في ندوة بالقاهرة: جهود خادم الحرمين دعمت الوجود الإسلامي الحضاري في الغرب

TT

اختتمت مساء أول من أمس بالقاهرة فعاليات ندوة «خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.. 20 عاما من العطاء الاقليمي والدولي»، وتركزت فعاليات اليوم الختامي على بحث جهود خادم الحرمين الشريفين في تحقيق التضامن العربي الاسلامي واعتماد الملك فهد أسلوب المصالحة والتسويات السلمية بهدف توحيد صف العرب والمسلمين لنصرة قضايا الأمتين العربية والاسلامية حيث غطت جهوده لتحقيق التضامن الاسلامي كل المجالات التي تحتاجها الأمتان العربية والاسلامية، وقضاياهما السياسية والاقتصادية والعقائدية والاجتماعية والثقافية، وأشار المشاركون الى ان جهود الملك فهد دعمت الوجود الاسلامي الحضاري في الغرب.

وأكد الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر ان هناك جوانب معلنة في شخصية الملك فهد ودوره في خدمة الاسلام والمسلمين وأخرى لم تعلن يعرفها الخاصة أو الشفعاء الذين يلتمسون لدى الملك فهد الحلول والمساعدات لبعض المواقف الصعبة أو المصائب التي تحل ببلد ما. وأضاف «ان هناك ايضا جوانب خفية في حياة الملك فهد بينه وبين ربه فقد تعرفنا عليه من خلال نضاله ودفاعه عن قضايا العرب والمسلمين في المحافل الدولية»، مؤكدا ان في حياة الملك فهد نموذجا عمليا للخير والتقوى.

وقال رئيس جامعة الازهر «انطلاقا من الادراك العميق لأهمية دور المملكة في خدمة القضايا الانسانية في العالم لما حباها الله به من قيم روحية سامية وكونها حافظة لبيت الله ومركز اشعاع لرسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم استثمرت المملكة في عهد الملك فهد امكاناتها المادية لدعم الاقليات المسلمة في انحاء العالم تقديرا من المملكة لمعاناة هذه الاقليات من مشاكل اقتصادية وانصهارها الاجتماعي في الأكثرية الى جانب حرمانها السياسي ومصادرة حقوقها فكان وقوف المملكة ومناصرتها لقضية الشعب البوسني المسلم بدءا من الاعتراف باستقلال وسيادة البوسنة والهرسك وحتى اصدار خادم الحرمين أوامره بتشكيل الهيئة العليا لجمع التبرعات لها واستضافة 2500 حاج بوسني على نفقته الخاصة».

ومن بين الدراسات والأبحاث التي تناولتها الندوة دراسة بعنوان «جهود الملك فهد بن عبد العزيز في المجالات الاسلامية» قدمها الدكتور عبد الحليم عويس مستشار رئيس رابطة الجامعات الاسلامية ورابطة العالم الاسلامي، تحدثت الدراسة عن جهود خادم الحرمين الشريفين المستمرة لدعم القضايا الاسلامية ومشاريعه الخيرية. وقالت الدراسة ان من الملامح الرئيسية في العمل الاسلامي الذي تقوم به المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين ذلك التفاعل والتكامل بين المؤسسات العلمية والدعوية الداخلية والمؤسسات الاسلامية الخارجية التي تدعمها المملكة.

ويختتم الدكتور عويس دراسته بقوله لو استجاب العرب لنداء المملكة الاسلامي التضامني وقاموا بدورهم في قيادة الأمة الاسلامية كما كان أسلافهم، ووضعوا معا بالرأي والفقه حدودا أو اطارا لحركتهم حيث يمضي الجميع مع امكانية اختلاف الايقاعات بتناغم واتفاق نحو الأهداف الثابتة على النحو الذي تفعله أوروبا الآن حتى توحدت في اطار لا يمنع من التنوع والذاتية بينما تتحقق المصالح من الوحدة في بقية الجوانب.. لو استجاب العرب لهذا النداء الذي كثيرا ما أعلنه خادم الحرمين لكان أمرهم غير الأمر الذي هم عليه الآن.

وفي دراسة بعنوان «التسويات السلمية للمنازعات في الفكر السياسي للملك فهد بن عبد العزيز» يشير الدكتور جميل بن محمود مرداد الاستاذ بمعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية السعودية الى ان الفكر السياسي للملك فهد تشكل من خلال ايمانه العميق بأهمية التضامن العربي الاسلامي فرسم لنفسه منذ بداية توليه مقاليد المسؤولية في الدولة، وهو في سن مبكرة، اطارا سياسيا واضحا يقوم على ركيزتي العروبة والاسلام متتبعا في ذلك خطى والده وتجلى تأثير العروبة والاسلام في عملية صنع القرار السياسي الخارجي في عهده أكثر ما تجلى في سياسات التضامن العربي الاسلامي التي تركز على تحقيق التضامن والتعاضد ونبذ الخلافات والصراعات والعمل على حل النزاعات التي تنشب من خلال الحوار والمصالحة والتسويات السلمية بين العرب بعضهم البعض أو بين المسلمين بعضهم البعض.

ويؤكد الدكتور عبد المنعم ابراهيم الجميعي امين عام الجمعية المصرية للدراسات التاريخية في دراسة بعنوان «العلاقات المصرية ـ السعودية» ان ما حققته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين من تنمية وتطور في شتى المجالات يعد مصدر اعتزاز لكل انسان عربي ومسلم خاصة جهوده المستمرة في صيانة المؤسسات الاسلامية وتوسيع وتحديث مساحاتها وتوفير كل ما ييسر على المسلمين أداء مناسكهم بجانب انشائه مطبعة للمصحف الشريف بالمدينة المنورة وتوزيع الملايين من كتاب الله على ملايين المسلمين في كافة أنحاء الكرة الأرضية مطبوعة على الأصول الاسلامية الصحيحة حتى تغلق الأبواب أمام محاولات التزييف والتشويه، كما أشارت الدراسة الى جهود خادم الحرمين من أجل القضية الفلسطينية والى مساندة الشعب الفلسطيني وتحرير القدس العربية وكذلك مد يد العون لجميع الأقليات المسلمة في شتى أنحاء العالم، فقد ساعدهم خادم الحرمين في التعرف على أمور دينهم بشكل صحيح وخصص جزءا كبيرا من دخل المملكة القومي لتقديم العون والمساعدة لابناء المسلمين في الدول الاسلامية دون تفاخر وقام بمد يد المساعدة لكل مسلم وعربي وكثيرا ما قام بحل مشاكل عربية استعصت بمرور الزمن.