ميلوشيفيتش يريد كلينتون وكول وأولبرايت بين شهوده

TT

لاهاي (هولندا) ـ وكالات الانباء: طالب الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، امس محكمة الجزاء الدولية بمدينة لاهاي الهولندية، بأن يدلي الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وساسة ومسؤولون غربيون بارزون سابقون وحاليون، بشهاداتهم امامها. وفي حين كرّر ميلوشيفيتش الذي يمثل منذ الثلاثاء امام المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة، تشكيكه في شرعية المحكمة وادانة ما يصفه بـ«جرائم الحرب» التي ارتكبها على حد قوله حلف شمال الاطلسي (ناتو) بحق بلاده في 1999، قال «اريد ان اتمكن من استجواب (بيل) كلينتون (الرئيس الاميركي السابق) و(مادلين) اولبرايت (وزيرة الخارجية الاميركية السابقة) و(كلاوس) كينكل (وزير الخارجية الالماني السابق) و(غيرهارد) شرودر (المستشار الالماني) و(هيلموت) كول (المستشار الالماني السابق) و(لامبرتو) ديني (وزير الخارجية الايطالي السابق) وكنوت فولبك (الرئيس السابق لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا) وكوفي انان (الامين العام للامم المتحدة) ورودولف شاربينغ (وزير الدفاع الالماني) و(روبرت) دول (السناتور والمرشح الرئاسي الاميركي السابق)». وسبق للرئيس اليوغوسلافي الاعلان اول من امس عن عزمه على استدعاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك ايضاً ليدلي بشهادته.

وحسب قوانين المحكمة يمكن لكل جانب استدعاء شهوده. وفي حال رفض احد الشهود يمكن للقضاة، ان رأوا ذلك ضروريا، توجيه طلب استدعاء بحسب الناطق باسم محكمة الجزاء. الا ان المحكمة لا تملك اي سلطة لارغام الشهود على الادلاء بافادتهم.

وامس استمر ميلوشيفيتش في عرض صور لجثث مشوهة واعضاء مبتورة ومبان محروقة سببها ما وصفه بـ«الحرب العبثية» التي شنها «ناتو» على يوغوسلافيا بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) 1999، في اطار عملية الدفاع عن نفسه التي بدأها اول من امس الخميس. وامام وضوح هذه الصور قررت شبكة «سي. إن. إن» الاميركية التي تنقل وقائع المحاكمة فرض رقابة على عرضها اثناء النقل.

وتوقف ميلوشيفيتش اثناء تعداده «جرائم ناتو» طويلا امام قصف مبنى السفارة الصينية في السابع من مايو 1999، وقال ساخراً من رواية «ناتو» الرسمية عن ان قصف السفارة كان «حادثاً عرضياً سببه معلومات خاطئة زودتها اجهزة الاستخبارات» ان تعرض السفارة الصينية للقصف في بلغراد «لم يكن ابداً حادثاً عرضياً... بل هجوم متعمد من الولايات المتحدة»، مضيفاً ان الرئيس الاميركي ـ يومذاك ـ بيل كلينتون «اراد ان يدخل التاريخ كأول رجل يقصف الاراضي الصينية».

وتابع ميلوشيفيتش كلامه فقال ان «مبنى السفارة يقع في مساحة مفتوحة. وكان الكثير من الدبلوماسيين يشاركون في الحفلات التي تقيمها السفارة ويرسلون تقارير حول ما يقدم كطعام وكيف كانت فناجين الشاي». وتطرق مطولا الى تعرض قافلة تضم ما بين 500 و600 لاجئ للقصف في اقليم كوسوفو. وبعد ان عرض صورة لطفل مبقور البطن، قال الرئيس السابق ان «هؤلاء اللاجئين تعرضوا للقصف من «ناتو» لمجرد انهم كانوا عائدين الى ديارهم».

وامهل القاضي ريتشارد ماي ميلوشيفيتش حتى الساعة 00،10 (بتوقيت غرينيتش) من الاثنين لانهاء الدفاع عن نفسه، غير ان الرئيس السابق رد بالقول انه انهى «حتى الآن نصف عرضه».

وتتهم محكمة الجزاء الدولية، التي شكلتها الامم المتحدة، ميلوشيفيتش بارتكاب «جرائم حرب» و«جرائم ضد البشرية» في النزاعات في البوسنة وكرواتيا وكوسوفو. وبالنسبة الى البوسنة يواجه تهمة ارتكاب اعمال «إبادة».