل شجاع ومشرف».