نائبة رئيس المعونة الأميركية: قدمنا 8 مليارات دولار لمشروعات مصرية والقضاء على الفقر يجفف منابع الإرهاب

TT

منذ كتبت شهادة ميلاد الوكالة الاميركية للتنمية الدولية «المعونة الاميركية» في القاهرة قبل ربع قرن وهي مصدر دائم ومتجدد للجدل داخل الاوساط السياسية والاقتصادية في مصر، فالبعض يراها شرا مطلقا والبعض الآخر يعتبرها خيرا محضا وبين مساجلات أصحاب الرأيين دارت عجلة الزمن على مدار 26 عاما هي عمر الوكالة في مصر، فماذا قدمت الوكالة لمصر؟

كان ذلك محور حوار «الشرق الأوسط» مع لوري فورمان نائبة رئيس المعونة الاميركية لآسيا ومنطقة الشرق الاوسط، التي رأست وفد بلادها في مؤتمر الدول المانحة الذي عقد بمدينة شرم الشيخ قبل اسبوعين، واعقبت حضورها المؤتمر بجولة طافت فيها أربع محافظات مصرية هي قنا واسيوط والمنيا (صعيد مصر) والدقهلية (دلتا مصر) حيث تفقدت عدة مشروعات شاركت الوكالة في تمويلها.

* كيف تقيمين دور الوكالة في مصر، وفي رأيك هل نجحت في لعب الدور المطلوب منها، خاصة في ظل التباين الذي يظهر من وقت لآخر في مواقف مصر والولايات المتحدة الاميركية السياسية؟

ـ الأرقام وحدها تؤكد نجاح الوكالة في لعب الدور المنوط بها، فقد قدمت الوكالة نحو 8.5 مليار دولار اميركي في مشروعات البنية التحتية التي شملت الانشطة الصناعية والطاقة الكهربائية والاتصالات اللاسلكية والمياه والصرف الصحي، وسوف ينتهي هذا المشروع بصورة نهائية مع حلول 2004 كما سوف يستمر دعم الوكالة الاميركية للوكالات التنظيمية المستقلة بغرض تأصيل حجم العمليات الاستثمارية للقطاع الخاص، ولتمكين المرافق المحلية بالقيام بدورها لدعم العمليات التجارية.

* بداية تقديم المعونة الاميركية لمصر كان لأغراض سياسية، فهل ترين ان هذا الغرض مازال هو الهدف من تقديم المعونة؟

ـ لقد درست العلوم السياسية وقمت بتدريسها، ولا يمكنني التفرقة بين ما هو سياسي وما هو اقتصادي، فالمعونة لها عدة أدوار منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ولا يمكن ان نفرق بين هذه الادوار جميعا في الصورة العامة للعلاقات المصرية الاميركية.

* لكن الرأي العام في مصر عادة ما ينظر للمعونة الاميركية على انها تأتي في إطار شروط ومحددات تخدم المصلحة الاميركية فقط؟

ـ هذا ليس صحيحا، فنحن نسعى لتحقيق ما تطلبه الحكومة المصرية وما يحتاجه الشعب المصري ويأتي هذا في اطار حرص الحكومتين المصرية والاميركية على الابقاء على العلاقات الطيبة بين البلدين، كما اننا داخل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية نقوم بدراسة أوضاع البلد التي تتلقى منا معونات ونسعى الى تقديم ما تحتاجه في ظل ما يتفق والسياسة الاميركية.

* يبدو من القراءة السريعة لبرامج المعونة الاميركية وجود تركيز على محافظات الصعيد، فما هو الدافع وراء ذلك؟

ـ مشروعات التنمية الاجتماعية تحظى بالدعم الأكبر من قبل الوكالة، وفي العام الماضي قدمت الوكالة نحو 100 مليون دولار لمشروعات التنمية الاجتماعية في الصحة والتعليم ومحاربة الفقر، ولا شك ان محافظات الصعيد تأتي في مقدمة المناطق المحرومة من هذه الخدمات في مصر، هذا الى جانب المناطق المحرومة الأخرى في مختلف المحافظات، واعتقد ان هذا يتفق مع وجهة النظر المصرية، فالقضاء على الفقر كفيل بتجفيف منابع الإرهاب والتطرف.

* الدور الاميركي في القضية الفلسطينية يبقى شوكة في ظهر جهود المعونة الاميركية في مصر؟

ـ قضية الشرق الاوسط قضية معقدة لكنها في رأيي قابلة للحل، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، واليابانيون يقولون اننا نستطيع بناء جيل من ذرات الرمال الصغيرة، واعتقد ان حل هذه القضية يحتاج الى خطوات متبادلة من كل طرف في اتجاه الآخر.

* ماهي الدول التي تنوي الولايات المتحدة تقديم دعم لها خلال الفترة المقبلة؟

ـ باكستان وافغانستان تأتيان على رأس الدول التي ستتلقى دعما كبيرا من الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة في إطار الحرب على الإرهاب.