استئناف لوكربي ينتهي بعد جلسات استمرت 14 يوما والدفاع يعرب عن تفاؤله بحكم يبرىء موكله الليبي

TT

انتهت امس في كامب زايست بهولندا جلسات محكمة الاستئناف الاسكوتلندية التي نظرت الطعن الذي قدمه دفاع المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي في حكم ادانته بتفجير طائرة الـ«بان آم» الاميركية فوق لوكربي باسكوتلندا في 21 ديسمبر (كانون الاول) 1988 وقتل 259 شخصا كانوا على متنها و11 في البلدة الاسكوتلندية. وقال الدفاع في جلسة امس ان اقوال ستة شهود جدد، بينهم حارسان سابقان، تقوض بشدة حكم ادانة المقرحي.

وبدا رئيس فريق الدفاع ابراهيم الغويل بعد رفع الجلسة متفائلا بالنتيجة. وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الاوسط»: «أعتقد ان جلسات الاستئناف سارت سيرا حسنا. لقد استمع القضاة الى الادلة الجديدة والشهود الجدد مما يعني ان هناك ادلة ظرفية تشير مجتمعة الى ان القنبلة ربما بدأت رحلتها من لندن». وعن مشاعر موكله المقرحي الذي كان عشية بدء استئنافه «يعيش بين الخوف والرجاء»، كما قال الغويل في حينه، اوضح رئيس فريق الدفاع «انه الآن يغلب جانب الرجاء لكنه لم يكن مرتاحا عندما اثيرت مسألة اعادة محاكمته». وبسؤاله عن السبب وراء هذا الخوف قال الغويل «لقد طلب الادعاء امس من القضاة ان يؤيد الحكم او يقويه لكننا ذكرناه بأن بعد تعديل القانون الاسكوتلندي عام 1980 اصبح امام قضاة الاستئناف ثلاثة خيارات هي تأييد الحكم او الغاؤه او اعادة المحاكمة.. لكننا واثقون من ان الحكم سيلغى وسيؤكد القضاء الاسكوتلندي نزاهته». وحسب الغويل ينتظر ان يحدد القضاة في الاسبوع الاول من الشهر المقبل موعدا للنطق بالحكم، متوقعا ان يكون ذلك بعد باسبوع اي في الاسبوع الثاني من مارس (آذار).

الى ذلك، قلل استاذ القانون الاسكوتلندي في جامعة ادنبره روبرت بلاك في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من اهمية الادلة الجديدة. وقال «كما قلت في بداية الاستئناف، فان نقاط الضعف في حيثيات الحكم الاصلي التي ركز عليها الدفاع هي التي ستكون، حسب قناعتي، حاسمة في حكم قضاة الاستئناف». وبسؤاله عن سبب عدم استدعاء الدفاع 11 شاهدا للطعن في شهادتي الحارسين السابقين في مطار هيثرو ريموند مانلي وفيليب رادلي اللذين قالا انهما وجدا قفل باب يؤدي لمخزن الامتعة التابع لخطوط «بان آم» الاميركية في المطار مكسورا عشية اقلاع الطائرة المنكوبة، قال بلاك «لم يفعل ذلك لانه يعرف ان القضاة لن يولوا لها اهمية كبيرة». لكن بلاك بدا اكثر تفاؤلا مما كان عشية الاستئناف بأن تكون النتيجة لصالح المقرحي وقال «صدرت عن القضاة اصوات مناسبة.. لقد ركزوا على نقاط الضعف في الحكم الاصلي وواضح انهم يعون ما يكتنف الحكم من مشاكل».

وطالب ممثل الدفاع وليام تيلور من هيئة المحكمة المؤلفة من خمسة قضاة في الجلسة النهائية امس الغاء الحكم بمعاقبة موكله بالحبس مدى الحياة قائلا ان الادلة الجديدة بشأن حدوث عملية اقتحام داخل مطار هيثرو بلندن عشية تفجير الطائرة الاميركية تنسف ركنا اساسيا في القضية. وأضاف في نهاية مرافعته في اليوم الـ14 من الاستئناف الذي بدأ في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي «ويكون من المنطقي ان نخلص الى انه يجب اعتبار الحكم الذي أغفل هذا الدليل.. لم يحقق العدالة». وتابع ان أقوال حارسي الامن السابقين تظهر انه من المرجح ان القنبلة التي فجرت الطائرة وضعت على متنها في مطار هيثرو وليس في مالطا كما زعم الادعاء وقبله القضاة في المحاكمة الاولى التي انتهت بادانة المقرحي في 31 يناير (كانون الثاني) .2001 الا ان الادعاء رفض الادلة الجديدة وقال انه لا علاقة لها بالقضية وان المرجح ان عاملا في المطار كسر الباب المعني رغبة منه في اختصار الطريق ليعود بسرعة الى منزله. لكن تيلور قال ان المعلومات الجديدة تحمل اهمية كبيرة لان عامل حقائب في هيثرو ابلغ المحكمة الاولى انه لدى عودته من راحته وجد ان حقيبة مريبة تشبه في اوصافها حقيبة السامسونايت البنية المشتبه في احتوائها على القنبلة قد وضعت في حاوية الحقائب لنقلها الى الطائرة المنكوبة. ومضى يقول ان المعلومات افادت فيما بعد ان القنبلة انفجرت في تلك الحاوية. وأوضح تيلور «هذه النقاط تكفي لاقامة قرينة قوية» في القضية.

وكان القضاة الثلاثة الذين ادانوا المقرحي قد قبلوا الدفع بأن القنبلة وضعت في مطار لوقا المالطي ضمن حمولة طائرة مالطية متجهة الى فرانكفورت حيث نقلت الى الطائرة المنكوبة. لكنهم أقروا بأنه لا يوجد تفسير لكيفية دخول الحقيبة التي تحوي القنبلة عبر الاجراءات الامنية المشددة في مطار لوقا بمالطا. وكان تيلور دفع في وقت سابق في جلسات الاستئناف بأن المحكمة الاولى تجاهلت أو أساءت تفسير دليل رئيسي يستبعد إدانة المقرحي. وركز على محورين مهمين هما مكان دس القنبلة وشهادة صاحب متجر في مالطا بأنه باع المقرحي ملابس وجدت ملفوفة حول الحقيبة التي حوت قنبلة.