العراق يدعو مجلس الأمن لتدخل «عاجل» للحؤول دون تعرضه لهجوم عسكري أميركي

TT

في وقت برز فيه انقسام اوروبي حيال الموقف الاميركي من العراق، دعت بغداد امس مجلس الامن الدولي الى تدخل «عاجل» للحؤول دون تعرضها لهجوم عسكري اميركي ضمن الحملة التي تقودها ادارة الرئيس جورج بوش على الارهاب، وقرنت هذه الدعوة باتخاذ اجراءات وقائية ظهرت في تجربتها أمس لصفارات الانذار.

وقالت صحيفة «الثورة» الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق ان «تهديدات الادارة الاميركية لبعض الدول ومنها العراق تعد وفق المعايير عدوانا» معتبرة ان «العدوان جريمة دولية تهدد الامن والسلم الدوليين بالخطر وتوجب تدخلا عاجلا من مجلس الامن الدولي».

واضافت ان «كون الولايات المتحدة الاميركية عضوا دائما في مجلس الامن الدولي لا يعطيها الحق في ان تعتدي على دول اعضاء في هيئة الامم المتحدة التي يتوجب عليها ان تدافع عن حقوق اعضائها وان تؤمن احترام ميثاقها». واكدت ان «من حق الدول التي يوجه اليها التهديد بموجب المادة 20 من ميثاق الامم المتحدة ان تدعو الجمعية العامة الى دورة انعقاد خاص... لبحث التهديدات الاميركية ضدهم بوصفها عدوانا ينبغي على الهيئة ان تقمعه». الى ذلك أعرب وزير الخارجية البريطاني،جاك سترو، عن تأييده للولايات المتحدة في رغبتها في الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين لكنه قال انه لم يتخذ قرار بعد بشأن عمل عسكري.وحين سئل سترو عن احتمال القيام بعمل عسكري ضد بغداد قال ان من السابق لاوانه بحث استخدام القوة. واضاف «ان موقفنا وهو موقف تتبناه الولايات المتحدة هو عدم اغلاق أي خيار. لكن ما نفعله في الوقت الراهن هو الخوض في هذا الموضوع على المستوى الدبلوماسي».

وكان وزير الدفاع البريطاني جيف هون قد لمح، أول من أمس، الى وجود «خطط لمكافحة التهديد الذي يمثله العراق» نافيا اي خطة لتحرك عسكري وشيك، على حد علمه. ومن الجانب الاميركي، اكدت مستشارة الرئاسة لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، اول من امس ايضا،ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيكون «حذرا وصبورا» في تعاطيه مع الملف العراقي وقالت رايس ان «الرئيس اعلن صراحة ان العالم يواجه مشكلة مع العراق وان الوضع الراهن ليس مقبولا»، لكنها اشارت الى ان «اي قرار وشيك» ليس متوقعا وان الرئيس بوش «صبور جدا». واوضحت رايس في مؤتمر صحافي ان الولايات المتحدة تدرس «مجموعة من الخيارات ولا تستبعد ايا منها» حول العراق. ورفضت ان تعدد هذه الخيارات مكتفية بالكشف عن واحد فقط وهو المشاورات التي تجرى مع اعضاء مجلس الامن الدولي لتعديل العقوبات المفروضة على العراق عبر تبني «عقوبات ذكية».

الا ان وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، اكد على ان النظام العراقي «يجب ان يتغير او يتم تغييره»، مضيفا ان الولايات المتحدة على استعداد للتحرك بمفردها اذا لزم الامر لبلوغ هذا الهدف. وفي بغداد عكست الصحف العراقية الرسمية قلق الحكومة من ضربة اميركية وشيكة، ونقلت صحيفة «العراق» عن مصدر بالدفاع المدني ان صفارات الانذار ستنطلق في بعض مناطق بغداد في اطار الصيانة الدورية والاجراءات الروتينية التي تجريها اقسام الدفاع المدني لاختبار صفارات الانذار بعد الاحوال الجوية السيئة التي اعطبت بعض هذه الاجهزة.