تقرير برلماني مصري: ضعف الأحزاب السياسية ساعد على انتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب

TT

كشف تقرير برلماني ان المجتمع المصري شهد خلال الفترة الماضية فتورا سياسيا انعكست آثاره على الشباب الذي وجد نفسه في ظروف اصابته باحباط نفسي عنيف ناتج عن انتشار الفراغ الفكري الذي ادى الى حيرة وتمزق الشباب بين التنظيمات السياسية المختلفة.

وأكد تقرير لجنة الشباب الذي بدأ البرلمان في مناقشته أمس عن التنشئة الوطنية، ان العقود الأخيرة من القرن الماضي تولد احساسا مريرا بين المصريين بأن الفرد ليس طرفا في الحياة السياسية مما أدى الى اللامبالاة والعزوف عن المشاركة الجادة في الحياة السياسية بكل مستوياتها بصفة عامة والمشاركة في الانتخابات النيابية بصفة خاصة الأمر الذي يمثل مصدر الخطر الحقيقي على الديمقراطية ومستقبلها في مصر.

وأوضح التقرير ان ضعف وعدم فاعلية الاحزاب السياسية والتنظيمات النقابية والمهنية والشبابية وعدم قدرتها على ان تكون في معظم المناطق لاستيعاب الشباب والمواطنين بصفة عامة والتعبير عن مطالبهم واحتياجاتهم، فتح مجال استيعاب بعض الشباب في تنظيمات تجعلهم يشعرون بكيانهم وقوتهم وأهمية وجودهم في الحياة وانهم يعملون حسب ما يصوره لهم زعماء التطرف والارهاب.

وطالب التقرير الاحزاب السياسية باعادة النظر في تشكيل امانات وانشطة شبابها لتكون مدرسة يديرها الشباب انفسهم في اطار الاستعانة بالقيادة من ذوي الخبرة فضلا عن تغيير فلسفة التعليم انتقالا من الحفظ والتلقين الى الحوار والمناقشة ودعم مشاركة الشباب في تنفيذ المشروعات القومية. وأكد تقرير لجنة الشباب انخفاض معدلات التنمية في مصر الأمر الذي أدى الى قصور في الخدمات والانتاج والى تفاوت في توزيع الدخول وكانت المحصلة النهائية لكل ذلك قصور الموارد المحلية المتاحة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسواد الأعظم من المواطنين.

وانتقد التقرير عدم قدرة الاسرة المصرية على التوجيه السليم لتسيلم التكوين القيمي والاخلاقي لافرادها لانشغال الآباء في اعباء الحياة بالاضافة الى خروج المرأة الى ميدان العمل، الأمر الذي يترتب عليه التخلي عن بعض المفاهيم الاصيلة وانعكاس ذلك على تنشئة الابناء في المرحلة التي تؤثر على سلوكياتهم في المستقبل عندما يصبحون في موقع المشاركة والمسؤولية. وكشف عن تداعي تأثير المناخ الديني والاخلاقي والروحي في ظل طغيان القيم المادية على المبادئ والقيم ومن ثم انتشار التصرفات والسلوكيات غير المشروعة وضعف وازع الدقة والاتقان، الأمر الذي يترتب عليه ردود فعل متطرفة ونزوع الى التطرف الديني.

واشار التقرير الى أن تفشي ظاهرة البطالة المقنعة في الجهاز الاداري نتيجة لسياسات التعليم والتعيين أدى الى نمو سلوكيات سلبية داخل الجهاز الاداري كتملق الرؤساء للحصول على التقدير المادي والادبي على حساب الكفاءة.