المباحث الأميركية تزيل أسماء 6 من قائمة الـ17 بعد اكتشاف أن 5منهم مسجونون في اليمن والسادس خارج الشرق الأوسط

TT

ازال مكتب المباحث الفيدرالية الاميركي (إف.بي.آي) امس أسماء 6 يمنيين من القائمة التي اصدرها اخيرا وضمت 17 اسما لأشخاص خطرين يعدون لهجمات وشيكة ضد مصالح اميركية. وقال مسؤولو المباحث الاميركية انهم ازالوا أسماء الستة (5 نشرت صورهم)، بعد ان تبينوا ان هؤلاء مسجونون في اليمن. وقال المكتب انه ازال اسماء الستة بعد ان حدد مواقعهم في الخارج في حين ظل الـ11 الآخرون الذين يتزعمهم فواز يحيى الربيعي او البرعي، ويعتبر اخطرهم.

وكانت «الشرق الاوسط» قد نشرت اول من امس ان اثنين من الذين وردت اسماؤهم في القائمة محبوسان في السجن المركزي بصنعاء لتمضية فترة عقوبة تبلغ 12 عاما بعد ادانتهما بتشكيل عصابة مسلحة والتخطيط لمهاجمة اهداف اميركية في اليمن، وذلك خلال محاكمة عقدت في ابريل (نيسان) عام .2000 والاثنان المحبوسان هما عصام احمد دبوان المخلافي واحمد خضر ناصر البيضاني.

وحسب مصادر قضائية يمنية فان 8 من الذين وردت اسماؤهم في القائمة الاميركية الاخيرة، التي تحذر من هجمات وشيكة يخططون لها، حوكموا امام محكمة يمنية عام 2000، وهم اضافة الى البيضاني والمخلافي: عليان الوائلي وبسام النهدي وعبد العزيز بن عتش وعمر عبادة الوائلي وعبد الرب محمد الضبي وعمر احمد الحبيشي، كما كان الربيعي او البرعي الذي يتصدر القائمة الاميركية، قد اتهم بتشكيل عصابة مسلحة لاختطاف اجانب والتستر على مطلوبين، لكن أفرج عنه في يناير (كانون الثاني) عام 2000 بسبب عدم كفاية الادلة. وفي حين انه باستثناء المخلافي والبيضاني اللذين ما زالا في السجن، فإن الآخرين أفرج عنهم في فترات مختلفة بسبب تمضية العقوبة او تخفيفها من قبل محكمة اعلى درجة. لكن مصادر يمنية واميركية اشارت امس الى ان الستة الذي ازيلت اسماؤهم معتقلون بدون توضيح متى تم الاعتقال وبينهم واحد معتقل خارج الشرق الاوسط.

والستة الذين ازيلت اسماؤهم من القائمة هم: المخلافي والبيضاني وبشير علي ناصر الشدادي وبن عتش ومشهور عبد الله مقبل الصبري ورياض شيخاوي، والاخير لم تكن له صورة في التحذير الصادر عن الـ«إف.بي.آي».

واوضح مسؤول يمني ان الخمسة هم: عصام احمد دبوان المخلافي والخضر البيضاني ومشهور عبد الله الصبري وعبد العزيز بن عطاس وبشير الشدادي.

وفسر مسؤولو الـ«إف.بي.آي» وضع اسماء هؤلاء ثم ازالتها بأنهم لم يكونوا يعرفون ان هؤلاء محتجزون حتى اول من امس وان طبيعة التهديد كانت تستلزم اصدار التحذير العاجل خوفا من هجمات بعد ان حدد موعدها.

وامس اكد مسؤول يمني لوكالة اسوشيتدبرس ان السلطات اليمنية ابلغت واشنطن ان خمسة من المشتبهين في القائمة معتقلون لديها، بدون ان يوضح متى تم الاعتقال، كما لم يوضح متى كانوا في افغانستان وعادوا الى اليمن. ويعتقد ان بعض هؤلاء اعتقلوا في نهاية العام الماضي والبعض في اوائل العام الحالي.

