السلطات الأفغانية تعاين شريط فيديو يصور قتل وزير الطيران في مطار كابل وتتهم تنظيم «القاعدة» والاستخبارات

متحدث حكومي قال إن حجاجا غاضبين صعدوا إلى الطائرة وضربوا عبد الرحمن ثم رموه خارجا ومصادر أخرى أدرجت الحادث ضمن «تصفية حسابات»

TT

اعلنت وزارة الدفاع الافغانية امس ان السلطات الافغانية فتحت امس تحقيقا بعد مقتل وزير الطيران المدني عبد الرحمن امس على ايدي حجاج غاضبين في مطار كابل، وتتهم تنظيم القاعدة بالحادث. وقال المتحدث باسم الوزارة قلب الدين ان «صحافيين التقطوا شريطا مصورا للحادث» وان المسؤولين في وزارة الدفاع يعاينون الشريط. واتهم قلب الدين اعضاء من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن الذي تتهمه الولايات المتحدة بالوقوف وراء اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، بانهم وراء عملية القتل. وقال «انها محاولة من القاعدة لضرب الحكومة الانتقالية وعملية السلام». واضاف المتحدث ان «التحقيق مستمر وسوف نعتقل اولئك الذي قاموا بعملية القتل هذه. ويتوجب علينا اولا تحديد المحرض الاساسي الذي يقف وراء هذه المؤامرة، وسيكون من السهل القاء القبض على الفاعلين». وكلفت الحكومة الانتقالية التي اجتمعت الليلة قبل الماضية وزير الخارجية عبد الله عبد الله ترؤس وفد لمساعدة ذوي عبد الرحمن المتحدر من نورستان (شمال شرق) وخصوصا نقل عائلته الى العاصمة للمشاركة في دفنه اليوم في كابل. ويعيش بعض افراد اسرته في السويد كما يعيش اخرون في نيودلهي. واقفلت الطرق المؤدية الى مطار كابل صباح امس.

وكان حجاج غاضبون ينتظرون منذ يومين للسفر الى الديار المقدسة قد انهالوا مساء اول من امس بالضرب حتى الموت في مطار كابل على وزير الطيران المدني الافغاني عبد الرحمن الذي كان يستعد للسفر الى نيودلهي. وبالاضافة الى ذلك، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية عمر عبد الصمد ان الوزير تعرض للضرب بعد صعوده الى طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الافغانية «اريانا» كانت ستقله الى نيودلهي. واضاف عبد الصمد ان «هذا الامر لم يرق لاناس اعتقدوا ان لهم الاولوية بالسفر وفقدوا صوابهم عندما علموا ان الوزير كان على متن الطائرة»، موضحا ان «التوتر كان سائدا منذ 48 ساعة». واوضح المتحدث ان الحجاج اجتاحوا الطائرة بالتسلل من خلال مقصورة القيادة بواسطة سلم وقد رموا الوزير خارج الطائرة على ما يبدو. وقال احد الحجاح واسمه ميرزا انه كان ينتظر في المطار منذ يومين بعد ان دفع 1500 دولار من اجل هذه الرحلة. واضاف «دخل اربعة الطائرة وسحبوه (الوزير) الى الخارج وقتلوه على الفور». الى ذلك، كشف نائب رئيس بعثة الحج الافغانية فضل الله احمد لـ«الشرق الأوسط» ان الوزير «مريض بالسكري ويعاني ارتفاع ضغط الدم وكان قد صعد الى الطائرة لتقله الى الهند لغرض العلاج». ويتكدس مئات الحجاج في مطار كابل وسط برد قارس انتظارا للسفر الى الديار المقدسة قبل يوم الاحد وهو الموعد الاخير لوصول الحجاج. كما ينتظر الاف اخرون من كافة انحاء افغانستان في المسجد الرئيسي بكابل انتظارا للسفر ايضا. وكشف المسؤول الافغاني عن انهاء البعثة الدبلوماسية السعودية في كابل اصدار اكثر من 12 ألف تأشيرة حج حتى امس الجمعة.

واكد عبد الصمد «نعتبر الحادث بمثابة عمل اجرامي»، موضحا ان عددا من الحجاج خضعوا للتحقيق. وتابع المتحدث باسم الخارجية الافغانية قائلا «لا يوجد اي مبرر لأي كان للاعتداء على اي كان. يحق لأي كان ان يطرح اسئلة على وزير ولكن ما حصل غير مقبول». واشار الى ان مدير شركة «اريانا» روح الله آمن تعرض بدوره للاعتداء في هذا الحادث. وقال ان «مدير شركة اريانا تعرض للضرب وقد انقذته قوة ايساف» المتمركزة في كابل. واوضح ان آمن كان لا يزال امس يعالج في المستشفى ولكنه لم يستطع اعطاء اي تفاصيل حول وضعه الصحي. وقد تعرض مدير شركة اريانا للضرب قبل الاعتداء على وزير الطيران المدني. وتتردد في كابل روايات اخرى عن الاعتداء على الوزير الافغاني. فقد اعتبرت مصادر الحادث جزءا من «تصفية حسابات»، متهمة جهات داخل التحالف الشمالي بقتل الوزير الذي ورد انه اتهم بالتواطؤ في محاولة عام 1996 لاغتيال المسؤول البارز في التحالف احمد شاه مسعود الذي اغتيل في سبتمبر (ايلول) الماضي. وكان عبد الرحمن قد عاد الى افغانستان اخيرا بعد غياب دام ست سنوات، وتقول مصادر افغانية انه مدعوم من الهند وانه «ركب على موجة (الرئيس السابق) برهان الدين رباني وعلى هذا الاساس تم ضمه للحكومة الانتقالية التي شكلت بموجب اتفاق بون الاخير».

وفي قندهار هاجم حجاج ينتظرون السفر الى الديار المقدسة الحكومة الافغانية والولايات المتحدة بعد ان ابلغتهم السلطات بعدم امكانية السفر من مطار قندهار الذي تسيطر عليه القوات الاميركية التي رفضت السماح لطائرات الحجاج باستخدام المطار. ويرابط اكثر من خمسة الاف من كافة المناطق الجنوبية لافغانستان في مطار قندهار منذ ايام انتظارا للسفر، الا ان السلطات ابلغتهم امس بعدم امكانية السفر من هذا المطار لاول مرة منذ عقود. وساد السخط والغضب جميع الحجاج وقال احدهم واسمه يعقوب محمد انه يفضل الموت على العودة الى اسرته دون ان يحج.