باول في حوار مع الشباب حول العراق وبن لادن والإيدز ولون بشرته

TT

جدد وزير الخارجية الاميركي كولن باول التأكيد على ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش عازمة على اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه، وقال ان الرئيس بوش سيحاول تحقيق ذلك الهدف بالطرق السلمية، والا فان لدى الرئيس خيارات اخرى.

جاء ذلك في ندوة عالمية متلفزة عبر الاقمار الصناعية نظمتها اول من امس شبكة («إم. تي. في») MTV، وشارك في توجيه الاسئلة خلالها الى الوزير باول شباب من دول عدة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا ومصر والهند وايطاليا والبرازيل. وتناولت الاسئلة موضوعات مثل العراق ومرض الايدز والحرب ضد الارهاب ونزاع الشرق الاوسط.

وحث الوزير باول الشباب على توخي الوقاية في العلاقات الجنسية، لان ذلك من افضل السبل لعدم الاصابة بمرض الايدز الذي يفتك بالآلاف من الناس سنويا.

وبالنسبة للعراق كرر باول وجهة نظر الولايات المتحدة في الرئيس العراقي صدام حسين ونظامه، فقال: ان بلاده تفهم جيدا طبيعة النظام العراقي، الذي هو نظام قمعي واستبدادي. وأكد ان موقف الولايات المتحدة يتمثل في عزمها على تغيير النظام اذا لم يتغير.

وأكد ان الرئيس بوش سيستخدم الوسائل السلمية والدبلوماسية، واذا لم يتحقق هذا الهدف فهناك خيارات اخرى متوفرة له.

واعلن ان الولايات المتحدة ستتشاور مع حلفائها واصدقائها في هذا الخصوص قبل اتخاذ اي عمل عسكري ضد العراق. واعرب عن امله في ان يكون هناك تعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها واصدقائها في هذا الامر. لكنه اكد ايضا ان الولايات المتحدة ستعمل بمفردها اذا دعت الحاجة.

وتناولت اسئلة الشباب موضوع التسامح ومعاملة الاقليات العرقية والدينية في الولايات المتحدة في اعقاب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي، خصوصا المسلمين، اذ اكد الوزير الاميركي افتخار بلاده بالمسلمين الاميركيين ودورهم في الحياة العامة. وأكد ان الحرب هي ضد الارهاب والارهابيين وليست ضد المسلمين.

وسئل عن قول اطلقه في وقت سابق بأنه «غير اسود»، فقال ان لون بشرته سوداء بما فيه الكفاية ليصنف من غير البيض. واعتبر انه اميركي ـ افريقي. وكرر القول «انني اسود»، موضحا انه عندما يسأل عن عمله يجيب بأنه «وزير الخارجية الاميركي»، وليس «وزير الخارجية الاميركي الاسود».

وأكد رئيس الدبلوماسية الاميركية ان اسامة بن لادن زعيم شبكة «القاعدة» هو الذي يتحمل مسؤولية تفجيرات 11 سبتمبر التي قتل فيها اكثر من ثلاثة آلاف بريء من 80 دولة. وقال: انه اذا لم يكن هو الفاعل فلماذا لا يظهر ويعلن على الملأ انه غير مسؤول عن الهجمات؟

وردا على سؤال من شابة نرويجية في لندن حول وصف الولايات المتحدة بـ«الشيطان الاكبر»، قال الوزير الاميركي انه يرفض هذا التصنيف والوصف لبلاده، وتابع قائلا انه يعتقد بأن الولايات المتحدة تمثل نظاما قيما للعالم يقوم على الديمقراطية والحرية الاقتصادية واحترام الحرية الفردية للرجل والمرأة على السواء، وان هذا النظام هو الذي تقوم عليه اميركا منذ قيامها قبل 225 عاما.

واضاف ان هذا ما يجذب الناس من مختلف ارجاء العالم للمجيء الى الولايات المتحدة، حيث يأتون لتلقي العلم، وليصبحوا اميركيين. وقال ان اميركا هي البلد المؤلف من بلدان العالم او على حد تعبيره «بلد البلدان»، وان وطنه مؤثر ومتأثر بكل دول العالم. وقال: ولذلك فانه يمكن القول ان الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن صفة «الشيطان الاكبر»، فهي في الحقيقة «الحامي الاكبر»، وانها ارسلت الجنود والمجندات من قواتها المسلحة الى مناطق عديدة في العالم لوقف القمع والظلم والاضطهاد. واشار الى ان اميركا هي التي هزمت الفاشية والشيوعية، وانقذت اوروبا من الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، وان بلاده ذهبت الى كوريا وفيتنام للدفاع عن حقوق الشعوب.

