بدء حملة بقيادة اليونيسيف لتعليم الفتيات في جنوب أفغانستان

TT

قندهار ـ رويترز : بعد اطاحة حركة طالبان مباشرة بدأت في جنوب افغانستان الزراعي المحافظ معركة لتعليم مئات الالاف من الفتيات اللاتي لم يرين في حياتهن كتابا دراسيا. ولا يزال الكثيرون متحفظين بشدة على ارسال بناتهن للمدرسة، وبدأت حملة لتغيير ارائهم. وقال رباني وردك مسؤول المشروع في مكتب صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في مدينة قندهار الجنوبية «التقدم حثيث للغاية». وتابع قائلا «لكننا نبذل قصارى جهدنا لارسال مزيد من الفتيات الى المدرسة في اسرع وقت ممكن».

والكثير من الاوامر الصارمة التي اصدرها الملا محمد عمر الزعيم الروحي لحركة طالبان تطورت خلال طفولته في قرية صغيرة بالقرب من قندهار، حيث الفتيات لم يحصلن على اي قسط من التعليم ولا توجد مدارس لهن. وفرضت طالبان هذا القانون الاجتماعي على البلاد بأسرها، فحظرت تعليم النساء وعملهن وامرتهن بألا يبرحن بيوتهن. وبرحيل طالبان افتتحت مدارس الفتيات في ارجاء البلاد لكن التغيير اكثر بطئا في الجنوب. وتشير بيانات يونيسيف الى ان حوالي 85 الف طفل يتلقون شكلا ما من اشكال التعليم في اقاليم قندهار وهلمند ونيمروز الجنوبية منذ الاطاحة بطالبان. لكن نسبة الفتيات من بين هؤلاء كانت اقل من 10 في المائة. وقال وردك «معظم مدارس الفتيات في الجنوب موجودة في مراكز حضرية مثل قندهار. وهي قليلة للغاية في المناطق الريفية».

وبدأت يونيسيف التي تعمل مع الحكومة الافغانية المؤقتة حملة تحت شعار «العودة للمدرسة» تستهدف تعليم اكبر عدد ممكن من الاطفال بحلول العام الافغاني الجديد في 21 و22 مارس (اذار) المقبل. ويقول ليسلي اوكفيست منسق الامم المتحدة لجنوب افغانستان ان اسباب مقاومة تعليم الاناث انما تعود للفقر وسنوات الصراع اكثر مما تعود للثقافة المحلية. وتابع قائلا «ان الصعوبات التي واجهها هؤلاء الناس شكلت توجههم». واضاف «لم يرسل الناس بناتهم للمدرسة خلال فترة سيطرة امراء الحرب لان ذلك قد ينطوي على مخاطر على حياتهن. فالثقافة تغيرت هنا بسبب 23 عاما من الحرب والاضطراب». وطلبت يونيسيف مساعدة الاذاعة المحلية والاتحادات النسائية الموجودة في قندهار وهلمند لتغيير التوجهات. وقال وردك «ان الدعوة جزء من هذه الحملة». ومضى يقول «نبث قصائد شعر ومقابلات ومسلسلات درامية من خلال الاذاعة المحلية لاظهار منافع التعليم. ونخطط ايضا لايفاد متعلمات للقرى وزيارة البيوت لمناقشة التعليم مع الناس هناك».

وتغيير التوجهات جانب فقط من المعركة. وتوزع يونيسيف ايضا الكتب الدراسية وتنشئ المكتبات والخيام في القرى لاقامة شبكة من مدارس التعليم الاساسي. وكثير من الاماكن نائية الى حد يحتم معه نقل المستلزمات على ظهور الجياد او البغال. وقال وردك «في كثير من المناطق الريفية يتعلم الاطفال في الخلاء... سنسعى لنقل المستلزمات اليهم». وافتتحت مدرسة عليا للفتيات بوسط قندهار قبل اكثر من شهر لتعليم 1050 فتاة تتراوح اعمارهن بين السابعة والسابعة عشرة. ويقول عطا محمد مدير المدرسة انه في اليوم الاول للدراسة في هذه المدرسة تدفق مئات من اولياء الامور على المدرسة تعبيرا عن فرحتهم لتعليم بناتهم. وقال «جميع المتعلمين يريدون ارسال بناتهم للمدرسة... ولا يعارض ذلك سوى البعض من غير المتعلمين».

ومزقت شرطة قندهار الشهر الماضي ملصقات ظهرت في انحاء المدينة تهدد اولياء الامور بقطع انوفهم واذانهم ان هم ارسلوا بناتهم للمدرسة. وترتدي الفتيات في المدرسة العليا زيا طويلا اسود وغطاء ابيض للرأس. ولا ترتدي التلميذات ولا المدرسات البرقع داخل المدرسة لكن معظم النساء الاكبر سنا يرتدينه باختيارهن خارج مباني المدرسة. وقال عطا «نأمل في ارسال بعض الفتيات الى الجامعة في كابل العام المقبل... نأمل ان يتمكن من العثور على وظائف وتحقيق احلامهن».