الولايات المتحدة تشدد لهجتها حيال إيران وتتهمها مجددا بـ«مساعدة» عناصر «القاعدة»

دبلوماسيون أوروبيون أكدوا تلقي سفاراتهم بطهران إشعارا رسميا باعتقال عدد من رعايا دولهم من أتباع بن لادن

TT

عادت واشنطن وبلهجة اكثر حدة الى اتهام طهران اول من امس بأنها تساعد عناصر القاعدة الفارين من افغانستان و«ترفض ان تكون جزءا من العالم المتمدن». كما استبعدت ان تسلمها السلطات الايرانية هذه العناصر. من ناحية ثانية اكد سفراء غربيون في العاصمة الايرانية ان السلطات في طهران ابلغت سفارات عدة دول باعتقال اشخاص ورد انهم من عناصر القاعدة يحملون جوازات سفر دول غربية وافريقية.

وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في حديث الى اذاعة «ان.بي.ار» الاميركية العامة اول من امس «على حد علمنا ان الايرانيين كانوا متساهلين جدا مع عناصر القاعدة الذين يعبرون ايران من افغانستان باتجاه الشرق الأوسط»، وطهران «ازعجت كما يبدو واضحا الحرب ضد الارهاب وجهودنا». وقد سبق أن اتهم رامسفيلد ايران بايواء ارهابيين من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن، كما صنف الرئيس جورج بوش ايران في عداد دول «محور الشر» الى جانب العراق وكوريا الشمالية. وتابع رامسفيلد ان «ايران تمثل حالة مهمة: هناك كثير من الشبان والنساء الشابات يرغبون في اصلاحات، ولكن مجموعات صغيرة جدا من الحرس الثوري و(آيات الله) يسيطرون على هذا البلد». واضاف ان «هذا البلد قلما يبدو انه حقق تقدما... ولا نرى ما يدل فعلا على انه يريد ان يكون جزءا من العالم المتمدن». واعتبر رامسفيلد ان «الاحتمال ضئيل» في ان تسلم السلطات الايرانية مقاتلين من القاعدة الى الاميركيين. من جهة اخرى لفت الى ان «عددا كبيرا من طالبان وعناصر القاعدة لا يزالون في الجبال او يريدون العودة الى افغانستان»، مؤكدا «لم نلق القبض عليهم ولم نقتلهم جميعا». وكان وزير الدفاع الاميركي قد صرح اخيرا بان «لا شك» في ان ارهابيين من تنظيم القاعدة لجأوا الى ايران، معتبرا ان الحكومة الايرانية لا تتعاون كثيرا في الحملة التي اطلقتها واشنطن لمكافحة الارهاب.

الى ذلك، افادت مصادر دبلوماسية اوروبية امس بان السلطات الايرانية ابلغت سفارات عدة دول اوروبية في ايران باعتقال عدد من الاجانب العرب او الافارقة يحمل بعضهم جوازات سفر اوروبية. وقال السفير الاسباني لدى ايران ليوناردو ستامبا ان «الايرانيين ابلغونا باعتقال عربي من شمال افريقيا يؤكد انه مواطن اسباني». واضاف ستامبا ان «هذا الرجل يتحدر من المغرب ويتكلم العربية بطلاقة. انه في سجن افين في طهران ويحمل اوراقا ثبوتية اسبانية». وتابع «اننا نتحقق من وثائقه للتأكد ما اذا كانت مزورة ام لا». وقال ستامبا ان «الايرانيين قالوا لنا ان هذا الشخص على علاقة مع الاخرين الذين اعتقلوا عند الحدود الايرانية ـ الباكستانية» دون ان يعطي مزيدا من الايضاحات.

وكان مصدر في وزارة الداخلية الايرانية قد ابلغ «الشرق الأوسط» اول من امس بأن السلطات الايرانية اعتقلت 150 من عناصر القاعدة الذين ورد انهم تسللوا الى ايران من «ثغرات» في الحدود مع باكستان. وورد ان معظم المعتقلين من العرب وينتمون الى دول خليجية ومصر والجزائر وتونس والمغرب واليمن والاردن، وان بعضهم يحمل جوازات سفر اوروبية. وذكرت مصادر دبلوماسية اوروبية في العاصمة الايرانية ان ثلاث سفارات اوروبية اخرى في طهران تبلغت باعتقال اشخاص يتحدرون من دول عربية او افريقية ويحملون جوازات سفر اصدرتها دول هذه السفارات دون مزيد من التفاصيل.