حريق وتمرد في أضخم مركز للاجئين في بريطانيا

اعتقال 7 رجال وامرأة وفرار عدد من اللاجئين والخسائر 35 مليون استرليني

TT

كافح رجال الاطفاء البريطانيون لاخماد حريق ضخم اشتعل في اكبر مركز احتجاز للمهاجرين في اوروبا امس. وقالت متحدثة باسم الشرطة انها اعتقلت ثمانية في اعقاب تمرد تمكن خلاله بعض طالبي اللجوء من الهرب.

وقالت متحدثة باسم شرطة بدفوردشاير في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» ان الشرطة اعتقلت «سبعة رجال وامرأة» من طالبي اللجوء الذين فروا من مركز الاحتجاز بعد اندلاع الحريق مساء اول من امس في مركز يارلز وود بمقاطعة بدفوردشاير لايواء المهاجرين والواقع في قاعدة عسكرية سابقة في بدفوردشاير على مبعدة نحو 70 كيلومترا شمال لندن والذي يوجد به نحو 400 من طالبي اللجوء. ورفضت ان تكشف عن اعداد الذين فروا من مركز الاحتجاز، وقالت ان التحقيقات مازالت مستمرة. واضافت ان الخسائر المبدئية تقدر بنحو 35 مليون استرليني. واصيب ستة اشخاص بجروح بسيطة خلال الحريق ونقلوا الى المستشفى، وهم ثلاثة لاجئين وشرطيان وموظف في المركز، حسب ما افادت مصادر شرطة بدفوردشاير.

وافادت شهادات نقلتها مسؤولة عن جمعية للدفاع عن اللاجئين ان الحريق نشب خلال تظاهرة للاجئين كانوا يريدون الاحتجاج خلالها على سوء معاملة احدى اللاجئات. ولم تعقب الشرطة على سبب اندلاع الحريق الذي نشب اول من امس حوالي الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.

ودمر الحريق جزءا من المبنى بالكامل وتم اجلاء النساء والاطفال على يد جهاز الشرطة واجهزة الهجرة الى مراكز اخرى للاجئين في بقية انحاء بريطانيا، في حين تجمع الرجال في مبنى آخر في الموقع لم يصله الحريق، بحسب المتحدثة باسم الشرطة.

واستغل عدد لم يعرف بعد من المحتجزين في المركز اشتعال الحريق ليفروا حسب ما اعلنت الشرطة التي تحاول تقدير عدد الاشخاص الفارين.

وقال مارك ليتلوود المسؤول في منظمة «ليبرتي» للدفاع عن حقوق الانسان «هنالك شائعات تقول ان الاضطرابات اندلعت بعد ان تم تقييد لاجئة تبلغ من العمر 55 عاما، لدى نقلها الى المستشفى». وقال مسؤول اخر في «ليبرتي» ان ثمة شائعات حول اساءة معاملة اللاجئين اثارت غضب اللاجئين.

واضاف «يبدو ان ظروف الاحتجاز في المركز قاسية جدا وليس غريبا ان يقع حادث من هذا النوع عاجلا ام آجلا وان كان هذا لا يعني اننا نوافق على العنف».

ومن جهته قال جون بيتس من مجموعة «جروب فور» الامنية المسؤولة عن معسكر احتجاز المهاجرين: «ان هناك تقارير متضاربة عن اسباب اندلاع الحريق». وقالت مصادر الشرطة ببدفوردشاير ان حوالى 200 عنصر من رجالها من مختلف مراكز الشرطة في المنطقة ارسلوا الى المركز الذي بني عام 2001، ويضم حاليا حوالى 400 لاجيء رفض قبولهم وينتظرون ابعادهم الى بلادهم الاصلية. ووصف خبراء أمنيون المركز بأنه «آمن ويوفر مأوى للاجئين يشبه إلى حد كبير ما يوفره فندق عادي». ويتسع المركز لـ 900 طالب لجوء لكنه يضم الآن 400 طالب لجوء من مختلف البلدان، وهم يقيمون فيه أثناء النظر في طلباتهم. وقد سُمح لعدد كبير منهم بالتجمع في أي وقت يشاءون. ويذكر أن كلفة بناء المركز، الذي افتتح الشهر الماضي، بلغت 100 مليون جنيه إسترليني. وقد تقدم اكثر من 80 الف شخص بطلبات للجوء في بريطانيا في عام 2000 بزيادة قدرها 13 في المائة عن العام السابق. ويضطر كثيرون منهم الى البقاء لفترات طويلة في مراكز احتجاز في انحاء متفرقة من البلاد لحين البت في طلباتهم.

وبدأت الشرطة تحقيقا في سبب اندلاع الحريق. وبعد نحو 12 ساعة كانت سبع عربات اطفاء و40 من رجال الاطفاء يكافحون لاخماد الحريق.

وقال شهود عيان انه خفت حدة الحريق لكن يمكن مشاهدة كرات ضخمة من النيران من مسافة 24 كيلومترا وان السنة اللهب مازالت تطل من نوافذ المبنى.

وامتنعت وزارة الداخلية البريطانية عن التعقيب على الموقف في المركز لكنها قالت ان وزيرا في طريقه الى هناك.

=