دعوى قضائية ضد 3 رجال شرطة ألمان قتلوا سودانيا أثناء ترحيله

TT

أعلنت النيابة العامة في فرانكفورت، بعد 3 سنوات من التحقيق، إقامة دعوى قضائية ضد ثلاثة رجال من شرطة الحدود والتسفيرات الالمانية بتهمة القتل غير المتعمد لشاب سوداني اسمه أمير عجيب.

وذكرت النيابة العامة في تصريح لها ان رجال التسفيرات الثلاثة عملوا أثناء إقلاع الطائرة على ضغط رأس المرحل عجيب الى الأسفل بعنف بواسطة خوذة كان يرتديها، وأدى ذلك الى اختناقه وموته.

وكانت وزارة الداخلية الاتحادية الألمانية قد أجرت تحقيقا أوليا أعقب الحادث في مايو (ايار) 1999 برأت فيه رجال الشرطة الثلاثة من تهمة القتل.

وذكر تقرير الطبيب الشرعي الأولي عام 1999 ان موت الشاب السوداني كان بفعل اختناقه بالخوذة التي يرتديها بعد ان ضغط رجال الشرطة رأسه بشدة الى الأسفل. كما اشار التقرير الى ان عجيب قاوم إجراءات التسفير أثناء رحلة لوفتهانزا بين فرانكفورت والقاهرة، الأمر الذي اضطر رجال التسفيرات لتقييده بثمانية قيود في معصميه وحول ركبتيه وفخذيه، اضافة الى تكميمه وإلباسه خوذة خشية ان يضرب رأسه بالجدران والأشياء الصلبة.

وأثار موت عجيب حينها موجة من الاحتجاج شاركت فيها المنظمات الانسانية الالمانية والأجنبية التي طالبت بإجراء تحقيق عادل حول أسباب وفاة الشاب السوداني. ودفعت الاحتجاجات الحكومة الالمانية الى وقف أعمال الترحيل القسري مؤقتا والى انتهاج مبدأ تكليف رجال شرطة البلد المستقبل (الوطن الاصلي للمرحل) بتسلم اللاجئ المرحل في مطار فرانكفورت وتحمل المسؤولية عن حياته. وبينما هددت منظمة «الوردة الحمراء»، التي تعتبر نفسها الخليفة الشرعي لمنظمة جناح الجيش الاحمر، بتنفيذ الاعمال الارهابية ضد شركة لوفتهانزا والخطوط الجوية العالمية التي تساهم في التسفير القسري للاجئين، دعت نقابة الطيارين الالمان (كوكبيت) الطيارين الى عدم الإقلاع في حالة تعرض المرحل لعنف رجال الشرطة. واتهمت منظمة «برو ازول» المدافعة عن حقوق اللاجئين وزير الداخلية الاتحادي اوتو شيلي بالمشاركة غير المباشرة في مقتل عجيب بسبب تعليماته المشددة حول أساليب الترحيل القسري للاجئين.