اشتبكت الشرطة الافغانية وقوات حفظ السلام الدولية (ايساف) مع آلاف المشجعين الافغان الذين حاولوا اقتحام بوابات ملعب كرة القدم في كابل قبيل «مباراة الوحدة» بين فريق يمثل العاصمة الافغانية وآخر للقوات الدولية امس. واستخدم رجال الشرطة اعقاب بنادقهم ولوح احدهم بقاذفة قنابل لمنع المشجعين من الدخول الى الملعب الذي غصت مدرجاته بالمشجعين لمشاهدة المباراة التي فاز بها فريق قوات حفظ السلام بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد. واسفرت الاشتباكات عن اصابة 50 افغانيا وخمسة من عناصر القوات الدولية رجمهم المشجعون بالحجارة.
وقال متحدث باسم القوات الدولية ان الاصابات ليست خطيرة. وشوهد جندي نمساوي يخرج من المعمعة والدم ينزف من رأسه، فيما استخدم عدد من افراد كتيبته كلاب الحراسة وقارورات الاطفاء لصد نحو 15 الف مشجع. وفي احدى بوابات الملعب استخدمت الشرطة الافغانية القنابل المسيلة للدموع لكن المشاغبين الافغان التقطوا القنابل وقذفوا بها باتجاه الشرطة. واستخدم الافغان الشال الافغاني التقليدي حبالا لتسلق سور الملعب. وارجئت المباراة نصف ساعة حتى يتسنى للمشجعين الحائزين تذاكر الوصول الى اماكنهم على مدرجات الملعب الذي اكتظ بنحو 35 الف مشجع، في حين يتسع لنحو30 الفا. وقدم المنتخبان عرضا شيقا في المباراة تحت قيادة الحكم الانجليزي بيتر جونز. وبادر فريق كابل الى تسجيل الهدف الاول في الدقائق الاولى من قبل المهاجم سيد طاهر لتعم البهجة نفوس المشجعين الافغان الذين ملأ صراخهم اجواء الملعب، ولكن قبل انتهاء الشوط الاول سجل فريق القوات الدولية هدف التعادل ثم اضاف هدفين آخرين في الشوط الثاني.
وكان ملعب كابل في ظل طالبان مسرحا لبعض من اسوأ الفظائع في تاريخ افغانستان بما في ذلك الاعدامات. وقال كابتن فريق القوات الدولية جوني كروك «سمعنا قصصا مروعة عما كان يدور في هذا الملعب». واضاف «نأمل ان تكون هذه المباراة بداية لتغيير جوهري في الحياة في كابل». وكان الفريق الدولي، الذي ضم 12 بريطانياً اضافة الى جنود من ايطاليا واسبانيا والمانيا والدنمارك وهولندا، مرشحا للفوز. وتولى تدريبه غاري مابوت، لاعب نادي توتنهام والمنتخب الانجليزي سابقا ومدير نادي ساوثهامبتون لوري ماكمنمي. وقبل المباراة قال مابوت «لدى الفريق الافغاني مهارات جيدة .. لكن كثيرين منهم قصار القامة ويفتقرون الى اللياقة البدنية المطلوبة».