واضاف «ان الولايات المتحدة عندما انتهت من تلك الصراعات، لم تبق كقوة محتلة، ولم نقل اننا هزمنا المانيا، وهي تعود الينا، ولم نقل اننا هزمنا اليابان واليابان تعود الينا اليوم، اننا لم نقل ذلك. بل ان ما فعلناه هو اننا اعدنا بناءها وقدمنا لهم نظاما ديمقراطيا راسخا في كيانهم الآن».

وأوضح ان بلاده لم تطالب بأي جزء من اراضي تلك الدول سوى ذلك الحيز الذي يضم رفات الجنود الاميركيين الذين قتلوا في الحروب دفاعا عن الحرية والديمقراطية.

وذكر ان هذه هي الولايات المتحدة وليست الشيطان الاكبر، وانها البلد الذي يحمي ويدافع عن النظام والقيم في العالم، وان الكثير من شعوب العالم يعترفون بأن هذا النظام الذي «نحميه هو النظام الصحيح» والذي تقف مستعدة للدفاع عنه، ومساعدة البلدان الاخرى لبلوغه.

لكن اجابة الوزير الاميركي عن سؤال عن استخدام الواقي اثناء العلاقة الجنسية، وهو امر تحرمه الكنيسة الكاثوليكية، اثارت جدلا وانتقادات للوزير باول من قبل اليمين المحافظ ومنظماته. اذ رفض كثيرون دعوة الوزير باول وحثه الشباب على استخدام الواقي لتجنب احتمال الاصابة بفيروس الايدز.. ورفضوا قوله انه لا يدعم فقط استخدام الواقي وانما يحث الشباب النشطين جنسيا على استخدام الواقي لحماية انفسهم من انتقال وباء الايدز اليهم او اصابتهم به.

وكشف انه امضى وقتا لا بأس به في بحث الموضوع مع زملائه في الحكومة وفي مقدمتهم وزير الصحة، وتم تشكيل لجنة للتوعية والاهتمام والوقاية من مرض الايدز، كما تم تشكيل فريق عالمي بالتعاون مع الامين العام للامم المتحدة لتثقيف الناس وتعليمهم كيفية الوقاية من هذا المرض، وتثقيفهم في موضوع الجنس.

وقال انه يعتقد بان استخدام الواقي جزء من الحل لمواجهة هذه المشكلة (مرض الايدز) «وانني احث الشباب على استخدام الواقي» وخاطب الشباب قائلا «عليكم ان تحموا انفسكم، لانكم ان لم تفعلوا ذلك، فلن يحميكم احد». واشار الى مرض الايذز في افريقيا ومنطقة البحر الكاريبي وتفاقم مشكلته.. وختم الاجابة بحثه «الشباب على حماية انفسهم».

ومن ذلك قال: انه يقدر ويحترم موقف الكنيسة الكاثوليكية ورأسها تجاه هذا الموضوع.

وقد واجهت اجابة الوزير باول بخصوص هذا الموضوع معارضة وانتقادات شديدة من اليمين المحافظ والمتدين المؤيد لادارة الرئيس بوش. وقال البعض ان ما صرح به باول يتعارض مع سياسة وموقف البيت الابيض تجاه استخدام الواقي.

ومن جهته، قال غاري بوير احد المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الاميركية ورئيس مجموعة دينية نشطة، ان استخدام الواقي يعطي شعورا زائفا بالحماية. واضاف: «ان على الوزير باول ان يتبع رئيسه بوش، خصوصا انه عضو في حكومته». وقالت منظمات تعنى بشؤون العائلة ان ما صرح به باول يتناقض تماما مع موقف رئيسه وادارته من الموضوع. واكد الدكتور اليميني المحافظ ورئيس منظمة تهتم بشؤون العائلة الدكتور جيمس دوبسون: «ان باول رجل عسكري اصلا، وانه يعرف جيدا كيف يتبع القائد الاعلى، ويفترض انه لا يريد ان يكون مناقضا لرئيسه بدون موافقة، واذا لم تكن هذه هي الحال فان على الرئيس بوش ان يعلن على الملأ نفيه لهذه التصريحات فورا» (ما قاله الوزير باول)، لكن آري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض ذكر في تصريحات لصحيفة «واشنطن بوست» ان رسالة الوزير باول «منسجمة مع سياسة البيت الابيض، وان وزير الخارجية حصر اجابته وخص تحديدا الاشخاص النشطين جنسيا».