العرب يطلبون واليهود يرفضون توحيد مدينتي الناصرة العربية واليهودية

TT

سقطت الحكومة الاسرائيلية في امتحان آخر بالديمقراطية يتعلق بالمواطنين العرب (فلسطينيي 48)، وذلك عندما اقترح مسؤولون عرب توحيد مدينتي الناصرة العربية وجارتها اليهودية «نتسيرت عيليت» (وتعني بالعبرية «الناصرة العليا»). فرفضت الحكومة وكذلك قادة المدينة اليهودية.

وجاء هذا الاقتراح في الاصل من رئيس بلدية الناصرة العربية في الجليل، رامز جرايسي، ومن عضو الكنيست عن الحركة الاسلامية، عبد الملك دهامشة، كنوع من التحدي لكشف النوايا الحقيقية من وراء فكرة دمج عدة بلدات وتحويلها الى بلدة واحدة.

وكان فكرة الدمج قد طرحتها بالاساس وزارة الداخلية بهدف نجاعة العمل وتوفير المصاريف والفكرة هي انه حسب تعبيرها اذ وجدت عدة بلدات في منطقة واحدة متجاورة، يفضل ان يكون هناك جهاز اداري واحد وآليات عمل وصيانة وتنظيف واحدة، لهذه البلدات المتجاورة، عوضا عن وجود عدة اجهزة وعدة آليات، بعضها لا تعمل سوى ساعتين أو ثلاث في اليوم الواحد.

لكن هذا الاقتراح، الذي يبدو للوهلة الاولى سليما ومقنعا، يتم استغلاله بشكل سيئ لاغراض عنصرية في بعض الاحيان. اذ ان الدمج يتم بين بلدة عربية ما وبين بلدة يهودية آكبر. فعلى سبيل المثال هناك ثلاث بلدات متجاورة في منطقة الناصرة، على الطرف الشمالي من مرج ابن عامر، هي اكسال ودبورية وعين ماهل. لكن الحكومة الاسرائيلية قررت سلخ عين ماهل وضمها الى نفوذ بلدة نتسيرت عيليت اليهودية. وبذلك تمنع الامتداد منها الى دبورية واكسال، وتسيطر على اراضي هذه القرية وتجعلها «غيتو» (معسكر اعتقال) داخل المدينة اليهودية.

وفي معرض النقاشات التي تدور في وزارة الداخلية وفي الكنيست حول الموضوع، طرح جرايسي ودهامشة فكرة الدمج بين الناصرة العربية ونتسيرت عيليت، باعتباره هنا اكثر نجاعة. فالبلدتان متلاصقتان ومتداخلتان، وليس فقط متجاورتين. ودمجهما سيؤدي الى تشكيل مدينة كبيرة في المقاييس الاسرائيلية، حوالي 155 الف نسمة (الناصرة 65 الفا ونتسيرت عيليت 45 الفا ويافة الناصرة 12 الفا والرينة 10 آلاف والمشهد 8 آلاف وكفركنا 17 الفا).

الا ان الفكرة رفضت على الفور. وقال مناحم ارياف، رئيس بلدية نتسيرت عيليت (وهو من حزب العمل)، ان مدينته بنيت لتكون مدينة يهودية. وفكرة الدمج هذه تدمر الفكرة وتؤدي الى اقامة مدينة متروبوليتية عربية، من شأنها ان تتحول الى حكم ذاتي فلسطيني في قلب اسرائيل.

يذكر ان مدينة نتسيرت عيليت اقيمت سنة 1956 على اراضي الناصرة العربية والقرى المجاورة. ومساحتها اليوم 40 ألف دونم، بينما مساحة الناصرة 15 الف دونم.