على صعيد آخر افادت معلومات جديدة بأن سمير احمد الميثالي حدا (25 عاما) قيادي منظمة القاعدة الذي قتل في انفجار قنبلة كانت معه عندما كانت قوات الامن اليمنية تطارده في صنعاء، ربما يكون قد فجر بنفسه القنبلة للانتحار حتى لا يعتقل ويدلي بمعلومات للامن عن نشاط منظمة القاعدة. وتفيد هذه المعلومات بأن اكثر من شخص من هذه العائلة مشتبه في علاقته بمنظمة القاعدة بما في ذلك والده وهو صهر المحضار، احد انتحاريي هجمات 11 سبتمبر، وله قريب اخر على القائمة الاميركية.

وقالت مصادر استخباراتية اميركية ان هاتف العائلة استخدم لاعطاء اوامر بشأن الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 وفي الهجوم على المدمرة كول في عدن في اكتوبر ( تشرين الاول) عام .2000 وقالت هذه المصادر الاستخباراتية ان المعلومات من المكالمات الهاتفية المعترضة تفيد بأن أفرادا من عائلة الحدا عملوا كخلية سوبر لمنظمة القاعدة.

واكد ذلك مصدر في الشرطة اليمنية، مشيرا الى وجود علاقة بين سمير أحمد محمد الحدا الذي لقي مصرعه الأربعاء الماضي ومفجري السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998 وتفجير المدمرة الأميركية كول في عدن عام .2000 واضاف المسؤول في الشرطة «ان خالد المحضار المتزوج من شقيقة سمير الحدا كان قد أجرى اتصالات من خارج اليمن مع أحمد الحدا الذي يعتقد أنه أحد الأسماء المستعارة لسمير الحدا قبل وأثناء وبعد عملية تفجير السفارتين».

وكشفت معطيات مكتب المباحث أن المحضار اجرى عدة اتصالات بين 5 و16 أغسطس (آب) 1998 مع الحدا في صنعاء، اي قبل وبعد الاعتداء الذي وقع في 7 اغسطس.

وأكدت مصادر قريبة من اسرة الحدا من جهتها لوكالة الصحافة الفرنسية ان «احمد الحدا غادر اليمن وهو موجود حاليا في افغانستان».

من جهة اخرى قال احد اعيان قرية ميتالي في محافظة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء) التي يتحدر منها سمير الحدا ان «15 من افراد اسرة وقبيلة الحدا معتقلون على ذمة التحقيق منذ ديسمبر (كانون الاول) او يناير».

واضاف «ان الشرطة تبحث عن عبد الله، احد اشقاء سمير الثلاثة».

وتابع المسؤول «ان شقيقي سمير الاخرين نجيب وعلي، قتلا على التوالي في افغانستان (قبل الهجوم الاميركي) وفي اليمن».

وكانت صحيفة «26 سبتمبر» الاسبوعية الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية قد ذكرت ان سمير الحدا هو صهر مصطفى عبد القادر الانصاري وهو عضو في مجموعة من 15 شخصا تبحث عنهم واشنطن للاشتباه في تحضيرهم لهجوم معاد للولايات المتحدة.

وهذه المجموعة المكونة خاصة من يمنيين، يقودها اليمني فواز يحيى البرعي (24 سنة)، الذي تعتبره الشرطة الفيدرالية الاميركية المدبر المفترض لمشروع اعتداء في الولايات المتحدة واليمن. كما تعتبره قريبا من بن لادن.

وبحسب مسؤول في الشرطة اليمنية فان البرعي غادر اليمن قبل اعتداءات 11 سبتمبر قاصدا المانيا التي توجه منها الى افغانستان.

وأكدت «26 سبتمبر» ان فواز البرعي قضى فترة عقوبة في السجن لمدة عامين لارتكابه سرقات وتخطيطه لخطف أجانب وحماية اشخاص تبحث عنهم السلطات وبتهم تزوير جوازات سفر وأوراق هوية.