وفد قبائلي ينتظر لقاء الرئيس الجزائري لتقديم مطالب وثيقة «أرضية القصر»

TT

اوضح مسؤول جزائري في حركة «تنسيقية مواطني منطقة القبائل»، امس، ان سكان المنطقة التي تشهد منذ عشرة اشهر احداث شغب، ينتظرون «بفارغ الصبر» من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ان يحدد لهم موعد اللقاء الذي دعا اليه ممثلي المنطقة.

وأضاف سليم عليلوش، الناطق باسم الوفد القبائلي المحاور مع الحكومة في بيان له، ان «المواطنين (في منطقة القبائل) ينتظرون اللقاء مع رئيس الجمهورية الذي من المنتظر ان يكرس المطالب الواردة في ارضية القصر»، مشيرا الى ان الوفد المحاور تنقل الى عدة مدن في منطقة القبائل لتبليغها بنتائج الحوار الذي اعلن رئيس الحكومة علي بن فليس، قبل اسبوعين، عن انتهائه ووعد برفع نتائج عمل الورشات المعنية الى الرئيس بوتفليقة ليحدد هذا الاخير تاريخ اللقاء الذي يجمعه بالوفد القبائلي واعلامه بالقرارات التي اتخذها في هذا الشأن. وكان اعيان منطقة القبائل قد صادقوا يوم 11 يونيو (حزيران) الماضي، خلال اجتماع بمدينة القصر بولاية بجاية (عاصمة القبائل الصغرى) على ارضية من 15 مطلبا، تحمل اسم «ارضية القصر»، وقد حاولوا ابلاغها الى الرئاسة في عدة محاولات عبر مسيرات حاشدة وقفت ضدها قوات الامن، وهو ما ساهم في تأجيج اعمال الشغب والاحتجاج في منطقة القبائل.

ومن بين اهم المطالب التي تضمنتها الارضية العفو الشامل واطلاق سراح جميع الشبان المعتقلين خلال الاحداث التي اندلعت، نهاية ابريل (نيسان) عام 2001 اثر مقتل التلميذ ماسينيسا قرماح داخل ثكنة تابعة للدرك في قرية بني دوالة بولاية تيزي وزو. وطالبت الارضية الحكومة، ايضا، بتعويض مادي للضحايا ووضع قانون خاص بهم ومعاقبة المتسببين في اندلاع الاحداث وقتل عشرات المتظاهرين، بالاضافة الى اخراج جميع كتائب قوات الدرك من منطقة القبائل.

ووجه البيان، الذي وقعه عليلوش، انتقادا شديدا الى المتطرفين القبائل الرافضين لاي حوار مع الحكومة، وادان ما اسماه «التصرف غير المدني والمناهض للديمقراطية الذي قامت به مجموعات التخويف» حيال الوفد الذي اختار التحاور مع الحكومة، واشار الى ان «المواطنين يدركون جميعا اين يوجد الشر وأين يوجد الخير». وكان مسؤولون في تنسيقية حركة المواطنين في منطقة القبائل قد نددوا بالوفد المحاور واتهموه بخيانة النضال والتضحيات التي قدمها شبان المنطقة خلال الاحداث الاخيرة.

ويتوقع المراقبون ان يتطرق الرئيس بوتفليقة، خلال زيارة يقوم بها اليوم الى ولاية غرداية الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب العاصمة الى موضوع احداث منطقة القبائل ويجدد نية حكومته في ايجاد حل سريع لانهاء حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة منذ اشهر عديدة، خاصة ان الجزائر تستعد لاجراء الانتخابات البرلمانية قبل منتصف السنة. وكان الرئيس الجزائري قد التقى رئيس حكومته، قبل ايام لدراسة الوضع في منطقة القبائل واعلن انه وجه دعوة الى ممثلي المواطنين للقائه والنظر في كيفية تجسيد مطالب ارضية القصر، لكن لم يحدد بيان الرئاسة، انذاك، تاريخ هذا اللقاء.